كل عام والمصريون جميعاً بخير بحلول عيد الأضحي المبارك - حيث في أول أيام العيد - يستقبل المواطنون هذا اليوم بعدة مظاهر منها ما هو ديني - ومنها ما هو شعبي - ومنها ما هو وظيفي - ويعود احتفال المصريين بالأعياد الدينية - إلي أصول تراكمية منذ الفراعنة حتي المعاصرين - وذلك بخلط العادات - واندماج المصريين باختلاف دياناتهم في هذه المناسبات - فنجد أن المصريين جميعاً - يحتفلون بعيد شم النسيم - وهو في " الأصل فرعوني» - وفي ليلة رأس السنة الميلادية - وهو في الأصل "مسيحي كاثوليكي" - وأخيراً في عيد الميلاد المجيد 7 يناير - يشارك جميع أقباط مصر من المسلمين والمسيحيين هذه المناسبة - سواء بالإجازات الرسمية أو رحلات الأعياد القصيرة. ولا شك أن عيد الأضحي المبارك أصبح عيداً للمسلمين وفيه تزداد الخيرات ولا تفرق في إسعاد فقراء المسلمين والمسيحيين سواء. ولا شك أيضاً أنه بجعل 7 يناير عيداً دينياً قومياً - ويكون يوم إجازة رسمية في البلاد - زادت من أواصر الترابط الاجتماعي لعناصر الأمة. إن مصر في كتابات المستشرقين - وفي كتابات " جان دي شايرول" أحد علماء الحملة الفرنسية ضمن مجموعة كتاب " وصف مصر" - والذي ترجمه زهير الشايب يتحدثون عن أمة لا تعرف الفصل بين الجيران ولا الفصل بين الأديان - وسجلوا في وصفهم " للمصريين المحدثين" - ما أن يقرأه قارئ اليوم إلا ويجد أننا تائهون- وأننا عن أصولنا بعيدون - تميزت مصر بالتجمع والتقارب بين شعبها أثناء الأزمات - وخاصة حينما كان الفيضان. يأتي ليغرق الأراضي - فيخرج الجميع للتعاون علي صده - وعلي حماية أراضيهم وبيوتهم - وكانت صواني الغذاء تخرج من بيوت المسلمين أو المسيحيين لجميع المنكوبين من أي كوارث طبيعية - ولعل ما سجلته محاضر أقسام البوليس في جميع أنحاء مصر إبان حرب 1973 - بأنه لم تقع حادثة سرقة أو حتي مشاجرة واحدة أثناء أيام حرب أكتوبر المجيد - دليل أكبر علي ترابط عناصر الأمة أمام المصائب الكبري - حتي تعود هذه الروح التي افتقدناها - تذكرت ذلك ونحن في أول أيام عيد الأضحي المبارك. أتمني أن تعود روح الترابط والتآلف بين عنصري الأمة وعصبها. وكل عام والمصريون والأمة الإسلامية جميعاً بخير.