ليس أحب إلي الله من عباده المتقين.. الذين يرجون رحمته ويخشون عذابه, ويعملون جهد طاقتهم للالتزام بأوامره واجتناب نواهيه.. الله يحبهم بلي من أوفي بعهده واتقي فإن الله يحب المتقين(آل عمران 76) والله يعدهم بتيسير أمورهم في الدنيا, وبجنات النعيم في الآخرة.. ومن التيسير في الدنيا أن الله يفرج كرب من يتقيه, ويخرجه من المصاعب التي تصادفه, ويرزقه من حيث لم يكن يتوقع ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب (الطلاق2) وكذلك ييسر له أموره ويجعلها سهلة ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا (الطلاق4).. كما يكفر عنه سيئاته ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا (الطلاق5) وفي الآخرة يعد رب العزة عباده المتقين أن يقيهم عذاب الجحيم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ( الطور18) ويورثهم الجنة تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا( مريم63) ويعدهم سبحانه بأن لهم في الجنة مايشاءون جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها مايشاءون كذلك يجزي الله المتقين (النحل31).. وهم في الجنة آمنون إن المتقين في مقام أمين. في جنات وعيون. يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين. كذلك وزوجناهم بحور عين. يدعون فيها بكل فاكهة آمنين (الدخان5155).. والله ينصحهم ويوجههم فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (التغابن16) والإنفاق هنا يعني الصدقات للفقراء والمعسرين.. وهو جل جلاله يحفز المؤمنين علي تقواه حتي لايقعوا في المحظور واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب (البقرة196) ويحذرهم بأنهم ملاقوه يوم القيامة وإتقوا الله وإعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين (البقرة223) كما يحذر سبحانه المؤمنين من الانخداع بالدنيا قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن إتقي ولاتظلمون فتيلا (النساء77).. ويأمرنا ربنا أن نجهتد في عبادته, فهو الذي خلقنا وخلق الأمم من قبلنا, حتي نكون من المتقين ياأيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (البقرة21) كما ينصحنا أن نبتغي بأعمالنا وأقوالنا كل مايقربنا إليه ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون (المائدة35).. ويصف الخالق جل وعلا المشهد الختامي, وهو دخول المتقين الجنة, والملائكة تستقبلهم وتسلم عليهم وتهنئهم, كما تحف الملائكة من حول العرش وسيق الذين اتقوا إلي الجنة زمرا حتي إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين. وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين. وتري الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين (الزمر73 75).