تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الثلاثاء عددا من القضايا المهمة. ففي مقاله هوامش حرة بصحيفة الأهرام، قال الكاتب فاروق جويدة، "إن ما حدث في غزة ليس شيئا جديدا على إسرائيل إنها نفس الأساليب القديمة التي اعتمدت دائما علي استعراض القوة والقتل وإراقة الدماء.. إنها عادة تفضل إشعال المنطقة كلها هدأت الأحوال قليلا".
وأضاف الكاتب أن إسرائيل على أبواب انتخابات جديدة وليس من الغريب أن يلجأ نيتنياهو إلى هذا العدوان حتي يحشد الشارع الإسرائيلي خلفه وهو بطبيعة الحال مهيأ دائما امام كراهية تاريخية للشعب الفلسطيني.
وأشار الكاتب إلى أنه يضاف لهذا أن العلاقة بعد الانتخابات الأمريكية بين نيتنياهو وأوباما ليست علي مايرام أمام موقف إسرائيلي كان واضحا وصريحا في دعم رومني الذي خسر الإنتخابات وخسر معه يهود امريكا الكثير من دعم الرئيس الفائز.
وقال الكاتب "إن أوباما أمامه الآن فترة رئاسية واحدة ولم يعد في حاجة إلى تأييد من إسرائيل أو اليهود في أمريكا وقد يكون الآن أكثر حرية في اتخاذ قراراته أمام واحدة من أقدم الأزمات العالمية وأكثرها تعقيدا".
واعتبر الكاتب أن الجديد في كل الأحداث الآن هو موقف مصر وسحبها للسفير المصري والتصريحات الشديدة اللهجة التي أطلقها الرئيس محمد مرسي وإدانته للعدوان وزيارة رئيس وزراء مصر إلي غزة ، وقال "لا شك ان هذا التطور يحمل حسابات جديدة تختلف تماما عن كل ما كان يحدث من ردود أفعال ونتائج في عهد الرئيس السابق ".
وأضاف الكاتب "إن ما حدث يؤكد ان هناك دورا مصريا جديدا يقوم علي حسابات ومواقف مختلفة، وأن مصر التي وقعت اتفاقية للسلام منذ سنوات بعيدة لن تفرط في قضايا السلام ولكنها مازالت تبحث مع العالم كله عن سلام عادل وأن علي إسرائيل أن تفتح الأبواب لحوار حقيقي لا يقوم علي العدوان".
وفي مقاله بصحيفة الشروق تساءل الكاتب فهمي هويدي قائلا "هب أننا استجبنا للدعوات والنداءات التي ترددها بعض الكتابات الصحفية والبرامج التلفزيونية، فحكمنا على الرئيس محمد مرسي بالفشل وحملناه المسئولية عن قتل أطفال أسيوط، ونجحنا في دفع رئيس الوزراء إلى الاستقالة، بعدما استقال وزير النقل وعزل رئيس هيئة السكك الحديدية، فهل نتوقع أن يوقف ذلك مسلسل الإهمال في مصر؟".
وقال الكاتب "أشك في ذلك كثيرا، لأن المسألة أعقد من أن تعالج بقرارات إجرائية من ذلك القبيل"، معتبرا أن الدليل على ذلك هو أن حوادث القطارات مثلا أطاحت حتى الآن بثلاثة وزراء خلال السنوات العشر الأخيرة ولم يغير ذلك من الواقع شيئا.
واعتبر الكاتب أن أسهل شيء أن يتنافس البعض على كيل الاتهامات والدعوة إلى إعدام كل رموز السلطة أدبيا وسياسيا، وقال "وأزعم أن كثيرين تحمسوا لهذه المهمة باعتبارها خيارا ميسورا بوسع أي أحد أن يلجأ إليه، إلى جانب أن ذلك يحقق للبعض هدفا يسعون إليه طوال الوقت وهو تصفية الحسابات السياسية والتاريخية، بصرف النظر عما إذا كان ذلك يحقق المصلحة الوطنية أم لا".
وأضاف الكاتب "الصعب حقا فهو أن ننحي المشاعر والحسابات الخاصة جانبا، ونفكر في الموضوع من مختلف زواياه، لكي تحدد مسئولية السلطة والمجتمع، ولكي نعرف بالضبط ما إذا كان الخلل جديدا أو متجذرا وكامنا، وصلته أوثق بتجارب الماضي وإخفاقاته".
