لايوجد قانون في العالم حتي الآن يحاسب علي النيات لكن هذا حدث في مصر عندما طالب ممدوح اسماعيل صاحب عبارة الموت بإيقاف مشروع السيناريست وحيد حامد لكتابة قصة العبارة في فيلم سينمائي وبما ان الباعث الحقيقي لهذا التصرف هو الخوف من ان يكشف الفيلم اهمالهم وتسببهم في الكارثة التي راح فيها مايزيد علي الألف ضحية الأمر الذي جعله يرفع قضية علي شئ غير موجود وحتي إن كان موجوداً فهو لايعرف كيف ستكون المعالجة لكن الهم الأكبر هو المنع رغم ان القصة لاتزال في علم الغيب وهذا التصرف لاينسلخ عن الواقع الذي نعيشه فالحريات والإبداعات في مصر مكبلة بقيود دينية واجتماعية وسياسية. فالكنيسة الآن تحاول ان تلعب دوراً علي الساحة السياسية والمسجد يتدخل لكي يحاسب علي النيات ورغم هذه الامواج المتلاطمة من الجمود الفكري فإن الكتابة او الابداع في الجنس بدأ يتزايد وبدأت الرقابة تتسامح معه ليس من قبيل الإيمان به ولكنها أجبرت علي ذلك في ظل شيوع القنوات الغنائية والفشل في تحديها والوقوف أمامها ورغم أن كارثة العبارة إنسانية بالدرجة الأولي وكانت لها تأثيراتها الاجتماعية فإن جنود التكميم والتعتيم يحاولون منع خروج قصة الفيلم الي النور لأن كل واحد في مصر يعيش حسب نفوذه وفلوسه. لكن شجاعة الكاتب وإيمانه ستظهر في هذه المواقف والنجاح في الصمود بالتأكيد سيكون له تأثيره الإيجابي علي المجتمع وعلي الساحة الفكرية والإبداعية.