أبدى عدد من أصحاب شركات السياحة استياءهم من تأخر قرار بدء موسم رحلات العمرة رغم مرور أكثر من شهر على قيام السلطات السعودية بتفعيل المسار الإلكترونى الخاص بإنهاء اجراءات المعتمرين. واستقبلت الأراضى المقدسة بالفعل الآلاف من ضيوف الرحمن من جميع الدول الاسلامية ماعدا مصر. وأكد أصحاب الشركات أن العمرة نشاط تجارى تعتمد عليه أكثر من 2000 شركة لديها آلاف العاملين الذين يتقاضون مرتبات شهرية، بالإضافة إلى التزام الشركات بسداد ما عليها من التزامات للضرائب والكهرباء والمياه والتليفونات، فى الوقت الذى لم تعلن فيه أى شركة عن رحلة عمرة واحدة حتى الآن. وقال إيهاب عبدالعال أمين صندوق غرفة شركات السياحة الأسبق أن معظم الشركات أصبحت فى وضع حرج، مشيرا إلى أن الوزارة يجب أن تعلم شركات السياحة إذا ما كانت ستؤجل رحلات العمرة عدة أشهر مثلما حدث الشهر الماضى، حتى تتمكن من ترتيب أمورها. وأبدى عبدالعال دهشته من التصريحات التى صدرت من بعض المسئولين بوزارة السياحة أكدوا خلالها أن بدء موسم العمرة هو قرار حكومة، مشيرا إلى أن الحقيقة غير ذلك تماما لأن دور الوزارة يقتصر على تقديم التسهيلات فى اجراءات سفر المعتمرين بالإضافة إلى الرقابة على نشاط الشركات المنظمة لهذا النوع من رحلات السياحة الدينية. وأضاف أن العبء الأكبر فى هذه المنظومة تتحمله شركات السياحة التى تتولى الترويج لهذه الرحلات فى مختلف المحافظات وإعداد برامج متنوعة تتناسب مع مختلف الشرائح من المواطنين بالإضافة أى حجز وسائل السفر والاقامة والإعاشة بالأراضى المقدسة ومرافقة المعتمرين طوال الرحلة ذهابا وعودة وخلال فترة أداء المناسك. وأكد ناصر تركى نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق أن شركات السياحة جاهزة لتنفيذ موسم العمرة وقدمت عقب انتهاء موسم الحج الماضى أكثر من مبادرة لإنشاء مواقع الكترونية لتيسير اجراءات سفر المعتمرين من خلال التنسيق مع مسئولى وزارة السياحة والسلطات السعودية، وذلك إيمانا من هذه الشركات بأهمية استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة فى جميع الأنشطة السياحية ومن بينها رحلات السياحة الدينية مثل العمرة والحج. وأشار إلى أن التبكير ببدء موسم العمرة سيكون فى صالح جميع الاطراف سواء الشركات أو الوزارة أو المعتمرين وذلك تحسبا لحدوث أى تكدس خلال فترة قصيرة مثلما حدث فى العام الماضى عندما تم قصر موسم العمرة على 3 شهور فقط ابتداء من رجب حتى نهاية رمضان. وقال وجيه سامى عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة إن الشركات تحولت إلى مكاتب للموظفين للتوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف فقط دون الإقدام على أى نشاط خلال هذه الفترة التى كانت دائما تخصص لترتيبات عمرة المولد النبوى الشريف التى كان يفضلها عدد كبير من المواطنين بعيدا عن زحام مواسم الذروة فى رجب وشعبان ورمضان. وأضاف أن نشاط السياحة الخارجية محدود ويقتصر فقط على نشاط النقل السياحى للشركات العاملة فى هذا المجال لنقل الوفود السياحية إلى مناطق الجذب السياحى بالأقصر وأسوان وشرم اشيخ والغردقة. وتابع: «أما عمليات التسويق السياحى وجذب السائحين من الخارج، فيقتصر على عدد محدود من الشركات الكبرى المتخصصة فى هذا المجال فى حين أن العدد الاكبر من شركات السياحة يعمل فى مجال الحج والعمرة الذى لا يمكن للشركات الاستغناء عنه».