تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الأحد عددا من القضايا المهمة معظمها في الشأن المحلي . فتحت عنوان بين "السلوك والشعارات"، استغرب الشاعر فاروق جويدة في عموده "هوامش حرة" بجريدة "الأهرام" إزدياد مساحة الجرائم بصورة غير مسبوقة ومنها عمليات القتل والإعتداء على المساكن وجرائم التحرش ومشكلة المخدرات.
وقال الكاتب ، أن تقرأ في الصحف وأمام اجهزة التحقيق والمحاكم جرائم ارتكبها أشخاص يتحدثون في الدين بل منهم بعض الرموز التي نجحت في مجلس الشعب تحت راية الدين ثم صدرت ضدهم أحكاما قضائية ادانت تصرفاتهم الشاذة. وقال جويدة :إن التدين الحقيقي يعني الإلتزام في السلوك والأخلاق وليس مجرد إقامة الشعائر دون مراعاة للمعاملات وهى جوهر الدين وأهم ثوابته..موضحا أن هذا الخلل في حياتنا يحتاج إلى دراسة اجتماعية وبحث سلوكيات الناس. وأضاف الكاتب : الأسوأ من ذلك هى لغة الحوار التى يستخدمها المصريون الآن بما فيهم بعض رجال الدين أو الدعاة..ان فيها تجاوزات كثيرة فى اللفظ والمعنى والرسالة.. وما بين التجاوز فى السلوك والتجاوز فى الكلمات تبقى مشكلة التدين الظاهري شيئا جديدا علينا.
وفي مقاله (معا) بجريدة "المصري اليوم"، أكد الدكتور عمرو الشوبكي أن هناك فرقا بين موقفى مرسى ومبارك من العدوان الإسرائيلي على غزة، فالأول دعم غزة وحماس ورفض العدوان، والثاني تآمر عليهما وتواطأ مع العدوان. وقال الشوبكي، إن الموقف المصري الحالي من العدوان الإسرائيلي يختلف ضميريا وسياسيا وأخلاقيا عن موقف النظام السابق، ولكن هل هو قادر فعلا على التأثير في المعادلة الدولية والإقليمية؟. وأشار إلى أن الفارق بين عدواني 2009 و2012 ليس كبيرا من ناحية الزمن، وأن شعور الكثيرين منا بالعار والخزي من موقف مبارك انتقل الآن إلى شعور بالعجز وقلة الحيلة رغم إيجابية كثير من القرارات التي اتخذها مرسي، سواء بسحب السفير أو إرسال رئيس الحكومة إلى غزة، وهو أمر لم يكن متخيلا حدوثه في العهد السابق لأن زيارات المسئولين المصريين غير الأمنيين كانت فقط لإسرائيل وليس لقطاع غزة. وقال الشوبكي، إنه لايشعر اليوم بالمهانة نفسها لأن في مصر نظاما جديدا مهما كانت أخطاؤه الداخلية لا يتآمر على الشعب الفلسطيني لصالح المحتل الإسرائيلي، ولكن بلا شك تشعر بمرارة الفشل وسوء الإدارة وقلة الحيلة، وتكرار بعض القوى السياسية نفس الخطاب المزايد. وشدد على أنه يجب ألا تدخل مصر فى مواجهة عسكرية مع إسرائيل إلا في حالة الدفاع عن النفس، ويجب ألا يتصور أحد أن بلدا مأزوما اقتصاديا وسياسيا، وتتربص به القوى الكبرى وإسرائيل، وفشل حتى الآن في أن يصنع توافقا سياسيا داخليا أو أن يتقدم إقتصاديا أو ينجز حضاريا فى مواجهة الأمية ومحاربة الفساد يمكن أن يضع في أولوياته الهجوم على إسرائيل. وأكد الكاتب ضرورة تقديم كل الدعم السياسي والقانوني والمادي للشعب الفلسطيني، أما مصر فلن تردع أى عدوان إسرائيلي إلا بوزنها الإقليمي والدولي وقوتها الاقتصادية والسياسية. وفي عموده "بدون تردد" بجريدة "الأخبار"، قال الكاتب محمد بركات، إن قلوب المصريين قد انخلعت من مكانها، وتوقفت عن النبض داخل الصدور، لحظة سماعهم كارثة قطار أسيوط، الذي فرم حافلة المعهد الأزهري "نور الإسلام" المكتظة بالأطفال، وحولهم إلى أشلاء ممزقة وبقايا دماء متناثرة على القضبان. وأضاف بركات أن الكارثة البشعة راح ضحيتها 50 طفلا بريئا، فاضت أرواحهم الطاهرة تحت عجلات القطار، لتضع نهاية مأساوية لأحلامهم الغضة وتطلعاتهم المتفائلة في غد أفضل، وتنهي في ذات اللحظة آمال وطموحات عظام كانت تراود أهلهم بخصوصهم، وكانوا يعلقونها عليهم بوصفهم سندهم وجواز مرورهم للمستقبل. وأشار الكاتب إلى أنه برغم فداحة الكارثة، والإحساس العميق بالألم والحزن، والادراك الواعي بأن شيئا مهما عظم لن يعوض آباء وأمهات وأقارب أطفالنا الصغار عنهم، إلا أن ذلك لا يمنعنا من القول بكل الوضوح أننا أمام جريمة إهمال جسيم، تكررت صورها، وتعددت أشكالها في مواقع كثيرة وخاصة جرائم الأسفلت وحوادث الطرق بشكل عام، وكوارث القطارات على وجه الخصوص. وأكد محمد بركات أنه برغم تكرار الصور، وتعدد الأشكال، في جريمة الإهمال الجسيم، إلا أن النتيجة تكون واحدة في كل الأحيان، وهي سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء، وفي كل مرة ينتابنا الحزن والألم، وتتعالى الأصوات مطالبة بوضع حد لجرائم الإهمال القاتل، ثم تهدأ الأمور تدريجيا بمرور الوقت، ونغط في نوم عميق، لنستيقظ على كارثة جديدة وضحايا جدد، لنعيد الكرة مرة أخرى. وقال الكاتب، إنه بالرغم من هذا كله، لابد أن نقول بصراحة إن هناك مؤشرات تدل على اختلاف الأمر هذه المرة حيث سارع وزير النقل بإعلان مسئوليته السياسية عن الكارثة، وقدم إستقالته، كما قدم رئيس هيئة السكك الحديدية إستقالته، وتم تحويله للتحقيق. وأكد أن هذه بادرة مختلفة عن السابق، تستحق التسجيل، حيث لم يقتصر الأمر على تحميل عامل المزلقان كل المسئولية بمفرده، رغم تقصيره الواضح.