ظهرت إيران بصورة قائد المقاومة ضد السياسة الإسرائيلية والغربية فى الشرق الأوسط، على مدار 30 عاماً وكان أكثر القادة الإيرانيين ملائمة لهذه الصورة، الرئيس الإيرانى، محمود أحمدى نجاد. وترى صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، أن أحمدى نجاد كان سبباً رئيسياً فى تعزيز صورة إيران كزعيمة "للمقاومة" على الساحة العالمية، إذ تتحدى الهيمنة الغربية باسم الدفاع عن المضطهدين عالمياً، وتحشد الحلفاء من لبنان إلى فنزويلا، ولكنه فى الوقت نفسه استقطب استنكار الولاياتالمتحدةالأمريكية وغضبها الجم. وعلى الرغم من ذلك، يقول المحللون، إن هذه الصورة اهتزت بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية فى 12 يونيو الماضى، والتى انتهت بفوز أحمدى نجاد، مما أدى إلى نزول مئات الآلاف من الإيرانيين إلى الشوارع للاحتجاج على فوزه، الذى رأوه فوزاً غير مستحق بل فوزاً "مسروقاً". وتقول الصحيفة، إن ما حدث فى إيران كان مصدر راحة كبير لمصر، التى شأنها شأن الدول العربية السنية الأخرى، كانت قلقة من تعاظم دور إيران الإقليمى، وتصاعد شعبية خطابها الذى يدعو للمقاومة، فالمظاهرات العنيفة التى عمت الشوارع الإيرانية أظهرت طبيعة النظام الإيرانى الحقيقية، ذلك النظام الذى طالما نظر إليه أبناء الدول العربية بكل تقدير واحترام، ولكن أعمال القمع والعنف التى تبناها ساوته بالأنظمة العربية المعروفة بقمع المتظاهرين. ومع ذلك ترى الصحيفة، أن الأنظمة الاستبدادية فى المنطقة لديها سبباً آخر لتقلق بشأنه بعيداً عن القيادة الإيرانية متمثل فى قوة المظاهرات التى أبهرت الشارع العربى. ومن ناحية أخرى، يرى بعض المحللين، أن فكرة "المقاومة" ليس من المحتمل أن تتخلى عنها إيران بهذه السهولة على الرغم من الضرر البالغ الذى ألحق بمصداقية النظام، وذلك لأن المقاومة "كانت سمة رئيسية اتسمت بها الجمهورية الإسلامية منذ اندلاع الثورة"، وليست صفة حصرية يتمتع بها أحمدى نجاد، "فالمقاومة أكبر منه، ويتعلق الأمر بموقع إيران فى المنطقة". وتشير الصحيفة إلى أن أحمدى نجاد لديه الكثير من المؤيدين بين صفوف الشعب المصرى، خاصة بين صفوف الطبقات الفقيرة والمتوسطة.