نالت قصة حب مأساوية بين شاب وفتاة فلسطينيين يعيشان تحت الاحتلال الإسرائيلي استقبالا حارا من المشاهدين، وصفق لها الجمهور وقوفا عند عرضها في فيلم (عمر) خلال مهرجان كان السينمائي الدولي في فرنسا. (عمر) هو أول فيلم ينتج بتمويل فلسطيني خالص ورشح مخرجه هاني أبو أسعد عام 2005 لجائزة أوسكار عن فيلمه (الجنة الآن).. الفيلم أبطاله رجل وامرأة تفرق بينهما الشرطة السرية الإسرائيلية ومقاتلون فلسطينيون من أجل الحرية. ذكر أبو أسعد في كان أن 95 في المئة من تمويل الفيلم مصدره شركات وأفراد فلسطينيون وأن هذا الأسلوب في التمويل يمكن أن يفتح آفاقا جديدة لصناع السينما. وقال إن المخرج أو المنتج السينمائي يبحث دائما عن طرق جديدة للإنتاج وإن التمويل الفلسطيني من شأنه أن يخلق آفاقا جديدة للمخرجين الشبان. يحب عمر بطل الفيلم الذي يعمل خبازا الفتاة نادية أخت صديقه طارق الناشط الفلسطيني في الضفة الغربية. يؤدي الممثل عدنان بكير في الفيلم دور عمر الذي تعتقله الشرطة العسكرية الإسرائيلية وتسيء معاملته فيقرر الاشتراك مع طارق وزميل له يدعى أمجد في عملية لقتل جندي إسرائيلي وينتهي به الأمر في السجن حيث يتعرض للتعذيب ويشي بصديقه للمحققين الإسرائيليين. ويوصم عمر بالخيانة، ويبدأ الشك يساوره في إخلاص حبيبته نادية له خصوصا بعد علمه أن أمجد يريدها لنفسه ثم تنهار حياته ويعيش مطاردا في أنحاء الأراضي الفلسطينية. وقال أبو أسعد إن قصة الفيلم مبنية على أحداث حقيقية وإنه سعى للغوص في مفاهيم الثقة والصداقة. ويؤدي الممثل الفلسطيني وليد زعيتر وهو أيضا المنتج التنفيذي للفيم دور المحقق الذي يعذب عمر مجسدا شخصية شديدة التركيب تختلف عن الشرير التقليدي. وعبر أبو أسعد عن سعادته بالطريقة التي استقبل بها الفيلم الذي تولى بنفسه كتابة السيناريو له في مهرجان كان. كما عبر عن أمله أن تساهم مشاركة (عمر) في المهرجان في توجيه الأنظار إلى الفيلم في أنحاء العالم. وقال عدنان بكري الذي جسد شخصية عمر في أول فيلم يشارك في تمثيله إنه فخور بالعمل مع أبو اسعد الذي ذكر أنه أجاب على كل أسئلته عن الشخصية ومنحه ثقة وحرية يحتاج إليها كل ممثل. أما الممثل والمنتج التنفيذي وليد زعيتر فقال إن (عمر) ليس فيلما سياسيا رغم أن أحداثه تجري في الضفة الغربيةالمحتلة لكنه يأمل أن يثبت الفيلم وجود صناعة سينما فلسطينية حقيقية. وأضاف أن موافقة مهرجان كان على عرض الفيلم تشير إلى استعداد العالم لمشاهدة فيلم فلسطيني مهم. وقال صناع الفيلم إنهم جمعوا 1.5 مليون دولار على مدى عام لتمويل الإنتاج وإن التصوير جرى في مواقع مختلفة بالضفة الغربية وفي مدينة الناصر في إسرائيل العام الماضي. ويشارك في كان فيلم فلسطيني ثان بعنوان (الواقي من الرصاص) للأخوين محمد وأحمد أبو ناصر حيث ينافس في مسابقة الأفلام القصيرة. ويشارك فيلم (عمر) في مسابقة "نظرة خاصة" في مهرجان كان.