كشف الدكتور حازم عتلم أستاذ القانون الدولى، ووكيل كلية الحقوق لشئون المجتمع والبيئة بجامعة عين شمس إن العرب أسهموا فى القضاء على وحدة الشعب الفلسطينى، وكان من نتائج هذه التفرقة ظهور العديد من المنظمات التى يعمل كل منها لحساب دولة عربية ما، وبالتالى ذابت الدولة الفلسطينية وسط هذه الصراعات العربية. جاء ذلك فى إطار ندوة بعنوان «العدوان والجرائم الإسرائيلية فى غزة، قراءة فى ضوء القانون الدولى»، أقيمت بمركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس. وأكد عتلم أن إسرائيل منذ قيامها اعتادت الاستمرار فى ارتكاب الجرائم، وأوضح أن الاستمرار والاعتياد ظرفان مشددان فى العقوبة، لأن مسئولية الجرائم تنقسم إلى نوعين، الأول مسئولية مدنية مشددة تقع على عاتق الدولة كشخص اعتبارى، والثانية مسئولية تجاه الأشخاص الطبيعين الذين نفذوا الجريمة وأخذوا القرار. وأشار إلى أن الصهيونية فى حد ذاتها تعد جريمة دولية، لأنها قائمة على التمييز العنصرى، والاستبعاد القصدى لأى فرد غير يهودى من أرض فلسطين وهو ما يفسر جرائم الإبادة الجماعية التى تتماشى تماما مع فلسفة الاستبعاد والاستعباد. وعن موقف القانون الدولى من الجرائم الإسرائيلية قال: يجب النظر إلى المسألة فى ظل موازين القوى القائمة، لأن «القانون الدولى فرضه الأقوى لتنفيذه على الأضعف» وعلى ذلك يصبح القانون فى خدمة من وضعه وبالتالى صناعة القانون نفسها تخضع لصراع القوى. فيما علق د.عادل غنيم أستاذ التاريخ ورئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية على قضية توازنات القوى قائلا: إن إسرائيل ليس لها وجود حقيقى دون الاعتماد على الدول الكبرى، وإذا انتهى دعم الدول الكبرى لإسرائيل ستصبح «فى موقف لا تحسد عليه» وأن هذا كفيل بالقضاء عليها نهائيا، لأن حاضرها ومستقبلها مرهون بالاستعمار الأجنبى. وقدم د.جمال شقرة مدير مركز بحوث الشرق الأوسط وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر جامعة عين شمس عرضا سريعا لسلسلة الجرائم الإسرائيلية فى فلسطين، حيث أرخ لبداية هذه الجرائم بمذبحة دير ياسين بأبريل 1948، وتعمد إسرائيل لتسميم آبار المياه، وتتبع هذه الجريمة سلسلة جرائم لا يمكن حصرها، منها مذبحة نصر الدين فى أبريل 1948 أيضا، تليها مذبحة صالحة فى مايو من نفس العام والتى راح ضحيتها 75 شهيدا، فمذبحة اللبد فى يوليو من نفس العام والتى راح ضحيتها 250 شهيدا، واستشهاد نحو 900 مواطن فلسطينى فى نهاية هذا العام، وبعد ذلك تأتى مذبحة شرفات وبيت لحم فى 1952، وهو نفس العام الذى شهد تدمير 56 منزلا و67 شهيدا، وفى عام 1955 فقدت القوات المصرية 26 شهيدا، ثم راح 48 شهيدا فى مذبحة كفر قاسم فى أكتوبر 1956، وهو نفس العام الذى شهد مذبحة خان يونس والتى راح ضحيتها 100 شهيد، وفى يونية 1967 استشهد 4 آلاف جندى مصرى، وفى الفترة ما بين 1967و1968 قتلت إسرائيل ألف أسير مصرى، وبعد ذلك شهد عام 1969 حريق المسجد الأقصى، وتابع أن المذابح استمرت حتى مذبحة نهاية 2008 وبداية 2009 الأخيرة والتى راح ضحيتها حوالى 1500 شهيد، ثلثهم من الأطفال، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 2700 جريح.