دفعتنا تلك الطاقة الغريبة التي امتلأت بها جزيرة »ياس« خلال السباق الختامي لموسم 2010 إلي التفكير في تلك الأموال الطائلة التي يتم إنفاقها في رياضة »الفورميولا وان«.. رياضة الفئة الأولي أي جمهورها هم الصفوة حول العالم وبالطبع هم أيضا عشاق السيارات.. وعشاق سباقات السيارات يختلفون بشكل كبير عن عشاق أي رياضه أخري فهم أغنياء ومثقفون أيضا، فإذا سألت احد العشاق الحقيقيين لتلك الرياضه أي سؤال فني عن السيارات أو الفرق أو القوانين سوف يجيبك علي الفور، إذا سألته عن تاريخ الرياضه سوف يجيبك أيضا علي الفور، إذا سألته عن علامات تلك الرياضة واساطيرها سوف تضع نفسك في مأزق لأنك لن تستطيع أن تتخلص منه بسهولة.. نعم، هؤلاء هم عشاق »الفورميولا وان« هؤلاء هم جماهير »الفورميولا وان« مثقفون وأغنياء أيضا لأنهم يقومون بشراء التذاكر وهي مكلفة جدا .. هنا تلمع أعين رجال التسويق بعد أن حول »بيرني إيكليستون« رئيس »الفورميولا وان« موسم السباق إلي صناعة بمليارات الدولارات .. الفكرة هي أبسط أشكال الأفكار التسويقية ولكن تترجم علي حلبات »الفورميولا وان« بالمليارات فأبسط مبادئ التسويق هي أنك تستطيع بيع أي مساحة اعلانية إذا توافر لديك من يشاهدها ومن الذي يشاهدها؟! »600 مليون« مشاهد حول العالم في السباق الواحد فرغم أن كثيرين من عشاق تلك الرياضه الحقيقين وأبطالها أيضا يرون أن إيكليستون تسبب في ضرر شديد لسباقات الفئة الأولي عندما حولها إلي صناعة مليارات إلا أن الواقع يؤكد أنه برع في ذلك ونقل »الفورميولا وان« من مستوي إلي مستوي أخر تماما.. نسب مشاهدة أعلي فإن كان السباق الواحد يشاهده 600 مليون متفرج حول العالم إذن فهناك 54 مليار يشاهدون جميع سباقات الموسم وما برع فيه »إيكليستون« هو أنه استطاع أن يخلق فرصه تلفزيونية ضخمة أمام العلامات التجارية في تلك الرياضة يمكن بيعه. سواء علي الحلبة نفسها أو السيارات أو ملابس الفريق. . الجدير بالذكر أن »الفورميولا وان« تختلف كثيرا عن سائر السباقات فمن الصعب جداأن تحدد الخاس- ألا في السباقات الختامية بالطبع- فخلال الموسم الكل يبدو سعيدا الفرق وأعضائها والسائقين بالطبع وحتي الرعاة والممولين سوف تجدهم في منتهي السعادة وهذا باختصار سحر »الفورميولا وان« ولكن يجب أن نتفق علي أن المستوي الذي وصلت إليه سباقات الفئة الأولي جعلها رياضة مكلفة جدا لذلك لابد من توافر الرعاة والممولين باستمرار فتكلفة فريق بمستوي جيد يتمكن من المنافسة والفوز تتراوح بين 200 إلي 500 مليون دولارا سنويا وطالما هناك الرعاة المحترمين بجيوبهم الكبيرة لا توجد هناك أي مشكله فقط يجب أن تتوفر تلك الشخصيات التسويقية الفذة التي تستطيع بيع أي مساحة كانت وتلك الفئة وهم أفضل رجال التسويق علي مستوي العالم يعتبرون »الفورميولا وان« أهم مصادر دخلهم. أعلي نسبة مشاهدة وإذا تحدثنا عن الرعاة بشكل عام فالمديرين الذين يتحكمون في ميزانيات تسويقية ضخمة بالطبع لا يسعوا لضخحها في »الفورميولا وان« ليعيشوا الإثارة داخل حظائر فرقهم مستمتعين بالطاقة الغريبة التي تملأ الحلبات خلال سباقات »الفورميولا وان«.. بل لأنهم واثقون بأن علاماتهم التجارية سوف تتعرض لأعلي نسب مشاهدة ممكنه قد لا تنافسها فيها أي رياضة أخري حتي كأس العالم لكرة القدم لأن راعاة سباقات »الفورميولا وان« يختلفون عن الرعاة الأخريين فمنتجاتهم غالبا تكون قريبه بشكل من الأشكال إلي عشاق أسرع سباقات علي وجه الأرض. وهناك ثلاثة طرق للدعم في »الفورميولا وان« أولا أن