في مجلة «التايم» الأسبوع الماضي، طالعت خبراً بأن رئيس وزراء المملكة المتحدة (بريطانيا)، قد خصص خمسين مليون جنيه إسترليني، لإقامة معسكرات لشباب بريطانيا في سن السادسة عشرة، صيف هذا العام لكي تستقبل تلك المعسكرات الصيفية علي أفواج متوالية لمدة شهرين حتي بداية العام الدراسي، وذلك ضمن برنامج جذب الشباب من النوادي والشوارع والمنازل والكافيهات إلي مناطق تجمع، يمكن أن تقدم الدولة فيها بعض البرامج المفيدة، رياضياً، وثقافياً، وأيضاً سياسياً، كما وجد رئيس الوزراء، الشاب الفائز بحزبه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة نسبة سمحت له بتولي الحكم وتشكيل الحكومة البريطانية (ائتلافاً مع حزب الديمقراطية)، حيث لم يحصل حزبه علي نسبة أصوات تؤهله لتأليف الحكومة منفرداً ( كحزب المحافظين)، ومن الخبر نري الاهتمام الذي حظي به شباب في مقتبل العمر، وجد رئيس وزراء بريطانيا أهمية جذبه في معسكرات تقيمها الدولة خلال فترة الصيف!!. وفي نفس الوقت وجدت برنامجاً قديماً أعادت بثه «قناة التليفزيون العربي» كانت تقدمه الإعلامية «فريال صالح» من الشارع المصري في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وهي تتحدث مع شباب في فصل الصيف بعد انتهاء العام الدراسي، حيث اقتحمت بالكاميرا تجمعاً لشباب في محافظة الجيزة «نصب عارضتين» في الشارع لمزاولة لعبة كرة القدم (كرة شراب)، وسألتهم لماذا اللعب في الشارع ومضايقة السكان، والتعدي علي بعض السيارات سواء المارة أو المنتظرة علي جوانب الطريق، وكانت إجابات الشباب (في مقتبل العمر) في سن السادسة عشرة، بأنهم لا يجدون أية ساحة من الساحات لمزاولة هواياتهم في فصل الصيف وأن الشارع هو المكان الوحيد لمزاولة هواياتهم سواء بلعب كرة القدم أو غيرها!! واقترح بعض الأولاد بأن المنطقة بها أكثر من مدرسة وبها ملاعب، ولماذا لا تفتح المدارس ملاعبها وساحاتها لشباب المنطقة تحت رعاية مراكز أو مديريات الشباب في المحافظة، وتوجهت السيدة «فريال صالح» حينها إلي محافظ الجيزة «الدكتور عبد الحميد حسن» رحمه الله قائلة إنك كنت تتولي مركزاً وظيفياً مختصاً بنشاط الشباب فلماذا لا تعالج هذه الظواهر في الصيف!!؟ ولا أعلم ماذا تم في هذا، إلا أنني واثق بأن المشكلة ما زالت بعد 27 عاماً، قائمة، فالشارع في الصيف مكدس بالأولاد، يجلسون فوق السيارات، وينزوون في الميادين ويختصون الأماكن الأكثر هدوءاً لمزاولة التدخين أو غيره من عادات سيئة، وتحرش، وما زلنا أمام مشكلة الصيف لطلاب المدارس والجامعات، ماذا فعل جهاز الشباب والرياضة أمام هذه الظواهر السنوية، التي لا تأتي فجأة للمجتمع؟ لا نقرأ إلا عن معسكرات تقيمها الجامعات ضمن نشاط صيفي ينظمه المجلس الأعلي للجامعات، ويشرف عليه الدكتور «صفوت خربوش»، ولكنها ضعيفة للغاية، لا تسمح باستيعاب الأعداد المطلوبة. ولنعد إلي رئيس وزراء بريطانيا ( المنتخب ) من الشعب واهتمامه بمشكلة حيوية هي مستقبل بريطانيا، وشبابها ليتنا نقرأ، ليتنا نحتذي ونتعلم!!