حرص مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى اختتم أعماله الأربعاء الماضي أن يقدم توسيقاً للثورة المصرية لما لها من خصوصية من خلال عرض عدد من الأفلام التى وثقت للثورة إيمانا من المهرجان بأن السينما أيضا ثورة على كل ما هو فاسد ومن بين الأفلام التى تم عرضها على هامش المهرجان الشتا اللى فات والثورة خبر وغيرهما من الأفلام التى تتحدث عنها السطور التالية. نجح عمرو واكد فى تحقيق التميز بعد أن شاركت اعماله بالعديد من المهرجانات العالمية وحصد بعضها جوائز مهمة، كما يعود لجمهوره المصرى بفيلم جديد سياسى يحمل عنوان «الشتا اللى فات» تدور أحداثه حول الثورة المصرية وما قبلها وبعدها.. وعلى الرغم من ان آخر الافلام المصرية التى قدمها واكد كانت «18 يوم» لم يتم عرضه جماهيريا حتى الآن.. الا ان مشاركته بالثورة دفعته لاكمال المشوار لايمانه بالرسالة التى يجب ان تصل للجمهور.. وقد شارك فيلمه بعدد كبير من المهرجانات العالمية منها مهرجان «فينيسا» و«بندن» السينمائى الدولى ثم جاء اختياره مؤخرا ليكون فيلم افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولي.. وتحدث معنا واكد عن فيلمه.. ■ كيف جاءت مشاركتك فى فيلم «الشتا اللى فات»؟ - اتفقت مع المخرج ابراهيم البطوط على تقديم فيلم عن الثورة وعلى الرغم من عدم وقوفه على قصة الفيلم وفكرته إلا انى تحمست ووافقت على تصويره بصحبة الفنانة فرح التى تقوم بدور البطولة معى فى الفيلم أثناء تواجدنا بالميدان.بعد انتهاء الثورة بفترة وجيزة وجدنا ممولين تحمسوا لفكرة العمل وقمنا بكتابة السيناريو والبدء الجدى فى بناء الفيلم .. وكان مشروع الفيلم فى منتهى السلاسة فقد كان لدينا تمويل لا يتعدى 500 الف جنيه فقط مع بداية الفكرة ولكننا وجدنا ممولين يشاركون لاول مرة فى الانتاج السينمائى مما قلل من احساس المخاطرة لدينا حتى وصلت ميزانية الفيلم إلى 5 ملايين جنيه.. فكل عنصر منا شارك بجزء من الانتاج لإخراج الفيلم للنور. وفور انتهاء البطوط من كتابة السيناريو قمنا بالتصوير وكان الحوار ارتجالى بيننا من خلال معايشتنا للشخصيات فى ميدان التحرير. ■ وما هو دورك فى الفيلم؟ كل شخص مننا يظهر باسمه الحقيقى بالفيلم و«عمرو» مواطن شاب وفرح «مذيعة بالإعلام الحكومي» وعادل «ضابط أمن دولة وعلاقة كلا منهما بالاخر قبل الثورة وخلالها، فأحداث الفيلم تبدأ منذ عام 2009 وحتى قيام الثورة.. ولكنه ليس فيلما عن الثورة كما يشيع البعض فهو يعكس حقائق وانماطًا موجودة بالمجتمع ومنها علاقة المواطن بالاعلام والشرطة وغيرها. عمرو يعكس الشاب المصرى الذى تعرض لتعذيب على يد أحد رجال أمن الدولة أثناء تظاهره فى عام 2009 مما يجعله يتخوف من المشاركة بالميدان أثناء الثورة ولكنه يتغلب على هذا الخوف وينزل للميدان. ■ هل تم تحديد موعد العرض الجماهيرى لفيلم «الشتا اللى فات» فى مصر؟ - لا.. نحن فى مرحلة البحث عن موزع يقوم بتبنى فكرة توزيع الفيلم بشكل صحيح ليصل للجمهور وتكون له مساحة فى السوق ولا يتم (رميه) فى 3 سينمات اتنين منها صيفى فى عز الشتا مثلما حدث مع احد افلامى زمان.. فاغلب الموزعين يبتعدون عن تبنى توزيع الافلام ذات المضمون الجاد والمستقلة بشكل خاص وذلك لان هذه الافلام تفتقد للخلطة السحرية التى تساعد على انجاح الفيلم و(تاكل مع الناس) على حد قولهم وهى بنت حلوة وشاب وسيم وغنوة خفيفة وافيهات كوميدية والوان مبهرة.. وللأسف هذا اصاب صناع السينما بخلل واصبحنا نجنى ايرادات 250 مليون جنيه فقط من كل الانتاج السنوي.. وأتمنى أن يتم عرض الفيلم بشكل جيد ومتأكد من ان الجمهور سيشاهد الفيلم ذو المضمون الجاد وأكبر دليل على هذا نجاح السينما المستقلة فى الفترة الاخيرة. ■ هل التوزيع هو السبب فى تأجيل عرض فيلم «18 يوم» حتى الآن؟ - لا أعلم شيئا عن الفيلم فمنذ أن انهيته لم أسأل متى سيعرض ولكنه حصل منذ فترة كبيرة على تصريح موافقة الرقابة على عرضه جماهيريا ولا اعلم لماذا لم يتم عرضه وقد يكون ذلك فى يد المسئولين عن انتاجه. ■ ألم تتخوف من منع بعض الجهات من عرض افلامك او بعض الافلام التى تتحدث عن الظلم والفساد وغيرها؟ لا اعتقد ان هناك من يستطيع ان يمنع مثل هذه الاعمال لانه من الغباء القيام بهذا العمل بعد الثورة، فعلى الرغم من أن الرؤية لمستقبل مصر غير واضحة الا اننا كشعب تغيرنا.
ولا يوجد من يستطيع فى الدنيا ان يمنع وصول فيلمى للناس فلو تم منع عرضه بالسينمات سوف اطبعه على «دى فى دى» او ارفعه على مواقع الانترنت المختلفة فنحن فى عصر لا يوجد من يحجم من إبداع أحد.