شهدت الأسواق المصرية موجة عاضفة ضربت أسعار السلع والمنتجات في الفترة الأخيرة، ما أثر سلبا على المواطنين الذين اتهم بعضهم تجار هذه السلع بالتسبب في الأزمة الاقتصادية بعد احتكار السلع فيما تنفي الغرف التجارية ذلك مرجعة السبب في ذلك إلى ارتفاع أسعار العملة الأجنبية أمام الجنيه المصري. الظروف الاقتصادية المتدنية دفعت العديد من المواطنين إلى محاولة ربط جهود الحكومة الحالية بوقائع سابقة اعتبروها مشابهة، أبرزها "الجلد العلني" لتجار رفعوا الأسعار عن التعريفة المقررة منتصف القرن الماضي. يقول خليل عبدالباسط، أحد أهالى مدينة قنا، والبالغ من العمر 94 عاما، إن عام 1954 شهد فيضانا تسبب في حالة من المجاعة بعدما أغرق محصول القمح بكل المحافظات، متابعا أن أحد التجار عمل على استغلال تلك الظروف وقام برفع أسعار الخبز. ويضيف عبدالباسط، في حديثه ل"التحرير - لايف"، أن التاجر حاول استغلال حاجة المواطنين في ظل أزمة فقر ومجاعة كبرى تعاني منها البلاد، ورفع سعر الخبز للمواطنين، مما أدى إلى حالة من الغليان لدى أهالى قنا، مشيرا إلى أن عددا من المواطنين تجمهروا عقب تقديمهم العديد من الشكاوى إلى الشرطة ضد التاجر، ما دفع "رجال البوليس" إلى التوجه للتاجر وقيدوه ثم جلدوه بشكل علني أمام المواطنين حتى يكون عبرة لغيره. التاجر استغل غرق محصول القمح بسبب الفيضان، وعدم كفاية محصول القمح للمواطنين بمختلف أنحاء الجمهورية وكان لديه كميات من الدقيق ورفع أسعار الخبز لتحدث حالة من التذمر لدى المواطنين، بحسب خيري نعيم 85 عاما، الذي استكمل روايته لواقعة الجلد بعدما أكد حدوثها في قنا متابعا أن الشرطة ألقت القبض على التاجر بالتعاون مع الأهالى عقب تلقيهم العديد من الشكاوى والبلاغات ضده. وأضاف: "ساهم المواطنون في جلد التاجر الذي كان جشعا، بعد أن كان يريد استغلال الحالة التى تمر بها البلاد، فضلا عن عدم قدرة المصريين على تناول وجبات الغذاء والعشاء كاملةً بسبب ندرة الخبز؛ وذلك حتى يكون عبرة للجميع" يذكر أنه في خمسينيات القرن الماضي جاء فيضان النيل لمصر بجميع محافظاتها، ولم يكف محصول القمح المصريون، واضطرت الحكومة لإصدار قرارات للحد من استخدامه، وحذرت من جشع التجار الذين يستغلون الأزمة.