تحتفل مصر والهند، اليوم، بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث تمتع البلدين باتصالات وثيقة منذ عدة قرون باعتبارهما من أقدم الحضارات في العالم. وتشير مراسم الإمبراطور أشوكا في الهند إلى علاقته بمصر في عهد بطليموس الثاني. وفي العصر الحديث، كان المهاتما غاندي وسعد زغلول يؤمنان بأهداف مشتركة بشأن استقلال بلديهما، وهي علاقة أدت إلى صداقة وثيقة واستثنائية بين الرئيس جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء نهرو؛ ما أدى إلى توقيع معاهدة صداقة بين البلدين عام 1955وتأسيس حركة عدم الانحياز. وقد أدى التفاعل السياسي المستمر على أعلى المستويات إلى تعزيز العلاقات بين البلدين. وأعطت زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي، للهند في أكتوبر 2015 وفي سبتمبر 2016 مزيدًا من الزخم لعلاقات الأخوة والود بين البلدين. وزارت وزيرة الشؤون الخارجية الهندية سوشما سواراج، مصر في عام 2015، وزار وزير الخارجية سامح شكري، الهند في عام 2018. وكانت هناك عدة زيارات وزارية أخرى بين البلدين. وخلال جائحة كورونا (كوفيد -19)، أجرى رئيس الوزراء ناريندرا مودي، والرئيس السيسي مكالمات هاتفية أعربا فيها عن تضامنهما مع بعضهما البعض في محاربة هذا الخطر من خلال التعاون المتبادل. واشترت مصر 50000 جرعة من لقاح كورونا "صنع في الهند" بينما اشترت الهند 300000 جرعة من رمديسيفير لمحاربة الموجة الثانية من الفيروس في الهند في مايو 2021. بالإضافة إلى ذلك، أرسلت مصر ثلاث طائرات تحمل مساعدات طبية إلى الهند في مايو 2021 ما ساعد في إنقاذ العديد من الأرواح، وفق بيان لسفارة الهند بالقاهرة. وقد زاد حجم التجارة الثنائية بسرعة بنسبة 75% في عام 2021-2022 ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق محققا 7.26 مليار دولار أمريكي. وتظهر الأرقام التجارية لأول شهرين في هذه السنة المالية استمرار النمو. وتعمل حوالي 50 شركة هندية في مصر بإجمالي استثمارات تتجاوز 3.15 مليار دولار في قطاعات مثل: الملابس والزراعة والكيماويات والطاقة والسيارات وتجارة التجزئة وغيرها. وتضخ الشركات الهندية العاملة في مصر استثمارات إضافية بقيمة 700 مليون دولار أمريكي. كما أبدت العديد من الشركات الهندية اهتمامًا بمشروع الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في مصر، بما في ذلك مذكرة التفاهم الأخيرة التي أبرمتها شركة Renew-Power لاستثمار 8 مليارات دولار في مصر. كما زارت مصر أكثر من 10 وفود تجارية تضم حوالي 300 شركة هندية خلال العام الماضي، وذلك للمشاركة في المعارض التجارية وإجراء المحادثات التجارية. كما قامت السفارة بتفعيل الآليات المؤسسية من خلال عقد الدورة الخامسة لاجتماعات "اللجنة التجارية الهندية-المصرية المشتركة" والدورة الخامسة لمجلس الأعمال المشترك خلال يوليو الماضي لبحث أوجه التعاون الثنائي من أجل تعزيز الشراكة بين البلدين. وشهدت علاقات التعاون الثنائي بين الهند ومصر في مجال الدفاع نموا مضطردا. وقام رئيس الأركان الجوية الهندية، فريق أول طيار في.أر. تشودري بزيارة مصر في نوفمبر 2021. وبعد تحررهما من الاستعمار، أرست مصر والهند دعائم تفاهم سياسي وثيق يقوم على أساس تاريخ طويل من التواصل والتعاون في القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية. وتعاون البلدان بشكل وثيق في المنتديات المتعددة الأطراف وكانا من الأعضاء المؤسسين لحركة عدم الانحياز. وتمثل الهند تطلعات البلدان النامية في المحافل المتعددة الأطراف وتسعى بقوة إلى إجراء إصلاحات في الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. وتُظهر مبادرة مصر لاستضافة مؤتمر المناخ كوب-27 في شرم الشيخ خلال نوفمبر المقبل استعداد مصر وقدرتها على لعب دور حاسم في القضايا ذات الاهتمام العالمي. وستشارك الهند بوفد كبير في مؤتمر المناخ. هذا ويكتسب عام 2022 أهمية خاصة حيث يحتفل البلدان بمرور خمسة وسبعين عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية. ومن المقرر تنظيم الدورة القادمة من مهرجان "الهند على ضفاف النيل" خلال أكتوبر المقبل. ويضم المهرجان عروضا لأشكال الرقص الهندي الكلاسيكي المختلفة إلى جانب مجموعة متنوعة من الفعاليات الخاصة بالمأكولات الهندية واليوجا والأفلام الهندية.
