كتبت في عمودي يوم الخميس الماضي عن رئيس وزراء الحكومة البريطانية وبرنامجه للشباب في صيف هذا العام، وتخصيصه مبلغ ستين مليون جنيه استرليني لإقامة معسكرات في الأحياء وفي المدن لجذب الشباب في سن السادسة عشرة لقضاء العطلة الصيفية مع برامج ثقافية وسياسية وتقنية، ولم أسمع أو أقرأ تعليقًا علي المقال مما جعلني استمر اليوم في الكتابة عن هذا الموضوع (مشكلة شباب مصر) حيث تأتي من وجهة نظري في ترتيب أولي المشكلات علي الأجندة الوطنية، هذا الشباب سواء كان في مراحل التعليم أو في مراحل البحث عن وظيفة بعد الحصول علي شهادة متوسطة أو جامعية - ولعل شباب مصر من غير الحاصلين علي شهادات أوفر حظًا حيث امتلك كل منهم مهنة أو حرفة أو يعمل في أشغال معاونة في البناء أو الصيد أو النقل أو حتي كباعة جائلين!! أي أن الشباب الذي لم يحصل علي قسط من التعليم بأغلبية عظمي فهم قد قرروا كيفية التواصل مع الحياة، وأصبح لهم مقصد يذهبون إليه يوميًا لقضاء يوم عمل وهناك ناتج لجهد مهما كان تواضعه إلا أن المشاركة في الحياة موجودة! وموضوع اليوم هو انتشار الأولاد (الشباب) في الشارع المصري (علي النواصي) حيث التجمعات دون هدف - إلا تمضية الوقت والله أعلم!! فيما يتحدثون أو فيما يعلقون!! علي أحوالهم وما حولهم من ناس واتجاهات و(زَّن علي الوِدَانْ) من البعض الآخر، ومن يعلق علي فتاة في الشارع أو سيدة أو حتي أمثالهم من شباب آخرين، والبعض يستخدم الشارع كملعب للكرة، وبعض آخر يستخدم السيارات علي جوانب الطريق (مصاطب)! ومن كل هذه الأنشطة العاطلة!! تحدث المشكلات والمشاجرات وبالقطع البعض منهم يتوجه إلي دور العبادة لقضاء فروض دينية وأيضًا «لتأكل» الوقت دون طائل!! والله أعلم أيضًا ماذا يتلقون وممن؟ (يجدون جنازة يشبعوا فيها لطم!!) مثل شعبي!! وهكذا يحصد الوطن نتائج إجازة صيف مريرة ونحن أي المثقفين المصريين ننهب الورق في الكتابة ونصرخ بين سطور المقالات دون جدوي!! بل دون إشارة لجدوي من مسئول عن وزارة أو جهاز أخذ اسمه من مشكلة هؤلاء الشباب الحائر، الذي لا يعلم ماذا يفعل في إجازة صيف، فليس كل شباب مصر من قاطني الساحل الشمالي، وأيضًا ليس كل شباب مصر هم أعضاء معسكرات الشباب التي نسمع عنها في نشرات الأخبار بمعسكرات «أبي قير» ومعسكر القادة في حلوان»!! ليس كل شباب مصر أعضاء في أندية الدرجة الأولي أو أندية العواصم في المحافظات! نحن في أشد الاحتياج لتشغيل الشباب في معسكرات صيفية ضمن خطة قومية تفتح فيها المدارس والجامعات والمعاهد مبانيها لكي تساهم هذه القوي من الشباب في نظافة البيئة وترسيم الشوارع، وضبط ومساعدة رجال المرور، نظير أجر يومي رمزي!! لتحسين مناخ البيئة من تكدس بلا معني ولا هدف لقوي ممتلئة بالنقد والرفض بل الاكتئاب!! هذه المعسكرات اليومية سوف تجد إقبالاً شديدًا، حيث تمت التجربة في الماضي القريب في الستينيات والسبعينيات ونجحت!! بل إن هذه المعسكرات لها فائدة أخري أهم من المظاهر التي تحدثت عنها، أهم تلك الفوائد هي غرس الانتماء لدي هؤلاء الشباب للحي والشارع والمدينة والوطن كله. ولو كانت الموازنات العامة للدولة لم تستعد لمثل هذه الأنشطة فإن البدائل للموارد كثيرة ولا مكان لسردها ولكن المهم أن ينتبه الجهاز المعني بالشباب بالشارع المصري وبما يحدث فيه وما يترتب عليه، نرجو الانتباه!