المفكر والفيلسوف المصرى فى لعدد الصادر من مجلة أكتوبر رقم 1881 بتاريخ 18 نوفمبر 2012 وفى الصفحة رقم 78 جاء العنوان الصادم «د.أنور عبدالملك المفكر المسيحى» عنوانًا مثيرًا للفتنة والانقسام فى وقت ما أحوجنا إلى الوحدة والتماسك وتكريم شوامخنا لأنهم أسلحة قوتنا الحقيقية وكيف نتجرأ على مفكر مصرى عاشق لوطنه صاحب صفحات ناصعة وثرية من صفحات النهضة فى العالمين العربى والإسلامى وأول مثقف عربى ينادى إلى ربط مصير الوطن العربى بالدوائر الحضارية فى آسيا وافريقيا. صاحب المشروع الأصيل الذى يتجسد فى كلماته وعباراته الآتية: «منذ الطفولة ثم مطلع الشباب شعرت، ثم أدركت أن مصر جزءًا من عالم فسيح متموج، وأن تحرير مصر لن يتم إلا فى علاقة عضوية بتغيير العالم وكذا إن نهضة مصر جزء لايتجزأ من صياغة عالم جديد، يضع حدًا للهيمنة، ويفسح المجال أمام نهضة الشعوب المضطهدة، وفى قلبها شعوب أمم الشرق». هذه الفقرة ما هى إلا تلخيص للمشروع الحضارى للفيلسوف المصرى الراحل د.أنور عبدالملك «1924 - 2012» والتى تؤكد قيمة وقامة هذا المفكر المصرى والذى لم يعرف يومًا التفرقة بين مسلم ومسيحى بل إنه طوى مسيرته مهموما بوطنه «مصر» مؤكدًا أهمية الاتجاه شرقا، كشرط ضرورى لتحقيق نهضة ليست مصرية فحسب بل عربية وإسلامية فى الأساس كانت قضية المثقف الوطنى محور حياة د.أنور عبدالملك. وعالج المحور السياسى والثقافى فى كتابه «الثقافة والفكر» حيث أكد على التعددية السياسية كشرط للحوار الوطنى واهتم بإرساء دعامتى الخصوصية والهوية توصلا إلى الانتماء الوطنى لمصر وخاصة فى مؤلفاته «الشارع المصرى والفكر»، «القومية الاشتراكية»، «الثقافة والفكر» من خلالها أكد على الاتجاه إلى وحدة الوطن ووحدة المجتمع ووحدة العمل والفكر وركز على أن مصر مؤثرة فى التوازن الدولى وتغيير العالم وهذا ماأكده فى رسالته للدكتوراه بالسوربون عام 1969 والتى ركز فيها على النهضة المصرية منذ عصر محمد على وتمحورت حول مدرسة التحديث والليبرالية والمدرسة الإسلامية أو الأصولية. فهذا قليل من كثير نقدر ونقول لا للتفرقة بين المصريين أصحاب الهامات والذين سجلوا بصمات لنهضة أمتنا فى كل المجالات.