أحداث «الاتحادية» تصدرت الصفحة الأولى ل«الواشنطن بوست»، ونشرت عنها تقريرا تحدثت فيه حول دور الحرس الجمهورى والجيش فى فض الاشتباكات، ونشرت صورة للمصابين متهِمة ميليشيات جماعة الإخوان بالتعدى عليهم. صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية قالت إنه «على الرغم من أن ما قام به الحرس الجمهورى من تأمين القصر الرئاسى يوم الخميس يشير إلى أن مرسى يحظى بدعم واسع النطاق من الجيش، فإنه يوضح أيضا أن الجيش لا يزال هو الحاكم النهائى للسلطة فى مصر ما بعد الثورة، تماما كما كان منذ عقود»، كما أنه يشير أيضا إلى إعادة الترتيب السياسى فى مرحلة انتقالية مضطربة بين المؤسستين الأكثر نفوذا فى البلاد، بعد عقود من القمع تعرضت لها الجماعة بدعم من المؤسسة العسكرية.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن بعض المراقبين حذّر من المبالغة فى نشر الدبابات يوم الخميس، فهناك من يعتبرها لحظة مهمة لمرسى. وذكرت «الواشنطن بوست» ما قاله روبرت سبرنجبورج، الخبير فى شؤون الجيش المصرى فى كلية الدراسات العليا البحرية فى مونتيرى بولاية كاليفورنيا: «التفسير الأكثر قبولا هو أن عبد الفتاح السيسى والجيش يقفون بحزم إلى جانب مرسى والإخوان المسلمين، فقد اختار أساسا الوقوف معه، وتطهير المنطقة من المحتجين». ووفقا لمسؤول كبير فى الإدارة فى «الواشنطن بوست»، فإن «علاقة مرسى مع المؤسسة العسكرية تبدو صلبة»، مفسرا «لم نرَ أى انشقاقات».
وترى الصحيفة أن مرسى قد فاز بولاء الجيش بعد المواقفة على الدستور الذى يكرس سلطة واسعة للقوات المسلحة واسعة إلى درجة لم تشهدها حتى خلال حكم مبارك. فوفقا للمحللين الذين قاموا بدراسة الدستور، الأساس هو إنشاء مجلس الدفاع الوطنى من 15 عضوا بينهم ثمانية معينون عسكريون وهو المتحكم الأساسى فى شؤون المؤسسة العسكرية. والمجلس لديه القدرة على الموافقة على إعلان الحرب، واعتبر المحللون أن هذا يعتبر صمام الأمان بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، التى لا تزال حذرة من حكومة إسلامية لها علاقات مع حركة حماس الفلسطينية التى قد تعرِّض معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل للخطر. كما أشارت الصحيفة إلى المواد الخاصة بالمحاكمات العسكرية للمدنين، ووضع ميزانية القوات المسلحة بعيدا عن البرلمان.
ونقلت الصحيفة عن توم جينسبرج، وهو أستاذ فى كلية الحقوق بجامعة شيكاغو متخصص فى القانون المقارن والدولى: «أعتقد أن الجيش لم يطلب أفضل من ذلك فى الدستور، ومن الصعب أن نتصور وثيقة مدنية تمنحهم الحكم الذاتى أكثر من ذلك».
كما نقلت أيضا عن روبرت سبرنجبورج، الخبير فى شؤون الجيش المصرى فى كلية الدراسات العليا البحرية فى مونتيرى، كاليفورنيا أن الصراع الحقيقى على السلطة فى مصر متعلق بالجيش، وما دامت «الإخوان» تحمى ذلك فى مقابل دفاع الجيش عنها، فلن يكون هناك أى تقدم، وتستمر مصر دولة عسكرية.