ملايين البشر حول العالم شاهدوا فيلم "تيتانيك" عن تلك العبارة التي غرقت في المحيط الأطلنطي وقد ترك الفيلم أثره في نفوس من شاهدوه ولم يخرج أحد ليطالب بمنع عرض الفيلم بحجة انه يمس شخصاً بعينه مهما كان مركزه ويبدو أن ذلك لم يعجب عضو مجلس الشوري الهارب في لندن وبمجرد سماعه ان هناك سينمائياً يتناول العرة والكارثة اعترض بشدة علي ذلك بالرغم من ان النص لم يعرض بعد ولا احد ينكر حقه في الاعتراض اذا نسب اليه ما يعتبر قذفاً في حقه لكن لايحق له أن يصادر موضوعاً يتضمن وقائع حقيقية ويبدو أنخ يريد ان يمنع عرض أية أعمال فنية تدور حول العبارات وأرجو ألا يطالب أيضا بعدم ظهور العبارات في الأفلام العربية. وأقل مايمكن ان يوصف به رد الفعل العنيف من قبل ممدوح اسماعيل بأنه مبالغة وإرهاب وحساسية بالغة في واقعها محاولة لإبلاغ رسالة للسيناريست وحيد حامد بألا يظهر الأشخاص بأسمائهم الحقيقية وكذلك اسم العبارة السلام 98 أو اسمه بصفته مسئولاً عن الكارثة. ولنفترض ان أحداث فيلم وحيد حامد تسير في اتجاه تبرئة ممدوح اسماعيل فكيف له ان يعترض من الآن أما في حالة حكم القضاء بمسئولية اسماعيل عن الكارثة فلايحق له ان يقاضي الكاتب. ويأخذنا هذا المثال الي حقيقة واقعية انه لايوجد شئ مطلق سواء في مصر أو غيرها كذلك يجب التفريق بين حرية الابداع وحرية النشر فالاخيرة هنا كقوانين تنظمها علي اساس حماية حقوق الآخرين وهذه القوانين قد تكون ديمقراطية او غير ديمقراطية. أما ما يوجد في مصر فهو "قمامة" القوانين المتعلقة بالحريات بما فيها حرية الابداع. وهناك مجتمع أكثر سوءاً من القوانين والتي لو طبقت لن يبدع احد لكن لاينبغي ان ننسي ان السلطة ليست وحدها التي تصادر فهناك تيارات اخري تمارس هذا الدور بشكل اكثر صراحة من الحكومة فهناك روايات تسمح الحكومة بنشرها لكن نفاجأ بالأزهر او الكنيسة او بعض التيارات الدينية تقوم بمصادرتها الامر الذي يؤكد ان حرية الابداع مازال امامها الكثير من الصعاب لتخرج الي حيز الوجود في ظل منظومة القهر المتكاملة والتي نعيشها في حياتنا الاجتماعية والدينية والسياسية.