بقلم/ الشيخ محمد عبد الله إسماعيل لماذا اخترت أن أكتب مقالا عن الصدق والكذب ؟ ألأن الكذب شاع وذاع ولأن الصدق قل وندر ؟ لا فهذا ليس بجديد مع أنه عظيم . أم لأن البعض من الذين ظهروا بمظهر أهل الدين وألأكثر استمساكا بهديه لم يتخلوا عن عادة الكذب التى كانت ملازمة لهم قبل تدينهم ؟ أقول هذه أشد ولم يقف الأمر عند هذا الحد ولم تأت الإجابة بعد . فماذا إذا ياترى ؟ أيمكن أن يكون قد وقع فى هذا المستنقع الآسن بعض الذين ينسبون إلى الدعوة إلى الله ؟ فلئن كان هذا فتلك طامة كبرى . لكن حتى لو كان فلماذا نضخم الأمور فلعلها زلة والكل يزل أو لعلها توهم حسبه قائله صدقا فتفوه به أو ربما كان ناسيا أو مكرها أو مضطرا أو ما شابه من الأعذار أو حتى إذا لم يكن عذره باديا فلنلتمسه له ما استطعنا أليس هذا هو خلق المسلم ؟ أقول نعم كل هذ حق لكن كيف لو أن الأمر تجاوز كل هذا ؟ وهنا أظنك ياحبيباه ياأبيض السريرة يامن قلبك مازال كقلوب الطير البريئة تضع يديك على رأسك وقد شرق فكرك وغرب فيما بقى من احتمالات وأنت تقول لئن كان هذا فبطن الأرض أولى من ظهرها ولا يمكن أن يكون نصر أو تمكين . وهنا أرى المفسدة فى الإفصاح جد عظيمة فأدع التصريح مكتفيا بما تقدم من تلميح لأن الحاجة الملحة والمصلحة العامة دعت إليه ليرعوى من استحل هذا فى ( معاركه الفكرية ضد إخوانه الذين يشهد لهم بالإسلام والإيمان غير أنهم ليسوا من أهل جماعته أو فكره أو تنظيمه ) قال تعالى( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) وقال تعالى( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) وهنا أذكربأنه نادرا ما صدق أحد من الشعب المصرى مرشحا أو مسؤلا فيما يعد به أثناء الحملات الإنتخابية والعبارة المشهورة ( ياعم ده كلام انتخابات ) والسبب الكامن وراء هذه التعليقات السلبية هو ما تواتر من الكذب والمبالغات فى تشويه الخصم أو تضخيم الذات والوعود الوردية بحل كل المشكلات ثم إذا بكل ماقيل كسراب تعلق به الظامئ حتى وافته المنية فمات فيا إخوتاه أذكركم بقول ربنا جل فى علاه ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) التوبة 119 e.mail : [email protected]