تحتفل كل من مصر والهند خلال هذا العام بمرور سبعين عاما علي نشأة العلاقات الدبلوماسية بينهما وهي العلاقات التي تمتد أواصرها وجذورها عبر التاريخ وحتي قبل العصر الحديث، حيث تشير المراسيم التي أصدرها الملك أشوكا إلي وجود علاقات مع مصر في ظل حكم بطليموس الثاني.. وفي العصر الحديث كان لماهاتما غاندي والزعيم سعد زغلول أهداف مشتركة تنطلق باستقلال بلديهما وقد تطورت هذه العلاقات إلي صداقة وثيقة بين الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وجواهر لال نهرو بما أدي إلي توقيع معاهدة صداقة بين البلدين عام 1955 وكان ميلاد حركة عدم الانحياز أحد ثمار هذه الصداقة.. وبدون شك فإن مصر والهند تشاركا في فهم سياسي متقارب نتيجة للتاريخ الطويل من التواصل والتعاون في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وظلت العلاقات بينهما وفي مختلف المجالات قوية ومترابطة علي مر الزمن وحتي في أصعب الحالات والظروف، وقد زار الرئيس عبدالفتاح السيسي الهند مرتين علي مدي عامي 2015 و2016 والتقي خلالهما برئيس الوزراء مودي حيث شارك في الزيارة الأولي في أعمال القمة الثالثة لمؤتمر الهند أفريقيا في نيودلهي وخلال زيارته الرسمية للهند عام 2016 تم إصدار تصريح مشترك يحدد ثلاثة محاور للتعاون الثنائي في المجال السياسي والأمني والشراكة الاقتصادية والتعاون العلمي والعلاقات الثقافية بين البلدين.. ولطالما ظلت مصر أحد أهم الشركاء التجاريين بالنسبة للهند في القارة الأفريقية كما أن هناك 50 شركة هندية تعمل في مصر وتبلغ إجمالي استثماراتها 3 مليارات دولار وذلك بخلاف الاستثمارات المصرية في الهند.. ويعد مهرجان الهند علي ضفاف النيل والذي يقام سنويا انعكاسا للروابط الوثيقة بين شعبي مصر والهند وهذا مايدعم الرغبة المشتركة من الدولتين في العمل علي تطوير العلاقات وتنميتها في كافة المجالات.