شهر رمضان له طبيعة خاصة جدًا. تنتعش فيه مهن وأخري تهدأ كثيرًا ليبدأ رواجها بعد نهاية الشهر. ومهنة المأذون كما عهدناها هي في إجازة طوال شهر رمضان فلا زواج ولا طلاق في الشهر الفضيل لكن يبدو أن الحال لم تعد كذلك في رمضان 2010 . يقول أحمد محمود أنه يفضل إنهاء إجراءات عقد القران في شهر رمضان قبل أيام العيد بفترة طويلة حتي يتفرغ لتجهيزات الشقة وشهر العسل وغيرهما من الأمور. كما لا يمثل لإيمان مصطفي فرقًا في عقد القران في شهر رمضان أو غيره من الشهور ولكنها تفضل أن يتحلي ذلك بروحانيات الشهر الكريم وبركته والتي يكتسبها كل ما يحدث به من أحداث سعيدة . ويقول صالح مدكور «مأذون» أن أغلب حالات الزواج في شهر رمضان تقع في مكتب المأذون نظرًا لانشغال المساجد مثل الرحمن الرحيم، والنور وغيرهما بصلاة التراويح علاوة علي رغبة كثير من المقبلين علي الزواج علي إتمام عقد القران في رمضان حتي تتاح لهم فرصة استكمال إجراءات الزواج قبل عيد الفطر المبارك وانشغالهم بإجراءات السفر أو حجز الفندق لقضاء شهر العسل. ويضيف مجدي سالم (مأذون روض الفرج) أن بعض الأهل والأقارب يستغلون شهر رمضان للإصلاح بين المطلقين وعقد القران مرة أخري سواء كان يمينًا شفهيا أو تم الاتفصال من عدة شهور وذلك من خلال مجالس الصلح وخاصة مع تسرع الزوجين باللجوء للمحاكم فلا تصلح معهم الطرق الودية للتوفيق وبعد مرور فترة من الزمن يندم كلا الطرفين علي فعلته لذلك يتخذ أهل الصلح شهر رمضان وما به من روحانيات وبركة لاستكمال الحياة الزوجية مرة أخري. ويلفت مجدي إلي ظاهرة «اليمين الشفهي» الذي تكثر حالاته قبل وقت الإفطار حيث استقبل مكتبه منذ بداية الشهر 25 واقعة يمين شفهي منها ما تم التوفيق بينهم ومنها ما تم تحويله إلي دار الافتاء للبت في أمرهم وذلك طبقا لكل حالة علي حدة وأحدث تلك الحالات مشادة كلامية بين زوجين بسبب مناداتها لابنها بصوت عال وانتهي ذلك بوقوع يمين شفهي. وهذا ما يؤكده أيضا محمد أمين البنجي «مأذون قصر الشوق» حيث استقبل خلال أسبوعين فقط حوالي 80 يمينًا شفهيا منها واقعة اختلاف زوجين علي وجبة الافطار فالزوج يريد طبق الفاصوليا والزوجة تريد طبق البامية وتصاعدت بينهما المشادات الكلامية أدت في النهاية إلي وقوع يمين الطلاق وواقعة أخري بسبب تجديد غرفة المعيشة قبل عيد الفطر المبارك. ويرجع البنجي ذلك إلي ارتفاع درجة حرارة الجو والتي تؤدي بالتالي لزيادة تعصب الصائم وخاصة مع المدخنين ينتج عنها خلافات وينتهي الأمر عند المأذون والذي يقوم لعدة ساعات متواصلة قد تصل إلي الساعة الثالثة فجرا للاصلاح بينهم لكي تستمر الحياة الزوجية. كما يشير البنجي إلي زيادة حالات الزواج في شهر رمضان الحالي عن السنوات الماضية وذلك بسبب وقوعه في أشهر الصيف والتي تكثر فيها حالات الزواج قبل بدء السنة الدراسية وانتهاء موسم المصايف حيث قام مكتبه بتوثيق 20 زيجة خلال النصف الأول من الشهر الكريم علي عكس السنوات الماضية والتي كانت يوثق فيها خمسة عقود فقط خلال الشهر بأكمله. ويذكر عبد المنعم عوض الله رئيس جمعية المأذونين الشرعيين أن هناك بعض أهل الخير يتوسطون في شهر رمضان للتوفيق بين الأرامل وكبار السن بغرض السترة وحصن النفس وكذلك الأمر مع المطلقين من الشباب. وأضاف أن هناك طرقًا غير مشروعة يسلكها البعض للحصول علي منافع شخصية منها الطلاقات الورقية للحصول علي معاش الأخ أو الأب أو اعفاء الابن من الجيش أو لتسهيل اجراءات السفر ثم يتم الزواج مرة أخري عرفيا مما يسبب اثارة اشاعات لكثرة حالات الطلاق وهذا ما ترصده غالبا احصائيات المراكز البحثية مشيرًا إلي أنها أرقام غير حقيقية وتفتقد لرصد الواقع بشكل دقيق.