نعرض في هذا المقال موجز قصير بعض الآيات القرآنية التي تشير إلي رسالات الرسل الذين جاءوا برسالات عامة مفصلة مركزية كبري، والذين كانت رسالتهم عبارة عن كتاب مخطوط يضم عدة موضوعات تشريعية متنوعة، علي النحو التالي: 1 رسالة نوح، رسالة عامة مفصلة مركزية كبري: لقد أرسل الله سبحانه نوحًا عليه السلام في وقت قد اندثرت فيه رسالات من قبله، فأرسله الله بمجموعة رسالات جديدة، هذه الرسالات تضمنت: العلم، والحكمة، والحكم، والعبادات والشعائر والنسك، فكانت تلك الرسالات هي كتاب نوح وشريعته إلي الناس، ولم تكن رسالة نوح رسالة فرعية من رسالة قبلها، ولم تكن تجديدًا لرسالة قبلها، بل كانت مجموعة رسالات جديدة مفصلة عامة شاملة، قال تعالي: «لقَد أرسلنا نوحًا إلي قومه فقال يا قوم أعبدوا الله ما لكم من إله غَيرهُ إِنِّي أخافُ عليكُم عَذَابَ يَومٍ عَظيمٍ، قَالَ الملأُ مِن قَومهِ إِنَّا لنَرَاكَ في ضَلاَلٍ مبينٍ، قَالَ يَا قومِ ليسَ بي ضلالةٌ ولكني رسُولٌ مِّن ربِّ العالمينَ، أبلغكم رسالاتِ ربي وأنصحٌ لكُم وأعلمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تعلَمُونَ). «59: 62». الأعراف. 2 رسالة إبراهيم عليه السلام: أيضًا كانت رسالة إبراهيم عليه السلام رسالة عامة مفصلة مركزية كبري، وجاءت رسالته في وقت قد اندثرت فيه رسالة نوح، فأوحي اللَّه له بكتاب جديد يحوي: العلم، والحكمة، والحكم، والعبادات والشعائر والنسك، وكانت رسالته لعدد كبير من القري ومن الناس، ولم تكن رسالة إبراهيم رسالة فرعية من رسالة قبلها، ولم تكن تجديدًا لرسالة قبلها، بل كانت رسالة جديدة مفصلة عامة شاملة، قال تعالي عن إبراهيم ورسالته: قال تعالي: (فَقَد آتينآ آلَ إبراهيمَ الكِتابَ والحكمةَ وآتيناهم ملكًا عظيمًَا). «سورة النساء 54». 3 رسالة موسي عليه السلام: أيضًا جاءت رسالة موسي في وقت قد اندثرت فيه رسالة إبراهيم، وكانت رسالته عبارة عن كتاب جديد يحوي عدة موضوعات متنوعة هي: العلم، والحكم، والحكمة، والعبادات والنسك، وتفصيل لكل شيء، ولم تكن رسالة موسي رسالة فرعية من رسالة قبلها، ولم تكن أيضًا تجديدًا لرسالة قبلها، بل كانت رسالة جديدة عامة مفصلة مركزية كبري، وقد أشار القرآن لرسالة موسي علي النحو التالي: (ولقَد آتينَا مُوسَي الكِتَابَ مِن بَعدِ مَا أَهلَكنَا القُرونَ الأُولي بصائِرَ للِناسِ وَهُدًي وَرَحمةً لَّعلَّهُم يتذَكرُونَ). «43 القصص». وقال تعالي: (ثُمَّ آتَينَا مُوسَي الكِتَابَ تَمامًا عَلَي الذي أَحسنَ وتفصِيلاً لِّكُلِّ شَيءٍ وهُدًي وَرَحمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبهِم يُؤمِنُونَ). «سورة الأنعام 154». 4 رسالة محمد عليه الصلاة والسلام: ورسالة محمد عليه الصلاة والسلام كذلك كانت رسالة عامة مفصلة مركزية كبري، وجاءت في وقت قد اندثرت فيه التعاليم الحقيقية لرسالة موسي، فكانت رسالة محمد عليه الصلاة والسلام أيضًا، عبارة عن كتاب جديد يحوي عدة موضوعات متنوعة هي: العلم والحكم والحكمة والعبادات والنسك وتفصيل لكل شيء، وقد أشار القرآن لرسالته علي النحو التالي: (وَأَنزلَ اللّهُ علَيكَ الكِتابَ والحكمةَ وعلمكَ ما لم تكُن تعلمُ وكانَ فضلُ اللّهِ عليكَ عَظيمًا). «سورة النساء 113». (أَفَغيرَ اللّهِ اَبتَغِي حَكَمًا وهُوَ الذِي أَنَزَلَ إِليكُمُ الكِتَابَ مُفَصَّلاً). «114 الأنعام». (إِنَّا أَنزَلنَا إِلَيكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لتحكُمَ بينَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن للخائِنِينَ خَصِيمًا). «105 النساء». أما الآية التالية فتنص علي أن اللَّه لم يبعث بكتاب جديد عام شامل مفصل من بعد موسي، سوي كتاب محمد عليه الصلاة والسلام، قال تعالي. (وَإِذ صَرَفنَا إِليكَ نفَرًا مِّنَ الجِنِّ يستمِعُونَ القُرآنَ فَلَمَّا حَضرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِي وَلَّوا إلي قَومِهَم مُّنذِرينَ، قالُوا يَا قَومنَا إِنَّا سَمِعنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعدِ مُوسَي مُصَدِّقًا لِّمَا بينَ يَديهِ يَهدِي إِلَي الحَقِّ وَالَي طَرِيقٍ مُّستقيمٍ). «29، 30 الأحقاف». إذن نصت الآية أن الجن قالوا: كتابًا أنزل من بعد موسي، ولم يقولوا من بعد عيسي.