نحن نؤمن بأنّ الله تعالى وحده لا إله غيره "هو" الذي بيده ملكوت كل شئ، فهو ملك الملوك ومالك الملك، كاشف الغمم، ولي النعم وكانت الحكمة الإلهية في سرّ.. (أمره بين الكاف والنّون).. "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ" وهذه الحكمة تقتضي الأسباب ، فالله تعالى مسبّب الأسباب، "رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ" وسمعت الله يقول في كتابه العزيز "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ولكل شئ سبب، حتّى سقوط الملوك، ووراء كل سبب مسبّب وهو الله تعالى وكانت الحكمة الإلهية تقتضي.. التداخل والتباين، فيما ورد عن أخبار الإمام المهدي المنتظر في اسمه ونسبه وغير ذلك من الدلالات عليه، حتى نرى أن عقيدة الإمام المهدي المنتظر ثابتة عند كل المسلمين مع اختلاف طوائفهم وفيما بينهم من اتّفاق واختلاف في تفاصيل كثيرة وهذ يعطى دليل قويّ على أمرين. أحدهما : ثبوت عقيدة الإمام المهدي عليه السلام عند كل طوائف المسلمين. والثاني : تداخل المعلومات عند هذه الطوائف من المسلمين وغيرهم مما يجعلهم لا يكادون يصلون إلى الشخصية الحقيقية أو بالأحرى "المهديّ الحق". إلّا أنّ بعض أهل العلم وليس جميعهم يستطيعون مع البحث النقلي، والدلائل العقلية والمنطقية، وتفاسير الحروف المقطّعة التي فسّرها "الإمام".، ووردت في مقال بعنوان "المهدي المنتظر .. بين - ن .. و .. حم - .. والكتاب المبين". موقع الحوار المتمدن، بقلم السيد محمود قاسم أبو جعفر. وبواسطة البصيرة التي أسكنها الله تعالى في قلوب هاؤلاء العلماء والتي من خلالها يستطيعون التعرّف على شخص الإمام المهدي وليس من خلال بصرهم لأنّه قال تعالى.. "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" ... أمّا نتيجة ذلك والحكمة منه : هو حفظ الإمام المهدي عليه السلام لحين تمكينه في الأرض، قال تعالى "وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" . ولكي تحول أيضا بين وصول أعداءه إليه ونيلهم منه "ولولا سيف الله معه لأسالوا منه الدّم وهو الولي" كما أن جيوش كثيرة سوف تقف بجانب الإمام المهدي وخاصة الجيش المصري، وهذا ملحوظ.. لأن أرض الكنانة هي بلد المهدي عليه السلام قال تعالى "ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ" وتمثّلت الغمّة في الأخبار المتباينة التي وصلت إلينا والتي تتعارض وتتخبط وتتناقض مع بعضها البعض أخبار متضاربة، وآراء مختلفة، إن تعمّق فيها الباحث كاد أن يتوه قبل وصوله إلى.. "سَبِيلَ الرَّشَادِ" إلا من رحم ربّي قال تعالى.. "وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ". هذه القضيّة محاطة بأسلاك شائكة علينا تجاوزها أولا، كي نصل إلى المضمون، والمكنون، والجوهر. والمطلوب هو "بحث" من علماء المسلمين بكافة أطيافهم، سنة وشيعة هذا البحث واجب عليهم، بل هو فرض عين، وليس إختيارا، لأن الأمّة الإسلامية في رقابهم أمام الله، وويل لهم ولعنة إن كتموا وفعلوا كما فعل الآخرين "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ" ونسألك يا ربّي وعامة المسلمين، أن توفّق علمائنا إلى "الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" .. "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ" وقد بيّن الله في كتابه المبين فيما يخص شأن الإمام المهدي، فقال جلّ وعلا "وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ" وقال تعال "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" ومن المفروض والواجب على علماء المسلمين، بل الخاصة منهم ومن أهل الحق والعلم، أن يتضمن البحث.. "الشكل والمضمون للإمام الحقّ" والتأكد خلال بحثهم أنّ الإمام المهديّ الحقّ يتميز بصفات كثيرة فإذا تحققت الصفات جميعها، فأهمّها صفة "الغيبية" أي يجب ويلزم أن يكون الإمام شخصية غيبية، لها تواصل مع الله تعالى وإلا فلن يستطيع أن يملأ الأرض قسطا وعدلا أو أن يصلحها. فأي إنسان مهما كان لديه من إمكانيات عقلية، ليس لها صلة بمعيّة الله، لن يستطيع توحيد المسلمين أو إصلاح الأرض. والمفاجئة حين قال "ميزو سمكمك" أن النبي صلى الله عليه وآله، لم يستطع إصلاح الأرض جميعها؛ فكيف سيصلحها المهدي؟ ونقدّم لرد مثل هذه الشبهة والسفاهة مقال مكذّب للإمام المهديّ ولكنّه جاء في خدمته، وقد أرادوا به الضرر والأذى، وهو مقال بعنوان "المهدي المنتظر.. ومعجزة السوشيال ميديا ! | الجزيرة مباشر". والشاهد هنا.. أنّه لو لم تكن هناك وسائل تواصل اجتماعي وانترنت الذي بدوره جعل العالم "قرية صغيرة" لما تمكّن المهدي من إصلاح الأرض، وهي نعمة من الله لخدمة الإمام القائم والمؤمنين، وقد صنعت هذه الوسائل في الأصل لأغراض خبيثة ولضرب الإسلام والمسلمين ولكن ما سيحدث قريبا سيكشف أنها أكبر خدمة للإسلام والمسلمين والمؤمنين والإمام المهدي عليه السلام وجنوده وهم كثيرون من "الإنس_والجن_والملائكة" وغير ذلك، قال تعالى.. "وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ". وسيكون ذلك سببا كبيرا في سبيل نصرة الإمام المهدي قال تعالى "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ () إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ () وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ" ويذكر "أن المهدي عليه السلام يكلم الناس من كف يده" وهذا ما يحدث حقيقة في زمننا وعصرنا، بواسطة الهاتف المحمول، وهذا ما سيجعل الإمام أكثر قوّة ونفوذا وتواصلا مع الناس في جميع أنحاء العالم، وتسخير هذه الوسائل له وفي خدمته. ويبقى الدّور الأهمّ وهو واجب العلماء تجاه تلك القضيّة التي تؤرّق الكثير، وتطمئن الأكثر. فهل سيفعلوا ما يرضي ربهم ويخزي عدوّهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله فيهم "لا تجتمع أمّتي على ضلالة ".. قال تعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ". فإن اجتمع عليه العلماء.. فاعلم أنه الحق وإن بويع بين "الرّكن والمقام" فجرس البداية دق بداية عصر جديد.. عادل، مليئ بالخير والرزق والمال، عصر لم يكن له مثيل من الماضي، ستصبح الأرض أكثر رغدا ممّا كانت عليه من قبل، زمن ينتهي فيه الظلم والفساد، زمن يعيش فيه كل إنسان بكرامته بغض الطرف عن دينه، أو لونه، أو عرقه، أو بلده. قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن إلى قلوبكم...) وقال تعالى "وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ". صدق الله العلي العظيم اللهم صلّ وسلم وبارك على حبيبك محمد النبي الأمّي الصادق الأمين، خاتم النبيّين وسيد المرسلين ، وآل بيته الطيبين الطاهرين، وسلم تسليما كثيرا مباركا مضاعفا.. لأقصى حد علمته بعلمك الأزلي - يا أزل يا مالك الملك - يا ذا الجلال والإكرام - يارب العالمين يا أرحم الراحمين.