صحفية أمريكية قابلت مبارك منذ كان نائبا وحتى صار رئيسا، عشرات المرات وكانت صديقة لزوجته سوزان التى زاملتها فى نفس الجامعة الأمريكية.. والتقت تقريبا معظم القيادات الإخوانية والجماعات الإسلامية وقدمت صورة لهم ولمصر مختلفة وجديدة تستحق القراءة حتى لو كان باعثها نفس الروح الاستشرافية النمطية. عقدت قاعة كاتب و كتاب ندوة لمناقشة كتاب صورة لمصر رحلة فى عالم الجماعات الإسلامية المتشددة صورة جديدة لأسامة بن لادن تأليف مارى آن ويفر و ترجمة نشأت باخوم أدار الندوة د. محمد عفيفى رئيس قسم التاريخ جامعة القاهرة وناقش الكتاب د عمار على حسن و الكاتب حلمى النمنم والمترجم نشأت باخوم. وتحدث عفيفى عن أهمية الكتاب والجدل الذى حدث عند نشره والعيوب التى وقعت فيها الكاتبة وتوجهاتها إلا أنه أكد على أهمية الكتاب حيث يوضح بعض الحقائق لان الكاتبة صحفية و باحثة فى دراسات الشرق الأوسط ومن هنا تتضح توجهاتها والكتاب فى غاية الأهمية حيث أننى قدمت له مؤكدا على أهميته للترجمة لتوضيح بعض الحقائق شدد على ضرورة إتاحة الوثائق للباحثين لكى يستطيعوا كتابة التاريخ بشكل صحيح. و يقول عمار على حسن إن الكتاب حافل بالمعلومات و بالأسرار أحيانا وأتصور أن الكتاب يصلح للقراءة من مستويات متعددة فهو يجمع بين البحث الميدانى والاستقصاء الصحفى والكتابة السردية الممتعة إلا أننى أرى أن عنوان الكتاب به شىء من التجنى على مصر فهى تلغى كل تاريخ مصر وتختزله فى تيار متشدد و متطرف ومن ناحية أخرى فهى تعطى فكرة أن مصر مكان للتطرف الدينى والإرهاب وهى تضع اسم اسامة بن لادن كعنوان للكتاب وهو أمر فى غاية الأهمية لأنها تكتب بطريقة استشرافية فالكاتبة أرادت طرح اسم مصر على الغلاف وإظهارها بأنها متطرفة متناسية أن مصر هى الدولة الوحيدة التى لها علم باسمها ويضيف أن ترجمة باخوم ترجمة ممتعة حيث حافظ على متعة النص الحقيقى ويشير حسن إلى أنه توقف أثناء قراءة الكتاب أمام عدة نقاط منها أن الكاتبة تحدثت عن مبارك وصفاته وأن وصفها لمبارك وصف دقيق وتقول إنه تذكر وصف أحمد كمال أبو المجد للرئيس الأسبق مبارك حيث وصفه بأنه جاهل إلى درجة تتأكد أنه لم يقرأ كتابا فى حياته وأن الذى خلقه لم يضع فى رأسه ذرة من الخيال و أشار إلى أن مصر بها ديناميكية خاصة فهى التى تمنح لحاكمها هيبة ومكانة فى حين لا يوجد حاكم يمنح لمصر شيئا فحكم مصر شرف كبير لأى حاكم وأن من يحكم مصر ولا يعرف تاريخها ولا شعبها لا يمكن أن يستقر على رأسها أبدا مهما أوتى من ذكاء أو قدرة على الخداع ومن جهة أخرى فإن الكاتبة تعرض علاقة السادات بالجماعات الإسلامية وكيف صنع السادات تلك الجماعات وكيف أمدها بالمال ثم عندما تمكنوا كفروه وقتلوه و يؤكد حسن أن الجماعة عاشت 85 عاما على المدد الذى كانت تحصل عليه من السلطة فحسن البنا أنشأ التنظيم بمساعدات أجنبية واسماعيل سرى باشا فتح مقرات للإخوان فى كل المحافظات لضرب الوفد وجاء الملك لكى يضرب الأحزاب السياسية فشجع ظهور الإخوان كما فعل عبد الناصر نفس الشىء عندما شجع الإخوان للقضاء على الأحزاب ثم جاء السادات ومن بعده مبارك واستخدموا الإخوان كفزاعة ضد الشعب المصرى إذا التنظيم ليست فكرة أو عبقرية وإنما للإخوان أهداف أخرى بعيدة عن الإسلام كدين أما عن ما ورد فى الكتاب من أسرار ومنها أن مبارك كان يعرف عن اغتيال السادات وأنه ع ندما سألت الكاتبة مبارك عن هذا الأمر تهرب من الإجابة وأشار إلى أن السبب فى اغتيال السادات هو أن أمريكا كانت تخشى من قيام ثورة تشبه الثورة الإيرانية و يتساءل حسن أين العقيد ممدوح أبو جبل ولماذا رفض مبارك الإدلاء بشهادته أما القضاء وكيف تم قتل السادات وأشار إلى أن طلعت السادات أشار فى أحد اللقاءات التليفزيونية إلى أنه يتهم مبارك بشكل مباشر فى قتل السادات وأن عصمت السادات قام بتأليف كتاب عن