نلحظ جميعاً مثقفي وسياسيي هذه الأمة، بأن تراجعاً وانحساراً للحياة السياسية المصرية بافتقادها عناصر جديدة، وتغذية مستمرة لهذه الحياة من بشر ومن دماء جديدة نقية فاهمة دون تلوث فكري أو (غسيل مخ) أو لعب بالعقائد الدينية في أفكار البعض ، وهذا ماهو مؤثر لدي كثير من التجمعات الشبابية ، حيث لا قيد علي مسجد في جامعة أو كلية ،أو حي، وأيضاً لا قيد علي كنيسة في نفس الأماكن، ولكن كل القيود علي مزاولة السياسة في تجمعات الشباب سواء في الجامعات أو المعاهد أو حتي المدارس الثانوية رغم أن هذه التجمعات هي المفرخة الطبيعية لشباب الوطن، وكوادر مستقبله، ولقد راعني تصريح أدلي به الدكتور " محيي الدين " وزير الاستثمار في لقائه مع شباب الجامعات في معسكر إعداد القادة في حلوان ، حينما أشار إلي أن مشاركة الشباب في الحياة السياسية والحزبية ضرورة في حد ذاتها ، كما أنها تفتح آفاقاً لإثبات الكفاءة والتميز والقدرة علي العطاء للمشاركين في العمل العام ، وتعمل علي صقل الشخصية المصرية ( للفرد) وتقبله للآراء المختلفة، وتزيد من قدرته علي العمل بروح الفريق، انتهي تصريح " د. محمود محيي الدين " ولعل غياب النشاط السياسي هو السياسة العامة للبلاد من منظور مجتمعي ، وليس من منظور حزبي حيث لا نشاط للأحزاب في التجمعات الطلابية وأنا مع ذلك تماماً ، ولكن النشاط السياسي كأن تلقي محاضرات في السياسة العامة ، كأن تناقش سياسات البلد في التعليم وفي الشئون العامة علي سبيل المثال، كأن يسمح للطلاب بعمل ندوات مقارنة لسياسات عفا عليها الزمن، وسياسات حديثة ترتفع بالأمم وتعمل علي تقدمها، بأن يكون هناك معسكرات علي غرار المدرسة أو المعهد الوطني للتربية الوطنية، والذي كان لدينا في الستينيات في حلوان ويتقدم إليه الطلاب الراغبون في الاستزادة في تعلم السياسة، والعمل في دروبها بعد التخرج من الجامعة. هذه هي بوادر النمو في الحياة السياسية المصرية، هذه هي منبع من منابع حاملي البطاقات الانتخابية للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة، التي اقتصر حضورها علي نسب تدعو للخجل، حيث يحضر من المسجلين في كشوف انتخابات البرلمان مالايزيد علي عشرين في المائة من الناخبين ووصلت في الانتخابات الرئاسية لأول مرة في تاريخ مصر وصلت نسبة الحضور إلي 23% شيء يكسف !! أن يكون عدد الصامتين وعدد غير المهتم بالحياة السياسية في مصر يصل إلي أكثر من 75% من المسجلين في كشوف الانتخابات، وهذا لن يتأتي للقضاء عليه، ودفع النسبه الأكبر للمشاركة إلا بممارسات سياسية في الجامعات والمدارس ، لكي تنشط الحياة، ولكي يعود للشاب المصري دوره في تنمية هذا الوطن وتقدمه !!