في إطار متابعات الصحف الأجنبية لمجريات الوضع في ليبيا، ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية بأنه لعقود طويلة كانت ليبيا جزءا هاما من أفريقيا، وبالأخص مدينة سرت معقل القذافي، فقد كانت مكان ميلاد منظمة الاتحاد الأفريقي في 1963، بالإضافة إلى أن ربع السكان الليبيين هم من الأفارقة السود، كذلك يوجد أكثر من مليون مهاجر أفريقي في ليبيا، لكن الثورة الليبية تحولت إلى حرب عرقية، بعدما أشيع من استخدام مرتزقة أفارقة في الصفوف الدفاعية للقذافي، والحقيقة أن عددا كبيرا منهم كانوا من السكان الأصليين الذين استوطنوا ليبيا في السابق، فهم في الأصل ليبيون وليسوا مرتزقة والسؤال المطروح الآن هل تستمر ليبيا كدولة أفريقية كما كانت في السابق، فبسبب علاقات القذافي مع الجيران الأفارقة اعترفت 20 دولة فقط من الاتحاد الأفريقي بالمجلس الانتقالي الحالي، ولم يعترف الاتحاد الأفريقي نفسه حتى الآن بالمجلس الانتقالي، حيث أن دساتيره لا تعطي الشرعية لنزع سلطة الدولة بالقوة والانقلاب العسكري، ولقد أحدثت العمليات الانتقامية ضد الأفارقة السود غضبا عارما تجاه ليبيا، ومع ذلك فإن نتائج الاجتماع الأخير في جنوب أفريقيا شهد تلميحات لإمكانية الاعتراف بالمجلس الانتقالي وإقامة شراكة جديدة وأشار التقرير بأن العلاقات الليبية – الأفريقية على المحك، إذ أن المجلس الانتقالي لازال في حاجة إلى مساعدة الدول الأفريقية لتنظيم الهجرة والبت في وضع المهاجرين المتواجدين حاليا، كما أن ليبيا تعد أحد أهم المنافذ على البحر المتوسط والتي يستخدمها الأفارقة كمعبر إلى أوروبا، بالإضافة إلى أن أعضاء المجلس الانتقالي قد يقفون جنبا إلى جنب مع القذافي للمحاكمة في ارتكاب جرائم إنسانية ضد المدنيين السود. وأضاف التقرير بأنه إذا أرادت ليبيا استعادة دورها في أفريقيا فعليها أن تقوم بتحسين معاملتها للمهاجرين الأفارقة ووقف اضطهادهم، إذ أن الدور المالي والأيديولوجي الليبي في أفريقيا قد انتهى بسقوط القذافي، فلم يعد لها إلا المهاجرين لإثبات حسن النية