4 سنوات مرت على كارثة غرق العبارة «السلام 98» والمعروفة باسم «عبارة الموت» التى راح ضحيتها 1034 شخص وأصيب 387 بعد أن ظلوا قرابة 36 ساعة فى مياه البحر الأحمر، إلا أن مشاعر الحزن والأسى لم تهدأ لحظة فى قلوب أهالى الضحايا وهو ما وضح جليا فى رد فعل الأهالى عندما فوجئوا بإرسال ممدوح إسماعيل، مالك العبارة، شخصا يدعى مجدى محفوظ ليدخل إلى الندوة التى نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين أمس الأول إحياء لذكرى كارثة العبارة، ويطلب أن يفسح له الأهالى فرصة لتوضيح بعض الأمور الملتبسة، على حد تعبيره، عن الحادثة لكن الأهالى لم يسمحوا له ونشبت بينهم وبين محفوظ مشادة عنيفة انتهت بطرد الأخير وحراسه الشخصيين من قاعة الندوة. وذكر الأهالى أنه يعرفون هذا الرجل جيدا حيث سبق له أن قابلهم لمساومتهم وعرض رشوة عليهم مقابل التنازل عن حقوقهم المالية فى قيمة التعويضات، وبالإضافة إلى التنازل عن البلاغات المقدمة للنائب العام بإعادة البحث عن بعض الناجين المختطفين، وفقا لما قاله الأهالى. وكانت محكمة جنح مستأنف سفاجا قد قضت بحبس ممدوح إسماعيل، رئيس مجلس إدارة شركة السلام للنقل البحرى، سبع سنوات مع الشغل، كذلك حبس ممدوح عرابى، مدير الأسطول البحرى بالشركة، ونبيل السيد شلبى، مدير فرع الشركة فى سفاجا، ثلاث سنوات، وحبس القبطان صلاح جمعة، ربان عبارة «سانت كاترين»، وتغريمه 10 آلاف جنيه لتقاعسه إنقاذ ركاب العبارة الغارقة. أحيا أهالى ضحايا عبارة الموت ذكرى استشهاد ذوييهم بفيلم وثائقى أعده الصحفيين مها شهبة، ومحمد حربى بالأهرام. عرض الفيلم لحظات الخوف التى سبقت غرق العبارة بشكل كامل وردود أفعال الأهالى الغاضبة لما تعرض له أبنائهم على العبارة. وفجر الفيلم مأساة جديدة عبرعنها أهالى طاقم السفينة، الذين اختفى عدد منهم بعد غرق العبارة، بالعويل والآهات قائلين «اعدموه اعدموه.. خطف عيالنا وهربتوه»، متهمين ممدوح إسماعيل بخطف 30 منهم وإخفائهم لعدم الافصاح عن أى تفاصيل تدينه. وانتقد الحضور العقبات الكبيرة لإنتاج فيلم سينيمائى انتهى السيناريست الكبير وحيد حامد من كتابته يسرد فيه الكارثة وربطها بردود الأفعال الرسمية والأهالى لكنه لايزال حبيس أدراج الرقابة على المصنفات الفنية. من جانبه طالب ياسر فتحى، محامى الضحايا، بمحاسبة كل من ساهم فى إخفاء الحقيقة وخطف 30 من أفراد الطاقم وقتل ما يزيد عن 1000 شخص، حيث حَمل الحكومة الحالية مسئولية إختفاء وحماية والتستر على ممدوح إسماعيل فى ارتكاب العديد من المخالفات قبل غرق السفينة وبعدها. وأعلن فتحى عن عزمه التقدم ببلاغ جديد للنائب العام مرفقا بتقارير تثبت أن العبارة لم تكن تصلح مطلقا للإبحار، وفقا لتقارير الشركة الأم فى بنما وشركة متابعة سلامة السفن بإيطاليا وقطاع النقل البحرى، والتى توضح عيوب العبارة فى التصميمات والتعديلات التى تم إدخالها عليها. واتهم محمد عبدالحليم، أحد الضحايا الناجين، ممدوح اسماعيل بتعمد قتل زوجته وأولاده الأربعة وباقى الضحايا، مطالبا بالقصاص منه بعد لُطخت يده بدماء ما يزيد عن 1000 شهيد وخطف 30 من أفراد طاقم العبارة. وبعد انتهاء الندوة نزل أهالى الضحايا إلى سلالم النقابة ونظموا وقفة إحتجاجية تنديدا بالصمت المستمر والمتكرر من جانب الحكومة فى ملاحقة ومحاسبة كل من ارتكب جرما بحق أبنائهم، وفقا لما كانوا يرددونه.