مصر الماضى ، هل كانت أفضل من مصر الآن؟ سؤال بالتأكيد يتبادر إلى ذهن الكثيرين ، هل تود أن تعيش فى أربعينات أوخمسينات القرن الماضى ، لتشهد ما كانت تشهده مصر آنذاك من احترام للقوانين واحترام للآخرين؟ هذا الرجل من صعيد مصر من محافظة قنا الذى يتم عقابه وربما أخذتك به الرأفة هل تعلم ماذا فعل؟ لقد استغل نقص القمح فى الأسواق المصرية وقام بزيادة سعر رغيف الخبز نعم هذا فقط ما فعله ، ليتم جلده وسط الناس فى ميدان عام ليكون عبره لمن تسول له نفسه استغلال حاجة الناس فأين نحن من هذا الزمن؟.. شهدت الأسواق المصرية موجة عاضفة ضربت أسعار السلع والمنتجات في الفترة الأخيرة، ما أثر سلبا على المواطنين الذين اتهم بعضهم تجار هذه السلع بالتسبب في الأزمة الاقتصادية بعد احتكار السلع فيما تنفي الغرف التجارية ذلك مرجعة السبب في ذلك إلى ارتفاع أسعار العملة الأجنبية أمام الجنيه المصري… الظروف الاقتصادية المتدنية دفعت العديد من المواطنين إلى محاولة ربط جهود الحكومة الحالية بوقائع سابقة اعتبروها مشابهة، أبرزها "الجلد العلني" لتجار رفعوا الأسعار عن التعريفة المقررة منتصف القرن الماضي. يقول خليل عبدالباسط، أحد أهالى مدينة قنا، والبالغ من العمر 94 عاما، إن عام 1954 شهد فيضانا تسبب في حالة من المجاعة بعدما أغرق محصول القمح بكل المحافظات، متابعا أن أحد التجار عمل على استغلال تلك الظروف وقام برفع أسعار الخبز… ويضيف عبدالباسط، في حديثه ل"صحيفة مصرية"، أن التاجر حاول استغلال حاجة المواطنين في ظل أزمة فقر ومجاعة كبرى تعاني منها البلاد، ورفع سعر الخبز للمواطنين، مما أدى إلى حالة من الغليان لدى أهالى قنا، مشيرا إلى أن عددا من المواطنين تجمهروا عقب تقديمهم العديد من الشكاوى إلى الشرطة ضد التاجر، ما دفع "رجال البوليس" إلى التوجه للتاجر وقيدوه ثم جلدوه بشكل علني أمام المواطنين حتى يكون عبرة لغيره… التاجر استغل غرق محصول القمح بسبب الفيضان، وعدم كفاية محصول القمح للمواطنين بمختلف أنحاء الجمهورية وكان لديه كميات من الدقيق ورفع أسعار الخبز لتحدث حالة من التذمر لدى المواطنين، بحسب خيري نعيم 85 عاما، الذي استكمل روايته لواقعة الجلد بعدما أكد حدوثها في قنا متابعا أن الشرطة ألقت القبض على التاجر بالتعاون مع الأهالى عقب تلقيهم العديد من الشكاوى والبلاغات ضده… وأضاف: "ساهم المواطنون في جلد التاجر الذي كان جشعا، بعد أن كان يريد استغلال الحالة التى تمر بها البلاد، فضلا عن عدم قدرة المصريين على تناول وجبات الغذاء والعشاء كاملةً بسبب ندرة الخبز؛ وذلك حتى يكون عبرة للجميع" في يوم الأحد 9 ديسمبر عام 1954م ضرب السيل المدمر محافظة قنا وأدى إلى تشريد 5 آلاف مواطن،أدى هذا لقيام التجار بإخفاء السلع منتهزة فرصة المجاعة التي ضربت قنا، والتي أدت بالقيادة السياسية آنذاك وهو مجلس قيادة الثورة بإرسال حسين الشافعي والذي كان يشغل آنذاك نائب رئيس الجمهورية لمتابعة الكارثة على أرض الواقع. تصدر المانشيت الرئيسي لجريدة "الأهرام" صبيحة يوم السيول الجارفة ب"سيول جارفة تجتاح 500 منزل في قنا"، وعدة عناوين فرعية، منها؛ :"الماء يغمر المدينة ويبلغ ارتفاعه مترًا في شوارعها"، و"إيواء المنكوبين في المدارس والمساجد وتوزيع الأغطية عليهم.". تم إصدار قرار بنزول الجيش المصري في شوارع قنا والمشاركة في الإغاثة بعد تدمير منطقة سيدي عمر والصهاريج والشنهورية وشارع الجميل وطاحونة سفينة وكوم عنيبس والمنشية الجديدة، كما دمرت من النجوع نجع السيد ونجع المعنا والنحال وعدة قري بدشنا وقيام الأهالي بالالتجاء للمساجد ومعبد دندرة… أدى السيل المدمر لتشريد آلاف المواطنين الذين كانوا يعانون من نقص في المواد الغذائية بعد قيام التجار بسرقة قوت الشعب والتلاعب في الأسعار وقيامهم بإخفاء السلع… تمت إقالة المسئولين ومنهم محافظ قنا بعد عجزهم التام عن ملاحقة التجار الجشعين وضبط الأسعار في الأسواق فيما قام عجائز قنا بتدوين وقائع المجاعة والسيول المدمرة في أوراق قديمة ف قاموا بدور هام في التدوين في الأوراق القديمة حيث رصدوا عدد موتي العائلات والقبائل الذين قضى عليهم السيل المدمر . تم عقاب المتلاعبين بأقوات الشعب في ميدان عام أمام المواطنين في ميدان المحطة لقيامهم بالتسبب في مجاعة وقامت الحكومة باتخاذ تدابير للحد من الكارثة، حيث تم تغيير محافظ قنا وهو الأميرالاي محمد عزمي الديب وتعيين حاكم عسكري لإدارة الأزمة بدلا منه كما حددت عناوين الصحف آنذاك التي رصدت جلد التجار المتلاعبين بقوت الشعب في الميادين…