الفلسطينيون يحيون ذكرى "عرفات" وسط صراعات داخلية حادة الرئيس الراحل ياسر عرفات رام الله: أحيا عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذكرى السنوية السادسة لوفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات ، فيما اتهمت حركة "فتح" حكومة حماس المقالة بمنع اقامة الاحتفالات في قطاع غزة. وتوقفت الدروس في المدارس والعمل في المؤسسات الحكومية اليوم للمشاركة في إحياء هذه الذكرى. وغصت الساحة الرئيسية المحاذية لضريح عرفات في رام الله بآلاف الشبان والشابات والنساء والرجال، وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح. وأغلقت قوات الأمن الفلسطيني الطرق المؤدية إلى المقاطعة أمام المركبات، وسمحت فقط للمشاركين في الاحتفال بالسير على الأقدام ودخول المقاطعة بعد الخضوع لتفتيش امني. وعلقت على مبنى مجاور لمكان الاحتفال صورة عملاقة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس عرفات كتب عليها "حملنا الأمانة ولن نحيد عن الدرب". وجرى الاحتفال بإحياء الذكرى، بحضور بارز للشخصيات السياسية والاعتبارية ورجال الدين وموظفو القطاع العام والخاص وطلبة المدارس والجامعات وذوو الأسرى والشهداء من مختلف محافظات الضفة. وتذكر المشاركون في المهرجان العبارات التي كان يرددها عرفات "النصر آت والفجر آت" .."الدولة على مرمى حجر".. "يا جبل ما يهزك ريح".. "سيرفع شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس، وكنائس القدس، وأسوار القدس، شاء من شاء وأبى من أبى"، "واللي مش عاجبه يشرب من البحر الميت الثوابت الوطنية وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال المهرجان "القيادة الفلسطينية لن توقع اي اتفاق نهائي مع الجانب الاسرائيلي قبل تحرير الاسرى جميعا". وأعاد عباس في كلمته أمام جماهير فلسطينية جاءت من مختلف مدن وقرى الضفة الغربية لاحياء ذكرى عرفات تأكيده على الثوابت الفلسطينية ، قائلا "انه لن يتنازل أحد عن دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس". وشدد على ضرورة ازالة كافة المستوطنات مع التأكيد على حق العودة وتحرير الأسرى. ووضع عباس بعد خطابه إكليلا من الزهور على ضريح عرفات . اتهام حماس وعلى صعيد التوتر الداخلي الفلسطيني ، اعلن احمد عساف الناطق باسم حركة فتح ان حركة حماس منعت تنظيم احتفال مماثل في قطاع غزة ، قائلا" هذا تصرف مخجل لا يعاقب حركة فتح في غزة فقط بل يعاقب كل أبناء الشعب الفلسطيني". كما أكدت هيئة العمل الوطني الفلسطيني في قطاع غزة ان الشرطة الفلسطينية التابعة لحماس منعت إقامة المهرجان المركزي لإحياء الذكرى السنوية السادسة لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات . وقالت الهيئة التى تمثل كل التنظيمات الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير "ان هيئة العمل الوطني قد تصرفت بمسئولية عالية وحرص وطني كبير وتقدمت بحسب الأصول للجهات المعنية في قطاع غزة، كما اجريت الاتصالات اللازمة، لضمان إقامة المهرجان المركزي في ساحة الكتيبة بجوار جامعة الأزهر". وأصاف البيان "إلا أن هيئة العمل الوطني فوجئت برفض طلبها هذا من دون ذكر الأسباب إلى جانب شن حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة، الأمر الذي يحول دون إقامة مهرجان الوفاء للقائد الشهيد". وعبّرت الهيئة عن "استغرابها واسفها الشديدين لهذا الرفض غير المبرر وغير المقبول بكل المعاير الوطنية والأخلاقية" بالقول "إنه لا يخدم مطلقا الأجواء الإيجابية الساعية لتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية". بلغت أن تنزعه من عقول وقلوب شعبنا الفلسطيني في كل مكان". من جهته دان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان "قرار الشرطة في غزة بمنع إقامة مهرجان، أو أي فعاليات، بمناسبة إحياء ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات". وبحسب المركز فان الشرطة الفلسطينية "قد منعت إقامة المهرجان في ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات لدواعي أمنية، وخوفا من تكرار الأحداث التي رافقت مهرجان مماثل لحركة فتح في العام 2007، راح ضحيته عدد من المواطنين". تحقيق الوحدة ومن جانبها ، أكدت حركة الجهاد الإسلامي على ضرورة أن تشكل الذكرى السنوية السادسة لرحيل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات دافعا قويا للوحدة بين جميع القوى على الساحة الفلسطينية على قاعدة مشروع المقاومة والتحرير. ودعت الجهاد في بيان لها إلى حوار وطني شامل لبناء برنامج عمل وطني يستند إلى ما حققه الشعب الفلسطيني من إنجازات عبر مقاومته ، موضحة إن ما يستهدف الشعب الفلسطيني في ذكرى رحيل القائد أبو عمار ويتهدد قضيته الوطنية هو إصرار السلطة وأدواتها على الاستمرار في خيارات التسوية وبدائلها العقيمة ، محذرة من نكبة جديدة في ظل عملية التسوية. وأكدت أن الوفاء الحقيقي للرئيس الراحل وقادة المقاومة من الشهداء هو التمسك بخيارهم الذي قضوا من أجله ، مشيرة إلى أن شرعية تمثيل الشعب الفلسطيني تكمن في التخندق حول إرادته التي ترتضي الجهاد والمقاومة طريقاً للاستقلال والتحرير. وقالت أنه من العار أن تبقى تفاصيل اغتيال عرفات غامضة بعد مرور ست سنوات على وفاته ، مبدية استغرابها من عدم إجراء تحقيق جدي يكشف خفايا حادثة الوفاة ومن يقف خلفها تنفيذاً وتخطيطاً. يذكر ان الرئيس الراحل ياسر عرفات توفي في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 عن عمر 75 عاما في مستشفى كلامار العسكري قرب باريس، إثر إصابته بمرض غامض، بعد أن حاصره الجيش الإسرائيلي في مكتبه في رام الله على مدى اكثر من عامين. ويقول اكثر من مسؤول فلسطيني ان عرفات توفي مسموما.