اغتيال السادات إلا أنه صودر وأكد على وجود مؤامرة و إصرار من جانب الولاياتالمتحدة على أن تظل مصر منحنية ولا تقوم لها قائمة إلا أننا نعول على شعب مصر أما النقطة الثالثة فهى أن الكاتبة أجرت حوارا مع نجيب محفوظ ووصفته بأنه مؤمن صوفى وكتوم خجول وتحدثت عن أعماله الأدبية. أما الكاتب حلمى النمنم فقال إن الكتاب بالغ الأهمية فالكتاب لكاتبة صحفية أمريكية جاءت فى نهايات عصرالسادات وتعرفت على جيهان السادات والتقت بمبارك وكانت تلميذة لسعد الدين ابراهيم وزاملت سوزان مبارك والكتاب فى الأصل مقالات ولقاءات صحفية نشرت تباعا فى الصحف الأمريكية والكتاب مؤلم وموجع لعدة أسباب فهو يكشف أن الطريق متاح أمام الصحفيين الأجانب لأى مسئول فى مصر والوطن العربى فالكاتبة قابلت مبارك وزوجته وقابلت كبار المسئولين فى عصر السادات وكل الرموز الإسلامية كانت تتهافت عليها لتنشر عنها الصحف الأمريكية فى حين كان يقابل طلب الصحفيين المصريين بالرفض كما أن الكاتبة لها حس أدبى عال فهى يمكن أن تكون روائية جيدة حيث قامت من خلال الكتاب بعمل مقارنة بين الرئيس الأسبق مبارك والشيخ عمر عبد الرحمن وهما جهاتان تتصارعان على حكم مصر طوال الكتاب وتفاجئنا الكاتبة كيف أن مبارك كان يعرف كل شىء عن جماعة الإخوان المسلمين والتمويل الأمريكى لها إلا أنه لم يكن يتصرف وقال لها بالنص « قولى لحكومتك تتوقف عن دعم الإرهابيين «وكان ذلك فى الثمانينيات وأشار النمنم إلى أن من الألغاز مهمة هى حادثة اغتيال السادات كما أشارت الكاتبة إلى نقطة هامة وهى أن الجماعات الإسلامية تأسست بفعل المخابرات العامة المصرية وأنها أمدتها بالمال والعتاد لضرب المصريين والماركسيين لأنهم أعداء السادات وأضاف أن الكثير من المصريين أصابتهم الدهشة عندما تم اختيار مبارك نائبا لرئيس الجمهورية فهو شخصية لا تحب السياسة وغير خلاقة وكان معجبا بنفسه كرئيس رغم أن كل من يراه يعرف أنه محدود القدرات ويشير إلى أن أبو الغيط وزير خارجية مبارك قال فى مذكراتة أنه أدرك أن مبارك شخصية لا تصلح رئيسا وأنه أدرك أن النظام انتهى وفجرت الكاتبة مفاجأة وهى أن قيادات الجماعات الإسلامية أشارت إلى أن السبب فى عملية الأقصر 1997 هو تأليب الجيش على مبارك وإظهاره بمظهر الضعيف غير القادر على حماية الدولة وقد أدرك مبارك ذلك لذا قام مبارك بالإطاحة بعدد من قيادات القوات المسلحة فى ذلك الوقت وأشار إلى أن هذه الوقائع نشرت فى الصحف الأمريكية ولم تقم الدولة المصرية للاعتراض على ذلك مما يؤكد أن تلك الوقائع صحيحة وأعرب عن حزنه وألمه لأن المصريين لا يعرفونتاريخهم الآمن خلال الوثائق الأمريكية والبريطانية بل والإسرائيلية أحيانا وكم كنت أتمنى لو صدر هذا الكتاب فى 2004 أثناء فترة حكم مبارك حتى تتضح الرؤية بعض الشىء كما أوضح أن الكاتبة أوردت بعض المعلومات المغلوطة وعلى سبيل المثال معلومة أن سيد قطب كان وزير المعارف فى عهد عبد الناصر وأضاف النمنم إلى أن العريان قال لأحد الوفود الأمريكية بعد ثورة يناير نحن جماعة علمانية رغم أن اسمنا دينى وهو ما يوضح أن الجماعات الإسلامية أبعد ما يكون عن الدين. أما المترجم نشأت باخوم فقد أشار إلى أن أهمية الكتاب ترجع إلى أنه يقدم معلومات قيمة كالحديث عن شخصية مبارك وعن علاقة الإخوان بالنظام الحاكم فالكتاب يأخذنا من الماضى إلى الحاضر إلى التنبؤ بالمستقبل كذلك أشارت الكاتبة إلى أن الجماعات الإسلامية فى التسعينيات وصلت ميزانيتها إلى 8مليارات دولار والتنبؤ الذى ورد على لسان مبارك أن الجهاديين فى أفغانستان سوف يأتون إلى مصر وهو ما حدث بالفعل لأن الولاياتالمتحدة فتحت لهم بابا للحروب فى ليبيا وسوريا ومصر ودافع المترجم عن عنوان الكتاب قائلا إن المقصود بصورة لمصر هى لقطة واحدة من المشهد المصرى وليس المقصود به تصوير مصر على أنها موطن للإرهاب.