تناولت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور المظاهرات التي عمت شوارع القاهرة في الأسبوعين الأخيرين، إحداهما كانت اقتصادية والأخرى ذات مطالب سياسية. وأوضحت أنه لابد من أن تكون المظاهرات المتتالية قد استرعت اهتمام الرئيس محمد حسني مبارك الذي يعد حليفا للولايات المتحدة ولاعبا أساسيا في ملعب السياسة في الشرق الأوسط لأكثر من 30 عاما. وذكرت أن النظام الحاكم المصري يخشى كثيرا من تحالف القوى العاملة مع المعارضة السياسية، الأمر الذي جعل النظام ينتهج استراتيجيات قمعية من اعتقالات واعتداءات ضد معارضيه اشتدت في الفترة الأخيرة. ومما يدل على علو صوت المعارضين، الخطاب الذي ألقاه مبارك بمناسبة عيد العمال، والذي شدد فيه على ضرورة التخلي عن الشعارات لأنها غير مجدية ولن تكسب ثقة الناس، محذرا من اختلاط دعاوى التغيير بالفوضى، وهو الأمر الذي بدا كرسالة مباشرة للمعارضة في مصر. ويقول عماد جاد المحلل السياسي بالأهرام أن هذه هي المرة الأولى التي يتسم فيها خطاب الرئيس بالحدة، خاصة في الفقرات التي تحدث فيها عن المعارضة، لأنه يخشى من تحالف العمال والأحزاب السياسية المعارضة للنظام. أكبر موجة احتجاجات في مصر منذ الحرب العالمية الثانية! والواضح أن مصر لم تشهد هذا الكم من الاحتجاجات العمالية والسياسية منذ أكثر من 50 عاما، وقد وجد جويل بينين المؤرخ الرائد أن ما لا يقل عن 1.7 مليون عامل شاركوا في إضرابات واحتجاجات عمالية في الفترة ما بين 2004 إلى 2008.