رأت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية أن تحديات السلطة والانتقادات التي تواجهها جماعة الإخوان المسلمين في سدة الحكم أضرت بشعبية الجماعة على نحو بات يهدد بضياع السلطة من أيديهم. ونوهت المجلة، في تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني الخميس، عما كانت تشتهر به الجماعة بين المصريين من الصلاح والكفاءة على مدار عقود طويلة عانت فيها صنوفا من الاضطهاد على أيدي أنظمة متعاقبة، قائلة إنهم الآن يفقدون هذه السمعة على نحو سريع بعد توليهم السلطة.
ولفتت المجلة إلى قيام عشرات من الشباب المعارضين بالتحلق أمام مقر الجماعة بالمقطم وأداء رقصة "هارلم شيك" تعبيرا عن احتجاجهم لحكم الإخوان.
وذكرت المجلة أن هذه الانتقادات اللاذعة التي تتعرض لها الجماعة هذه الأيام ليست قاصرة على الإخوان في مصر فقط ولا على النمط الساخر، مشيرة إلى تعرض الجماعات الإسلامية سواء كانت حليفة لجماعة الإخوان أو منبثقة عنها أو متعاطفة معها لكثير من التحديات الصعبة في باقي دول المنطقة.
ورصدت "ذي إيكونوميست" تعرض الجماعات الإسلامية في الدول التي ظلت حتى الآن بمنأى عن رياح الربيع العري لأنماط مألوفة من التحديات، مشيرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ذات النظام الملكي، حيث يواجه 94 من المتهمين بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين تهما بالتآمر ضد الدولة والسعي لقلب نظام الحكم.
واتخذت المحاكمات في معظم دول المنطقة شكلا مغايرا؛ حيث بات أعضاء الجماعة يتم محاكمتهم وانتقادهم ليس للاضطهاد على غرار العقود الماضية، ولكن لأنهم أصبحوا مسئولين.
وعادت "ذي إيكونوميست" بالأذهان إلى بدايات الربيع العربي، حينما كانت الثورات في أوجها، واصفة الإخوان في هذا التوقيت بأنهم كالتيار الآخذ لا يصده عن متمناه شيء، مشيرة إلى اكتساح أذرعتها السياسية للانتخابات الأولى في تونس "النهضة" وفي مصر "الحرية والعدالة".
ورأت المجلة أن "تولي الإخوان مقاليد الحكم لم يكن بالأمر السهل؛ حيث أدى بطء قادة الجماعة في التعاطي مع المد الثوري في مصر وأساليبهم المفضلة في التعامل من الباطن مع مراكز القوى بالدولة ولاسيما الجيش والقضاء إلى نفور العديد من شباب الإخوان".
ولفتت "ذي إيكونوميست" إلى تحول الأعضاء السابقين بالجماعة إلى اتخاذ موقف النقد اللاذع والفعال، مشيرة إلى وقوف بعضهم موقفا وسطا وإبدائه استعدادا للتحالف مع العلمانيين، بما يشكل تهديدا لقاعدة الجماعة الانتخابية.
ورأت المجلة أن الجماعة في كثير من الأحوال لم تستفد على صعيد الانتخابات من أيديولوجيتها بقدر ما استفادت من الانطباعات السائدة عنها بالأمانة والكفاءة، غير أن تردي أحوال المشاكل المزمنة كالبطالة أدت إلى تراجع شعبيتهم بعد ثمانية أشهر قضوها في السلطة.
ورصدت المجلة بين أسباب تراجع شعبية الإخوان في مصر اتصال الجماعة بالدول الغربية التي طالما أعلنت رفضها ونبذها، مشيرة إلى الغضب الذي قابل به المتعاطفون مع الإخوان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إبان زيارته الأخيرة لمصر، وإلى رسوم الكاريكاتير التي رسمت المسئول الأمريكي بلحية وذبيبة في جبهته كما لو كان إخوانيا.