وقال الكاتب "نحن إذن لسنا فقط بصدد حالة تقاعس اشترك فيه الجميع، وإنما أيضا بصدد ثقافة سلبية ومنظومة قيم همَّشت دور المجتمع وارتضت له أن يظل متفرجا ومكتوف الأيدي، فضمرت لديه إرادة الفعل وقتلت الرغبة في المبادرة، فانسحب وانزوى، ولم يفق إلا على مشهد الكارثة".
وفى مقاله ( معا ) بصحيفة المصرى اليوم، قال الدكتور عمرو الشوبكى إن سقوط 52 ضحية بريئة على قضبان الإهمال والفوضى والتسيب ، وراح 50 طفلا بريئا ضحية الإهمال الذى لا يرحم والرعونة التى لا نريد أن نتركها ، بسبب جرم سائق الأتوبيس الأرعن ووسائل الإنذار البدائية، وفشل حكم وحكومة فى إشعار المواطنين بأن هناك شيئا تغير فى مصر، إلا أن صوت الصراخ والتخوين والاحتجاج الذى استمعنا إليه على شاشات الفضائيات الخاصة بعد أن ظلت 30 عاما لا تمس الرئيس المخلوع، وجاءت الفرصة فى عصر الفوضى لتشتم الرئيس الجديد ولا نقول تنقده، وليتأكد لنا أننا سائرون بحزم فى طريق الدولة الفاشلة .
وأضاف الكاتب " نعم الرئيس والحكومة مسئولون مسئولية كبرى عما حدث، ليس لأنهم هم الذين اخترعوا هذه الحوادث التى كان يحدث أبشع منها فى عهد مبارك، وإنما لأنهم لم يقدموا رؤية للتعامل مع مخلفات هذا الإرث وباعوا الوهم للمصريين فى مشروع النهضة ، ولم يفهموا طبيعة الدولة المصرية التى يحكمونها، وفشلوا فى إدارتها وإصلاحها، وقدموا نموذجا فى الاستئثار بالسلطة يزداد كل يوم حتى وصل إلى الدستور.
وأوضح الكاتب أنه لو كان هناك فى مصر أعظم رئيس وأكفأ حكومة فلن تحل مشاكلها فى6 أشهر، ولا يمكن مواجهة الإهمال والفساد فى 4 سنوات، كما لا يمكن إصلاح كل مؤسسات الدولة فى الفترة نفسها، إنما يمكن البدء فى إصلاح تدريجى لهذه المؤسسات يشعر به المواطن، وليس على طريقة إصلاحات مبارك التى لم تعن إلا السير فى المكان.
وأعرب الكاتب عن أسفه من الرسائل التى خرجت من إخوان الحكم والتى بدت وكأنها ليس لها هدف ولا قدرة ولا رؤية لإصلاح هذه المؤسسات، إنما الانتقام وتصفية الحسابات معها من القضاء ورجال الأعمال إلى الجهاز الإدارى والشرطة، لأن خطابهم السطحى والاستقطابى يدفع هذه المؤسسات إلى " التمترس " حول الذات ومقاومة أى رغبة فى الإصلاح، لأنها بدت وكأنها تستهدف كيانهم، وفشل الإخوان فى توصيل رسالة بسيطة مفادها أن إصلاح هذه المؤسسات هو أساسا فى صالح أبنائها وليس لتصفية الحسابات معهم.
وأكد الكاتب أن الحكم الجديد لم يستطع أن يقدم رسالة أمل بأن هناك جدية فى إصلاح أحوال هذا البلد، ولا رؤية من الأصل للقيام بذلك، وكان يجب عليه أن يأتى بعد عهد سماته الفوضى والإهمال أن يكون برنامجه الأساسى هو القضاء على هذه المظاهر، مشيرا إلى أن ضحايا مصر من حوادث العبارات والقطارات والطرق السريعة فى عام واحد يفوقون ضحايا الثورة المصرية، ويفوقون فى عهد مبارك ضحايا حروبنا مجتمعة .
وقال الكاتب إنه كان يجب على الرئيس محمد مرسى أن يجلس بنفسه مع المسئولين فى هيئة السكك الحديدية وقادة المرور على الطرق السريعة (يسقط فى مصر 15 ألف قتيل ضحايا حوادث الطرق كل عام) وكل ما له علاقة بأمن المواطنين وحياتهم للبدء فى تغيير المنظومة القديمة، ولكنه لم يفعل، لأنه نظر مثل باقى النخبة السياسية التى تزايد عليه من فوق لطبيعة مشاكل هذا البلد.
وفى عموده بصحيفة "الأخبار" (قضايا وأفكار)، قال الكاتب محمد الهوارى إن العدوان الإسرائيلي على غزة كان متوقعا مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية في يناير القادم ونجاح الرئيس الأمريكي أوباما في الفوز بدورة رئاسية جديدة على غير رغبة الحكومة الإسرائيلية الحالية التي كانت تؤيد رومني في هذه الانتخابات.
