نسيج فريد من المفكرين، حل إشكالية العلاقة بين المناضل والمبدع الأدبى والفكرى، أحد رموز الفكر الاشتراكى ومن مؤسسيه البارزين، أول من تحدث عن دور الجيش فى المجتمع المصرى والأمور السياسية، انتقد الفكر الاستشراقى الغربى، دافع عن الإسلام وحضارته الروحية، وهو المسيحى الديانة، تبنى العدالة الاجتماعية والنهضة فكراً ونظرياً، إنه الدكتور أنور عبد الملك الذى اجتمعت فى ذكراه الأولى بالمجلس الأعلى للثقافة، كوكبة من مثقفى مصر فى مختلف المجالات، كى يذكروا مآثر وجهود ومناقب الراحل، وفيما يلى ومضات مما جادت به أقوالهم عن عاشق مصر الكبير. د. حسن حنفى يقول: إن عبد الملك أشار إلى أن الإسلام معين عظيم جاء فى إطار حضارى لتعبئة الجماهير.. ويعتبر عاملاً يغير وجه التاريخ، وهو يتوازى مع ثورة الصين الاشتراكية. د. أحمد القصير: يرى أن أنور عبد الملك محب للانتماء الوطنى الذى ارتبط به، وأخلص له طوال عمره.. كما استطاع حل إشكالية العلاقة بين المناضل وعملية الإبداع الأدبى والفكرى. ولعبد الملك سلسلة مقالات (30مقالاً) فى أصول مستقبل مصر نشرت فى جريدة الأهرام. وهو صاحب نظرية: الدولة المركزية - الجيش - الدين.. وهذه العناصر لا يمكن أن تنفصل عن بعضها كما يرى.. وحديث الغربيين عن الفصل بينها غير صحيح. د. سعيد توفيق: يشدد عبد الملك على أن المشروع الامبريالى لا ينفصل عن المشروع الصهيونى، فهما وجهان لعملة واحدة.. وهو الذى اعترض على معاهدة كامب ديفيد التى أخرجت مصر من الصراع العربى الإسرائيلى كما يرى.. ويعتقد أن ذلك عطل مصر عن الدور الريادى الذى كانت تلعبه مصر كما يتصور. ويدعو عبد الملك حكام المنطقة إلى أن يعرفوا أن النظام الدولى لن يتغير إلا من خلال تجمع شعوب العالم الثالث، وذلك بمساعدة الدول الرائدة مثل الصين ومصر والعالم العربى الأفريقى.. وإعادة إحياء فكرة لقاء القارات الثلاث (آسيا - أفريقيا - أمريكا اللاتينية).. وطالب بخروج مصر من إطارها الجغرافى إلى إطارها الأوسع الذى أشار إليه. د. مصطفى النشار: لابد أن نشير إلى أن عبد الملك تنبأ باتجاه الكرة من الغرب إلى الصين، ومعها اليابان.. وشدد على حتمية سقوط هذه القشرة.. ولن يكون هناك هيمنة غريبة بقيادة أمريكا، وأنور عبد الملك رجل مصرى مسيحى أرثوذكى اشتراكى إلى النخاع، وبنى عبد الملك فلسفته ونظامه وحصنه المنيع فى مواجهة العدوان والسيطرة الغربية. ويرى أن الإسلام يقوم الآن بدور الفلسفة الشمولية عبر القرون.. والإسلام يختلف عن المسيحية واليهودية خاصة أن المسيحية فى فترة ما دعمت العنصرية واحتلال الأوطان وقهر الشعوب. وهاجم عبد الملك بعض العلمانيين الذين لم يفهموا الدور الحقيقى للإسلام بقوله: بدلاً من التأليف بين الحضارة الإسلامية بكل مناقبها الحضارية والروحية لتوحد الأمة المصرية، فإنهم يسعون إلى التفرقة! وأنور عبد الملك يفهم الإسلام على أنه حركة تحرير عالمية، وليس كما يفهمه بعض السلفيين! د. على مبروك: أنور عبد الملك يقدم رؤية إستراتيجية لنهضة مصر والعالم العربى.. وأثناء حرب أكتوبر عام 1973 أكد أن ريح الشرق هبت من جديد لما له من حضارة وتاريخ عريق. والشرق لا يقبل الهزيمة.. والزعيم الشرقى لا يقبل الهزيمة منذ رمسيس الثانى إلى جمال عبد الناصر إلى أنور السادات.. ولفت إلى التعاون مع أوروبا ودول العالم الثالث.. وتكوين جبهة لمواجهة الهيمنة الغربية. د. على الدين هلال: يؤكد أن عبد الملك هو نسيج فريد من المفكرين الذى أسهم بفكره على مدى عقود فى مجالات مختلفة.. وطور من فكره، وهو على معرفة موسوعية ألف بين المتناقضات.. ويسمى كتاباته كتابات تأسيسية.. وهو الكاتب الموسوعى الذى يفتح الباب فى مجالات مختلفة وجديدة.. والذى أكد على أن انتصار الثورة الصينية هو بداية تحرك الشرق. وفكرته هى حلم النهضة، أو مشروع النهضة، ومشروعه ليس مشروعاً ثقافياً فكرياً فحسب..وإنما جوهر النهضة عنده الجمع بين الفكر والسلاح، أى الثقافة والقوة.. شارحاً أن الدول لا تبنى بالأفكار فقط، وإنما تبنى بالجيوش. أما تحقيق النهضة فيعنى تجميع جماهير الأمة حول دولتهم الوطنية.. ومفتاح تحقيق النهضة هو الدولة - الجبهة الوطنية المتحدة - الديمقراطية - الاستقلال الوطنى. ويحذر عبد الملك من الوقيعة بين العالمين العربى والإسلامى.. وقد وصف محمد على بأنه رائد نهضة الشرق.. ومصر الدولة الرائدة فى تاريخ الشرق.. وقد نجحت تجربة محمد على لأنه أدرك عبقرية المكان وبناء الجبهة الوطنية المتحدة والعمل على تجميع كافة القوى العربية - المكانة المركزية للجيش، وهو قلب عملية النهضة.. بالإضافة إلى تأكيد وحدة رجال الفكر مع من يحمل السلاح «الجيش». تم تعرض مشروع محمد على للتآمر الخارجى.. تماماً كما تعرض مشروع عبدالناصر للتآمر عام 1967. د. حسن نافعة: يقول إن عبد الملك من الذين يعرفون بالمثقف العضوى.. فهو لم يكتف بالتنظير وإنما مارس الحركة الوطنية المصرية، وارتبط بها ارتباطاً عميقا.. وهو أول من تحدث عن دور الجيش فى المجتمع المصرى والأمور السياسية.. وانتقد الفكر الاستشراقى.. وكان من الذين كتبوا عن المدرسة التبعية.. وأدان السياسة الامبريالية.. وقد توحدت الرأسمالية فى نظام عالمى دون اعتبار المشاعر القومية والوطينة.. وأشاد عبد الملك بفكرة مؤتمر باندونح.. وأراد أن يعمق هذه الفكرة..