أبدى الكاتب الصحفي حلمي النمنم خلال مناقشته لكتاب «صورة لمصر.. رحلة فى عالم الجماعات الإسلامية المتشددة» أمس الأول بمعرض الكتاب، اندهاشه من كم الأسرار والمعلومات ذات الطبيعة «السيادية» التى يحتويها الكتاب. وقال إن الكتاب يكشف أسرارًا مهمة عن مرحلة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومنها الحوار الذي أجرته المؤلفة «مارى آن ويفر»، والذى يوضح علم مبارك بالاتصالات السرية التي تجريها أمريكا مع قيادات فى جماعة الإخوان، وأنها تستخدمهم كوسيلة ضغط عليه. ومنها أيضًا ما يتصل بواقعة اغتيال الرئيس السادات، حيث يقول مبارك إنه كان على علم بوجود خلية سرية داخل الجيش يترأسها خالد الإسلامبولي قاتل السادات، مشيرًا إلى أن مبارك عندما طلب للشهادة فى القضية رفض الإدلاء بشهادته، مكتفيًا بقوله إنه كان يعلم بوقوع حادثة الاغتيال وحذره منها. وأبدى النمنم تعجبه من كيفية توصل الكاتبة لمثل هذه المعلومات السيادية، قائلا: للأسف الشديد المسئولون المصريون يجرون وراء الصحفيين الغربيين، فيما يمنعون المعلومات عن الصحفيين المصريين. وتحدث النمنم عما ذكرته المؤلفة عن لقاء جمعها بمسئول سياسي كبير، يرجح هو أن يكون الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس، والذى قال لها إن الجماعات الإسلامية نشأت بفعل المخابرات لضرب الناصريين، والاشتراكيين، وأكد لها أنه وجد داخل الجيش بعض القيادات المتشددة، تم الإطاحة بها بعد اغتيال السادات. وتابع: المسئول المصري أكد لها أن عملية الأقصر 1997، والتى راح ضحيتها أكثر من 35 سائحًا أجنبيًا، كان الغرض منها أن تثبت الجماعات الإسلامية فشل مبارك فى الحكم وعدم قدرته على تحقيق الأمن، حتى ينقلب عليه الجيش. وقال النمنم، إنه سبق للمركز القومى للترجمة، أن ترجم كتبًا مماثلة مثل كتاب «الاستشراق الأمريكي» عام 2009، وكان على وشك الصدور عن مكتبة الأسرة في 2010، لكنه منع بسبب وجود فصل كامل عن فترة حكم مبارك ووصفها بالاستبداد، مشيرًا إلى أن عصر مبارك ملئ بالتفاصيل والألغاز التى لن تكشف للمصريين، إلا من خلال الكتاب الغرب الذين تحاوروا مع مسئولي مبارك. وألمح إلى اهتمام كثير من الكتّاب والمؤلفين الغربيين بالجماعات الإسلامية على اختلافها، ودورها فى المنطقة العربية، ومنها بعض الكتابات التى تنبأت بوصول هذه الجماعات للحكم في غير بلد عربي، ومنها كتاب للكاتب الفرنسي، فرنسوا بورجان. وفى مداخلته قال الدكتور عمار علي حسن، إن الكتاب مكتوب بشكل صحفي محترف، فعند قراءة الجزء الأول من العنوان، تتوقع رؤية الريف والفلكلور الشعبى، ولكنك تتفاجأ من خلال الجزء الثانى من العنوان «الجماعات الإسلامية المتشددة صورة أخرى لأسامة بن لادن»، بالخداع، موضحا أنه لا يصلح أن تكون مصر مختزلة فى هذه الصورة فقط، فالكاتبة أرادت تسويق الكتاب، باستعمال اسم مصر على كتبها نظرا لأهميتها فى الشرق الأوسط. وأشار حسن إلى أن الكتاب أوضح أن استمرار تنظيم «جماعة الإخوان» لأكثر من 80 عامًا لم تكن عبقرية منهم، ولكن هذه الجماعة كانت تستخدمها الأنظمة لإفشال الحياة الحزبية، وهو ما يظهر فى العديد من المواضع بالكتاب، وخصوصًا تلك التى تتناول علاقة السلطة بالجماعات الإسلامية، وكيف أمدتها بالمال، وكيف استخدمهم الملك للقضاء على الأحزاب، ومعظم قيادات الإخوان كانوا وفديين، وبعد ذلك حصل الصدام واستخدمهم مبارك كفزاعة لإبرام الصفقات مع الغرب. وقال مترجم الكتاب، عزيز باخوم، إن قصة الكاتبة الأمريكية مع مصر بدأت بزيارتها فى مرحلة فاصلة وتاريخية عام 1977، عندما كان السادات متجهًا إلى القدس فى نوفمبر، واستطاعت الوصول للكثير من المعلومات الخطيرة بعلاقتها مع زوجة الرئيس الأسبق جيهان السادات، وكذلك زاملت زوجة مبارك فى الجامعة الأمريكية، وهو ما مكنها من الحصول على معلومات خطيرة ودقيقة، لم تتح لغيرها ممن تناولوا نفس الفترة وبحثوا فى نفس الموضوع.