وأضاف الكاتب " لاشك أن الموقف الحاد الذي اتخذته مصر والرئيس محمد مرسي في دعم الإخوة الفلسطينيين في غزة هو موقف غير مسبوق ولم يحدث طوال العهد السابق الذي كان يكتفي بالاستنكار أو الصمت دون اتخاذ خطوات فعلية في المساندة " .
وأشار الكاتب إلى أن مصر الثورة اختلفت مواقفها وأصبحت أكثر ارتباطا بعروبتها لذا فإن قرار الرئيس بسحب السفير المصري من تل أبيب وأيضا اتصالات الرئيس مع قادة دول العالم لوقف العدوان وتكليفه لرئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل بالسفر إلى غزة وطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن وأيضا لوزراء الخارجية العرب كل هذه المواقف الجديدة تعبر عن مساندة لا محدودة للأشقاء فى غزة وأيضا حماية لأمن مصر علي الحدود الشرقية.
وأكد الكاتب أن سياسات إسرائيل العدوانية والتوسعية سوف تستمر إذا لم تجد ردعا من المقاومة الفلسطينية والدعم العربي لهذه المقاومة ، مشددا على ضرورة أن يتواصل هذا الدعم حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين الأبرياء في غزة الذين تسقط عليهم الصواريخ واعتداءات الطائرات من إسرائيل التي تملك ترسانة عسكرية ضخمة.
وفي مقاله "نقطة نور" بصحيفة (الأهرام) قال الكاتب مكرم محمد أحمد " رغم الحفاوة التى قوبل بها موقف الرئيس محمد مرسى من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فى دوائر عربية وفلسطينية واسعة ، فهناك ثمة مخاوف حقيقية تجتاح قطاعات واسعة من المصريين، يخشون أن تجر مصر إلى حرب جديدة تستنزفها وتقطع الطريق على فرص نهوضها دولة عصرية قوية بعد ثورة 25 يناير، أو تدخلها فى دوامة مخيفة تحيل حدودها الشرقية إلى فوضى عارمة بسبب حسابات خاطئة لجماعات فوضوية فى سيناءوغزة خارجة على حماس وعلى جماعة الإخوان".
وأضاف الكاتب " وبرغم أن قضية فلسطين تشكل ركنا مهما فى فكر جماعة الإخوان المسلمين وأدبياتها السياسية وهى خارج الحكم، فإن الجماعة تملك من المعرفة والخبرة والنضوج ما يجعلها تدرك الضرورات التى ألزمتها الحفاظ على اتفاقية السلام والتركيز أولا على بناء الدولة القوية".
وأكد الكاتب أن الظروف الراهنة تفرض على الحكم ممثلا فى رئيس الجمهورية الالتزام بإستراتيجية مصرية واضحة إزاء القضية الفلسطينية، تلتزم بحدود القدرة المصرية وبحق المصريين فى أن ينجزوا مشروع نهضتهم دون أن يسمحوا لأحد أن يقطع الطريق عليهم .
وأشار الكاتب إلى أنه فى إطار هذه الظروف لا ينبغى إختزال القضية الفلسطينية فى قطاع غزة لأنه ما لم تتحقق وحدة الضفة والقطاع وتتوحد إرادة الشعب الفلسطينى، يصبح الحديث عن تحرير فلسطين مجرد لغو وعبث وتصبح مسئولية مصر الأولى فرض المصالحة على الطرفين دون إنحياز لأى طرف.
وقال الكاتب إن مسئوليات مصر القومية تجاه القضية الفلسطينية تتحدد فى ضوء إسهام كل الشركاء العرب كل حسب طاقته،مشيرا إلى أنه صحيح أن أمن فلسطين جزء من الأمن المصرى لكن الأمن العربى كل واحد يتحمل مسئولياته الجميع.
وأوضح الكاتب أنه إذا كان صحيحا أن غزة هى الأقرب جيرة وأخوة وفكرا فضلا عن أنها كانت ضمن مسئوليات مصر التاريخية قبل حرب 1967 ، يصبح من حق مصر على قطاع غزة احترام ضرورات الأمن المصرى ووقف كل اختراق لحدود مصر، وإغلاق جميع الأنفاق، والتنسيق الكامل مع مصر وتقديم كل المعلومات التى تمكن مصر من الحفاظ على أمن مصر القومي. مواد متعلقة: 1. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 2. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 3. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية