لندن:علقت صحيفة "الجارديان" الاثنين على التطورات الجارية حاليا فى ليبيا وعلاقات الحكومة الجديدة فيها بدول الجوار الافريقية . وقالت الصحيفة البريطانية ، فى سياق تقرير لها على موقعها الالكترونى على شبكة الإنترنت، "إن الدول الأفريقية يجب أن تعي بأن دور ليبيا قد انتهي كمحرك ايدولجي ومالي في القارة السمراء إلا أنها لا ينبغى للقارة أن تعاقب الشعب الليبى على ذلك أو لحصوله على الدعم الغربي. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن السبب وراء اعتراف 20 دولة فقط من دول الاتحاد الأفريقي - البالغ عددها 53 دولة - بالمجلس الوطنى الانتقالي الليبي وعدم اعتراف الاتحاد الإفريقي نفسها بالمجلس الإنتقالي الليبي بعد راجع إلى أن ميثاق الاتحاد الإفريقي يعارض خلع رئيس دولة من السلطة بالقوة . وأضافت " أن ثمة شعور بالظلم بأن قرار الأممالمتحدة رقم 1973 الذى يجيز استخدام القوة اللازمة لحماية المدنيين استخدم لإحداث تغيير فى النظام بليبيا "،مشيرة إلى أن ليبيا كانت على مدى عقود طويلة جزءا متكاملا من القارة الأفريقية وأن مدينة سيرت معقل العقيد القذافى التى مازال القتال فيها مستمرا - هى المدينة التى شهدت منشأ منظمة الوحدة الأفريقية فى عام 1963. وتابعت الصحيفة قائلة "إن نتائج اجتماع الاتحاد الإفريقي الأخيرة فى جنوب أفريقيا المحت إلى احتمالية الاعتراف بالمجلس الإنتقالى الليبى وإقامة شراكة مع "ليبيا الجديدة". وقالت صحيفة "الجارديان" إن المجلس الإنتقالى الليبي سيحتاج إلى مساعدة الدول الأفريقية الأخرى لمنع القوة المناوئة له من استخدام بلدان مجاورة كقواعد لعمليات تمرد جديدة مؤكدة ضرورة أن تكون هناك مناقشات بين المجلس الانتقالي الليبي والدول المجاورة بشأن عملية الهجرة الأفريقية بما فى ذلك الوضع بالنسبة للاجئين الأفارقة . ولفتت إلى أن ليبيا كانت على مدى عقود نقطة انطلاق للمهاجرين الأفارقة الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط مما أشعل التوترات العرقية . وأكدت "الجارديان" أنه اذا ما كان على ليبيا الابقاء على العمالة الأفريقية وحسن الجوار مع الدول الأفريقية ، فلإنه يتعين عليها تحسين تعاملها مع العمال الأفارقة الأصليين والأجانب . وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تهديدات أخرى لاستقرار ليبيا الجديدة متمثلة فى أن المجلس الانتقالى والقادة العسكريين الذين انشقوا على القذافي قد يجدوا أنفسهم جنبا إلى جنب مع قادة القذافى السابقين أمام المحاكمة لارتكابهم انتهاكات ضد المدنيين . واعتبرت الصحيفة البريطانية أن الاتحاد الأفريقى أخفق فى التحدث علنا ضد استخدام المرتزقة السود لقتل الليبيين، وفى تحدثه عن القذافى بأنه "الأخ القائد" مما كلف الاتحاد ثمنا باهظا من حيث المصداقية مشيرة إلى أن الغارات الجوية لحلف شمال الأطلطني "الناتو" والتى أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين الليبين قد تعرضت لانتقادات عديدة أيضا.