بعد مواجهة عنيفة استمرت لمدة 4 ساعات انصاع الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد لقرارات مجموعة الإصلاحيين داخل الحزب واضطر إلي الموافقة علي عقد اجتماع الهيئة العليا القادم يوم 18 يناير وفشلت كل محاولاته لإلغاء الاجتماع أو تأخير موعده لأقصي مدي ممكن في وقت قررت فيه المجموعة العدول عن موعد الاجتماع الذي كان مقررا له أمس ليعقد في الموعد المحدد. وتعرض جمعة لانتقادات حادة داخل اجتماع المكتب التنفيذي الذي عقد أمس الأول قيل إنها وصلت إلي حد التوبيخ وهاجم معظم الحضور قرارات جمعة الأخيرة ووصفوها بالخاطئة وغير المدروسة في وقت أوقفوا فيه كل محاولات جمعة للمراوغة أمام طلبات أعضاء المكتب بإجراء كل الإصلاحات الداخلية وعلي رأسها تعديل اللائحة الداخلية وجعل اجتماعات الهيئة العليا والمكتب التنفيذي بشكل دوري وفي مواعيد محددة. وحاول جمعة وقف هدير الهجوم ضده بهجوم آخر حين اتهم لجنة الشباب التي يترأسها نائب رئيس الحزب الدكتور محمود أباظة بتلقي دعم أمريكا وردد أن هناك مؤامرة ضد الحزب هي السبب في اشتعال الموقف بداخله، مؤكدا أن الوفد لن يدفع ثمن اختراقه في الحياة السياسية العامة. غير أن محمد سرحان نائب رئيس الحزب بادر جمعة بهجوم مضاد ووجه له تحذيرا شديد اللهجة بأن ما ردده يمثل مخالفة للائحة الحزب الأساسية في وقت قام فيه بشرح أسباب بطلان جميع القرارات التي اتخذها جمعة مؤخرا وكان علي رأسها فصل نائب رئيس الحزب منير فخري عبدالنور بينما طالب أباظة رئيس الحزب بتقديم الأدلة علي الاتهامات التي رددها. وفيما حاول الأعضاء تصفية الأجواء بين جمعة وعبدالنور بعد حضور عبدالنور أول اجتماع له في الحزب بعد إبطال قرار فصله، أكد جمعةأن عبدالنور أخطأ في تصريحاته في حق الحزب ورئيسه ولكن عبدالنور رد بأنه لم يخطئ وأن تصريحاته كانت لانتقاد أوضاع الحزب السياسية بعيداعن الأشخاص لينتهي الأمر بمصافحة وقبلات بين الاثنين. ورغم نجاح جبهة الإصلاحيين في إجبار جمعة علي الموافقة علي كل قراراتها إلا أن مصادر مطلعة داخل الحزب أبدت تخوفها من أن يكون انصياع جمعة أو استسلامه لمطالب الإصلاحيين بمثابة هدنة مؤقتة يسعي بعدها لإشعال الموقف من جديد عبر استحداث قرارات و اتخاذ إجراءات فردية ضد إرادة الحزب كما هو معتاد منذ توليه رئاسة الحزب قبل 5 سنوات.