رام الله: تحيي الأراضي الفلسطينية اليوم الأحد الذكرى الثالثة لرحيل الرئيس ياسر عرفات ، بتجديد العهد على تحرير القدس لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية. ورغم انفصال شطري الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) بسبب الاختلافات بين حركتي فتح وحماس، إلا ان الاحتفال بالذكرى الثالثة لرحيل عرفات قد وحد بينهم. وقد أعلنت السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس عن بدء فعاليات الاحتفال بعد افتتاحها لضريح عرفات في رام الله في مقر المقاطعة (الرئاسة) أمس السبت والتعهد بنقله إلى القدس بعد تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي. وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية ان قادة معظم الفصائل وممثلو مؤسسات أهلية شاركوا في الافتتاح، فيما غابت عنه حركة حماس التي لم توجه إليها الدعوة، بسبب الخلاف الذي أثارته سيطرتها على قطاع غزة بالقوة. وقال عباس: "نفتتح هذا الصرح تخليداً لذكرى الشهيد الخالد ياسر عرفات الذي قضى في سبيل الله والوطن والشعب ... ونؤكد لكم أننا سنستمر في المسيرة حتى يعاد دفن الشهيد في القدس حيث ولد وأحب وسعى، ومعه شعبنا، لأن تكون عاصمة فلسطين". ويضم الضريح متحفا يحتوي على مقتنيات أبو عمار الشخصية ومسجدا يحمل اسمه وبناية حول قبره إضافة إلى منارة طولها 30 مترا، كما يحيطه الماء من ثلاث جهات. ودعت حركة فتح امس الشعب الفلسطيني بكافة قواه، السياسية والمجتمعية والأهلية، للتعبير عن وفائها لتاريخ وتضحيات ياسر عرفات، وتجديداً لعهدها معه بالمضي قدماً على طريقه ونهجه الوطني، والذي لم يتنازل فيه عن حقوق شعبنا الفلسطيني الثابته وغير القابلة للتصرف. ووضع الرئيس محمود عباس إكليلاً من الزهور على الضريح، قبل أن تعزف الفرقة الموسيقية العسكرية لحن الخلود والسلام الوطني الفلسطيني. وقال مدير المجلس الفلسطيني للتنمية والأعمار محمد اشتية الذي أشرف على إقامة الضريح إن المجلس سيشرع قريبا في إقامة متحف يضم متعلقات الرئيس الراحل وكل ما كتب أو قيل عنه. وأضاف أن قبر عرفات أقيم بمواصفات موقتة "ليسهل نقله إلى القدس بعد التحرير". وأوضح أنه "اقيم فوق طريق قطار ليسهل نقله، كما أحيط بالماء في إشارة إلى أنه موقت، فليس ثمة شيء يدوم على سطح الماء. ونحن نريد نقل قبر الرئيس إلى مدينة القدس فور أن يصبح ذلك ممكنا". وكانت إسرائيل رفضت السماح بدفن عرفات في مدينة القدس حيث ولد وعاش طفولته. ودُفن في صندوق اسمنتي لنقل رفاته لاحقاً. ووضع تحت القبر تراب أُحضر من القدس. وفي غزة التي تسيطر عليها حماس جابت شوارع المدينة عربة نقل من نوع "فولكسفاغن" بيضاء اللون، تحمل على ظهرها سماعات ضخمة، وعلمين كبيرين عليهما شعار حركة فتح، وصورتين كبيرتين الصقتا على جوانب العربة للزعيم الراحل ياسر عرفات. وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن العربة مرت من امام لوحات جدارية ملونة وكبيرة، رسمت على جدار السرايا لقادة من حركة فتح، أولهم ياسر عرفات، انتهاء بدلال المغربي المقاتلة العسكرية منفذة عملية شاطئ حيفا في عام 1978.