ما حدث في غزة ليس شيئا جديدا علي إسرائيل إنها نفس الأساليب القديمة التي اعتمدت دائما علي استعراض القوة والقتل وإراقة الدماء.. انها عادة تفضل إشعال المنطقة كلها هدأت الأحوال قليلا. ولهذا كان العدوان الأخير علي غزة صورة من صور العدوان الغاشم..إن إسرائيل علي ابواب انتخابات جديدة وليس من الغريب ان يلجأ نيتنياهو إلي هذا العدوان حتي يحشد الشارع الإسرائيلي خلفه وهو بطبيعة الحال مهيأ دائما امام كراهية تاريخية للشعب الفلسطيني.. يضاف لهذا ان العلاقة بعد الانتخابات الأمريكية بين نيتنياهو واوباما ليست علي مايرام امام موقف إسرائيلي كان واضحا وصريحا في دعم رومني الذي خسر الإنتخابات وخسر معه يهود امريكا الكثير من دعم الرئيس الفائز..ان اوباما أمامه الأن فترة رئاسية واحدة ولم يعد في حاجة إلي تأييد من إسرائيل أو اليهود في امريكا وقد يكون الآن أكثر حرية في اتخاذ قراراته امام واحدة من اقدم الأزمات العالمية واكثرها تعقيدا..يضاف إلي ذلك ان الخلاف الشديد بين امريكا وإسرائيل حول توجيه ضربة عسكرية إلي إيران سوف يظل نقطة خلاف حادة طوال فترة حكم الرئيس اوباما في السنوات الأربع القادمة فهل لجأت إسرائيل إلي إشعال الموقف في غزة لأنها لم تستطع ان تشعله مع إيران ام انها تتصور ان اشتعال غزة يمكن ان يفتح الطريق إلي إيران..ان الجديد في كل الأحداث الآن هو موقف مصر وسحبها للسفير المصري والتصريحات الشديدة اللهجة التي أطلقها الرئيس محمد مرسي وإدانته للعدوان وزيارة رئيس وزراء مصر إلي غزة ولا شك ان هذا التطور يحمل حسابات جديدة تختلف تماما عن كل ما كان يحدث من ردود افعال ونتائج في عهد الرئيس السابق..إن ما حدث يؤكد ان هناك دورا مصريا جديدا يقوم علي حسابات ومواقف مختلفة وان مصر التي وقعت اتفاقية للسلام منذ سنوات بعيدة لن تفرط في قضايا السلام ولكنها مازالت تبحث مع العالم كله عن سلام عادل وأن علي إسرائيل أن تفتح الأبواب لحوار حقيقي لا يقوم علي العدوان فقد أثبتت الأيام والتجارب أن القتل لا يصنع سلاما. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة