قال الكاتب والباحث السياسي الدكتور عمار علي حسن، إن استمرار تنظيم جماعة الإخوان لأكثر من 80 عامًا لا يرجع لعبقريتهم مثلا، بل إن الأنظمة المصرية المتعاقبة هي التي ساعدتهم على الاستمرار طوال هذه الفترة، إذ استخدمت هذه الجماعة لضرب الحياة الحزبية. وأضاف «حسن» خلال الندوة التي أقيمت بمعرض الكتاب مساء أمس، لمناقشة الترجمة العربية لكتاب "صورة لمصر رحلة فى عالم الجماعات الإسلامية المتشددة.. صورة جديدة لأسامة بن لادن" للكاتبة الصحفية "ماري آن وبفر"، أن الكاتبة ذكرت أن "مبارك" كان على علم باغتيال "السادات" وأنها سألته مباشرة عن ذلك ولكنه تهرب من الإجابة. وتابع حسن: في أواخر السبعينيات انتشرت الجماعات الإسلامية وكانت هناك تقارير أكدت أن حكم السادات قد يسقط بسبب هؤلاء وان أمريكا لم تستسيغ ذلك وكانت معنية ألا يكون هناك إيران جديدة وكان لابد تغيير من داخل النظام ومن ثم هناك لغز في موضوع اغتيال السادات خاصة وأن طلعت السادات اتهم مبارك مباشرة بذلك. وتعجب عمار من قيام مؤسسات الدولة بإعطاء كل المعلومات للباحثين الأجانب وفي المقابل يتم حجبها عن الباحثين المصريين، مشيرًا إلى أن أحد الباحثين الأجانب حضر إليه في أوائل التسعينيات لعمل بحث عن الجماعات المتطرفة ودراسة عن العشوائيات في مصر، وكان يهودي الديانة فرفض أن يعطيه معلومات وقال له "أعرف عن العشوائيات من الأدب.. وبعد أسبوع وجدته يعود إلي ومعه كل البيانات والمعلومات عن العشوائيات في مصر من وزارة الإسكان، رغم أنه من الصعب على الباحث المصري أن يحصل على هذه البيانات بسهولة". واستنكر التناقض في موقف الإسلاميين لافتا إلى أنهم كانوا يغازلون الغرب وينافقوه بشكل جارح في مقابلاتهم الصحفية مع الصحفيين الأجانب، في الوقت الذي يتحدثون فيه عن أن الغرب يريد هزيمة الإسلام ضاربا المثل بما قاله "عصام العريان" لأحد الأجانب بأنهم جماعة علمانية. كما ضرب "عمار" مثل بصحفية كندية أجرت حوارات مع قيادات إخوانية ثم قابلته وسألته في بداية المقابلة: هل الكذب ركن من أركان الإسلام" فقال لها "حاشا لله فالرسول اسمه الصادق الأمين"، فردت قائلة : قابلت قيادات الإخوان وكلهم يكذبون ويتصورون أنني ساذجة". ومن جانبه قال الكاتب حلمي النمنم أن هذا الكتاب بالغ الأهمية لما يحتويه من أسرار تكشف عنها صحفية أمريكية جاءت الى مصر في نهاية عهد السادات وتعرفت على جيهان السادات ودرست في الجامعة الأمريكية و أصبحت زميلة ل"سوزان مبارك" الأمر الذي مكنها من الإطلاع على الكثير من الأسرار والخبايا. وأضاف أن الكتاب موجع لنا كمصريين لأنه عباره عن مقالات صحفية نتجت عن مقابلة المؤلفة بكبار المسئولين في مصر ولم تذكر أسمائهم نظرا لطبيعة المرحلة، وهو ما يوضح أن الباب مفتوح أمام الأجانب بينما هو مغلق أمام الصحفيين المصريين، لافتا إلى أن مؤلفة الكتاب تمكنت من مقابلة كل قيادات الإخوان والجماعة الإسلامية بل أنهم هم من كانوا يسعون لمقابلاتها لتنشر عنهم في الصحافة الأمريكية. وأوضح النمنم أن هذا الكتاب يؤكد أن حسنى مبارك كان على علم باتصال الاخوان مع الأمريكان ولكنه لم يتصرف ،فمثلا في حوار له مع المؤلفة قال لها " قولي لحكومتك أن تتوقف عن دعم الإخوان .. فنحن نعرف أن الحكومة الأمريكية تجري اتصالات مع الإخوان وكانوا فاكرين إننا مش ها نعرف لكن إحنا عرفنا " وتساءل النمنم وما الذي فعله مبارك عندما علم بهذه الاتصالات؟ وأجاب لم يفعل شيئا. وحول واقعة اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات قال النمنم أن مؤلفة الكتاب رأت ان "خالد الاسلامبولي" الذي قام بواقعة الاغتيال لم يرتكب الواقعة بمفرده ولكنه يأتي ضمن خلية اخوانية داخل الجيش، موضحة أن مبارك ربما كان يعرف الكثير عن الواقعة خاصة وانه نبه السادات انه قد تكون هناك محاولة لاغتياله كما رفض الشهادة في القضية ورفض الحديث في الموضوع. وأشار النمنم إلى أن أهم معلومة ذكرتها الكاتبة في كتابها كانت عن العملية الإرهابية التي حدثت في الأقصر عام 97 ، حيث ذكرت المؤلفة أنها التقت عدد من الإسلاميين وسألتهم عن سبب اللجوء إلى هذه الوحشية؟، وكانت اجابتهم بأنهم قاموا بتنفيذ العملية بهذه الطريقة حتى يقوموا بالضغط على القوات المسلحة للانقلاب على مبارك لأنه لا يستحق الاستمرار.