قالت الكاتبة والإعلامية فريدة الشوباشي في تصريحات خاصة ل"محيط" تعليقاً على تصديق الرئيس محمد مرسي على الدستور وطرحه للاستفتاء العام، أن الدستور لا يليق بمصر ولا يكفل الحريات، فكل مادة به تتحدث عن الحريات تذيل ب"لغم" لتكبيلها. ووصفت الدستور بأنه مثل "البضاعة المهربة"، فقد قيل للشعب من قبل أن المسودة النهائية ستطرح للنقاش المجتمعي قبل طرحه للاستفتاء ورأينا مسودات عديدة لكن النهائية تم تمريرها للرئيس مباشرة وفي ليلة واحدة تم التصديق عليه. كل هذا لأن اليوم كان ميعاد صدور حكم الدستورية على الجمعية التأسيسية، التي كانت ستقضي بحلها.
وأكدت الشوباشي أن التعجيل بوضع دستور بلا توافق مجتمعي أمر لا يليق بحكومة ورئيس جاءوا بعد ثورة. بالإضافة إلى أن الحشود التي جمعت ووضعت في ميدان الجيزة في يوم موافقة الرئيس على الدستور أمر مثير للانتباه وكأنه أمر مرتب ولا يتم انتصاراً لمبدأ. خاصة إذا دققنا في المشهد لنرى أن صفوت حجازي قام مع رفاقه بمحاصرة المحكمة الدستورية في نفس وقت إلقاء الرئيس خطابه حول الدستور.
وتروي الكاتبة الكبيرة مفارقة كيف أن أعضاء الجمعية التأسيسية الذين يكتبون الدستور يستهينون بمصر، فقد رفض أحد أعضاء اللجنة من السلفيين الوقوف أثناء عزف السلام الجمهوري!.
الرئيس مرسي برأي الشوباشي فشل في إدارة مصر، فهو يخرج بالشعب كما تقول إلى "خيبات" متتالية، فقد حدد لنفسه مئة يوم لإصلاح مشاكل مصر الجسام وها هو يخفق إما لعدم تقديره جيداً لحجم المشاكل وهو أمر دال على عدم كفاءته، أو لأنه يخادع الشعب وفي الحالتين لا يمكن للشعب الوثوق به. معربة عن دهشتها لتشابه حديثه مع الرئيس المخلوع مبارك، حين تحدث عن أن 90% من الشعب يؤيدونه في حين أنه نجح بنسبة 51%, وكأنه أصبح مغيباً عن الشعب كما كان مبارك.
وعن توقعاتها لنتيجة الاستفتاء على الدستور تقول أن الشعب به 40% أمية، ويسهل خداعهم تحت شعارات الدين، وهي الحقيقة المعيبة التي لجأ إليها الإسلاميون، وهي مخاطبة الشعب بالدين. فها هو الشيخ محمد حسان يقول أن أمس في مليونية الجيزة بزغ نجم الإسلام، وكأن المجتمع كان كافراً من قبل، ولو كان هذا صحيحاً فمن انتخبكم؟!.
تواصل: هذه هي وسائلهم في الترويج لأنفسهم، وسنرى ثانية الحديث عن أن من يقول نعم للدستور سيدخل الجنة مثلما فعلوا من قبل. رغم أن ارتباكهم في الأزمة الأخيرة يدل على الذعر واهتزاز الثقة بالنفس والمكانة، لذلك فالدستور لن يمر بلا توافق والرئيس لن يستمر طويلاً.