قالت صحيفة "يو إس ايه توداي" الأمريكية، إن الجيش المصري لديه تاريخ طويل من التدخل السياسي في شئون البلاد ، وأن دور وزير الدفاع يبقى من أهم مواقع السلطة في البلاد ، مشيرة بالرغم من ذلك إلى آراء بعض المحللين الذين أكدوا على أن الجيش لا يريد في الفترة الحالية حكم مصر ، كما أنه على وشك التخلي عن بعض من سلطاته الحالية، إذا أقبلت الحكومة الانتقالية الحالية على تخطي مرحلة التحول المضطرب الحالية. وأشارت الصحيفة في مقالتها الافتتاحية اليوم، إلى ما قاله "طارق رضوان" المدير المساعد للأبحاث بمركز رفيق الحريري للشرق الأوسط بواشنطن، على أن المجلس العسكري هو الورقة الرابحة بالنسبة لمستقبل مصر في نهاية المطاف – حسبما زعم – حيث أنه أثبت مرارا وتكرارا أنه من أعنف القوى الضاربة في البلاد ، وان هذا الأمر لا يعني بالضرورة رغبة المجلس العسكري في إدارة السلطة في مصر. ومن ناحية أخرى أكد "مايكل وحيد" الباحث في مؤسسة القرن البحثية، إن الجيش المصري لا يرغب في السلطة، ليس فشلا منه في إدارة شئون البلاد ، والدليل على ذلك هو دور الجيش المصري بعد 1952، بالإضافة إلى انه عمل على تشكيل مجلس وزاري من أعضاؤه للسيطرة على البلاد، وتأسيس النظام الجمهوري في مصر. وأكد المحللون السياسيون، أن الجيش حاليا لا يرغب في تكرار نفس أخطاؤه في التدخل في إدارة شئون مصر مرة أخرى بعد أن نجح في التخلص من هذا العبء و جاء الرئيس المنتخب محمد مرسي، منوهين إن الجيش بهذا الشكل يحاول الحفاظ على كيانه وهيبته، في حين قال عدد آخر من المحللين إن المجلس العسكري، قد أطاح بالرئيس محمد مرسي من الأساس للحفاظ على الأمن القومي للبلاد، وليس كما يظن البعض أنهم عزلوه للسيطرة على حكم البلاد. في هذا السياق أكد "روبرت سبرنجبورج" الخبير العسكري، وأستاذ شئون الأمن القومي في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري بكاليفورنيا، أن الأمر الذي دفع الفريق عبد الفتاح السيسي ، وزير الدفاع المصري ، إلى عزل مرسي ، هو تهديد الأمن القومي للبلاد ، بالإضافة إلى السياسة الخارجية من الفوضى للرئيس المعزول. وأكد "محمد قدري" اللواء المتقاعد ورئيس وحدة الدراسات الأمنية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة، إن الجيش لم يكن يقصد السعي وراء السلطة بعد عزل محمد مرسي، مشددا على أهمية دور الجيش في الفترة الحالية، والذي لن يتم إلا بمساعدة ودعم أبناء الشعب المصري له.