تقوم الشركة برعاية الفريق وهو الأسلوب الأكثر انتشارا أو تقوم الشركات برعاية سائق مثل رعاية »Tag Heuer« لسائق »ماكلارين« الإنجليزي »هاميلتون« أو أن تصبح شريك رسمي للفورميولا وان وتحظي جميع العلامات التجارية بالمشاهدة بغض النظر عن نوع الدعم الذي تقدمه وإن كان النوع الثالث هو الأبرز لأن الشركة تصبح شريكا رسميا ليس لفريق بل للمنظومة بأكملها وعلي سبيل المثال شركة شحن البضائع«DHL» وهي غير ملزمة بدفع أي مبالغ مالية لأنها المسؤله عن نقل السباق من مدينة إلي أخري ومن حلبة إلي أخري بما تشمل السيارات المعدات .. إلخ، ويعلق مسؤل من داخل الشركة قائلا: »إذا استطاعت أي شركة شحن نقل السباق من بلد لأخر في أسرع رياضات العالم تخيلوا مدي الفائدة التي تصب في مصلحة الشركة في النهاية لأنها »الفورميولا وان« أسرع سيارات علي وجه الأرض«. مليار دولار وقد اقترب مجموع الأموال المشارك بها في موسم 2010 من المليار دولار حيث بلغت 705 مليون دولارا وسوف نوضح تفاصيل هذا الرقم من خلال الجدول المرفق وجدير بالذكر أنه خلال الأزمة الاقتصادية انخفضت نسبة مشاركة الرعاة بنسبة 28٪ بعد أن انسحب اثنين من أهم الرعاة وهو »پاناسونيك« و«ING» ولكن تحسنت الأوضاع جدا في موسم 2010 واحتلت »فيراري« الصدارة في قدرتها علي إجتذاب الرعاة حيث تقدر رعاية »فيراري« ب245 مليون دولارا ثم يليها »ماكلارين« بما يعادل 142 مليون دولارا ثم »ويليامز« بما يعادل 79 مليون دولارا. أزمات حقيقية ولم تكن الأزمة الإقتصادية هي المرة الأولي التي تنخفض فيها مشاركة الرعاة والممولين في ال »الفورميولا وان« فقد شهدت الرياضة أزمة حقيقية عندما تم منع إعلانات التبغ من رياضة الفئة الأولي ويؤكد الخبراء أن منع إعلانات التبغ من ال »الفورميولا وان« في ثمانينيات القرن الماضي أثار قلق الجميع علي رياضة الفئة الأولي بشكل عام واعتقد البعض أنها نهاية تلك الرياضة ولكن ما أثبتته الأيام كان عكس ذلك تماما حيث أكد تاريخ تلك الرياضة أن ال »الفورميولا وان« تجد دائما حلول جديدة ورعاة وممولون مستعدون لضخ أموال طائلة باستمرار نظر للجماهيرية العالية التي تتمتع بها الرياضة. من يملك المال ويؤكد الخبراء أيضا أن القائمين علي تلك الرياضة أصبحوا الآن خبراء في التسويق فإذا كانت الأزمة الاقتصادية قد أثرت علي البعض إلي أن معظم الفرق لم تتأثر بقوة خلال الموسم لأن أغلب العقود مع الرعاة والممولين تستمر من ثلاثة إلي أربعة سنوات مع استعداد الممولين بشكل دائم للإنفاق ف »ڤودافون« مثلا قامت بدفع 75 مليون دولارا لوضع اسمها علي سيارات »ماكلارين« في موسم 2011 وبالرغم من أن الفوز غير مضمون في السباق ففريق واحد يحسم اللقب في النهاية وسائق واحد يفوز بالبطولة برغم من ذلك ألا أن الرعاة دائما سعداء والفرق من جانبها تسعي للحصول علي مبالغ ضخمة لأنه كما يقول البعض أنه من يملك المال يستطيع الفوز بالسباق لأنه كما ذكرنا مسبقا فإنه لإخراج فريق قادر علي المنافسة والفوز يجب أن تتراوح ميزانية الفريق بين 200 إلي 500 مليون دولارا، وفي النهاية ،مهما كانت نتائج السباق تك،ن السعادة للجميع لأن ال »فورميولا وان« لم تعد مجرد سلسلة للسباقات بل آصبحت مهرجان تصنع من خلاله مليارات الدولارات والفضل يرجع لرئيس تلك الرياضة »بيرني إيكليستون« سواء اتفقنا معه أو اختلفنا. لم تعد مجرد سلسلة للسباقات بل آصبحت مهرجان تصنع من خلاله مليارات الدولارات والفضل يرجع لرئيس تلك الرياضة »بيرني إيكليستون« سواء اتفقنا معه أو اختلفنا.