قال ليزلي غيلب، الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، إن الرافضين للاتفاق الأمريكي الإيراني بشأن البرنامج النووي يتجاهلونه لأنهم يعرفون أن إيران لا يمكن أن تستسلم أو تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم، ولكنهم يريدون إرضاء الإسرائيليين اليمينيين، والمستبدين السعوديين وإظهار الرئيس الأمريكي باراك أوباما كرئيس ضعيف. جاء ذلك في مقال له نشر بصحيفة "دايلي بيست" الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء. وأضاف غيلب أنه لا أحد يعرف إن كانت المفاوضات الأمريكيةالإيرانية بشأن نووي طهران ستقود إلى التوصل لاتفاق أم لا وخاصة بالنسبة لمن يحاربون من أجل منع تلك الاتفاق. وتابع غيلب أنه ربما يضطر الغرب إلى مزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران وربما تسعى إيران لاتخاذ خطوات تهديدية تبرر ضربة عسكرية من الغرب. ورأى أن هذه الصفقة قصيرة الأجل قد تنهي حرب الشرق الأوسط الباردة مع الاتحاد السوفيتي كما أنها من الممكن أن تحد من أكبر تهديد للسلام في المنطقة وهي القنبلة النووية الإيرانية وتمهد الطريق لترويض النزاعات الخطيرة في سوريا والعراق، وأفغانستان. وأكد غيليب أن الثمن الوحيد لهذا الاتفاق المقترح سيكون إعطاء طهران بضعة مليارات من الدولارات من أموالها الخاصة ولن يتم رفع العقوبات موضحا أن نظام العقوبات الأمريكية لن تتأثر تماما. وأضاف أن الجانب السلبي في ذلك الاتفاق هو أن إيران، وإسرائيل، والولاياتالمتحدة يستأنفون مسيرتهم نحو الحرب الرهيبة في الشرق الأوسط وبالإضافة الى احتمالية وقوع هجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم مؤكدا أن تشديد العقوبات لن يتسبب في انهيار نظام آيات الله في إيران. ونوه غيليب إلى أن أمريكا دمرت مصداقية سياستها الخارجية بأخطائها في سوريا كما أنها فشلت في توضيح كيف سيمثل هذا الاتفاق فائدة للغرب. وبالرغم من أن الكاتب يرى أن هذا الاتفاق بعيدا كل البعد عن الكمال إلا أن له بعدين حاسمين أولهما أن محاولة تجميد معظم الأنشطة النووية الإيرانية يعطل طهران عن "الخروج" بسلاح نووي، والثاني هو إتاحة الوقت للولايات المتحدة وحلفائها للرد على المتاعب وفي المقابل ستتخلى الولاياتالمتحدة عن مجرد العقوبات التافهة. وأوضح غيليب أنه خلال فترة التجميد المقترحة على برامج إيران النووي، يمكن للغرب وضع اتفاق أكثر شمولا ودواما. ويرى غيليب أن الرئيس أوباما ووزير الخارجية جون كيري يستحقا الكثير من الثناء والدعم لمضيهما قدما في هذه المحادثات في جنيف.