أ ش أ - شهدت عملية الاقتراع في الانتخابات التشريعية الجزائرية التي بدأت اليوم الخميس في جميع أنحاء البلاد لأول مرة في تاريخ الحياة البرلمانية توفير أكثر من 6 ضمانات إدارية من أجل إجرائها في جو من الشفافية والنزاهة. ويشارك في الانتخابات 21 مليونا و600 ألف لاختيار 462 عضوا في المجلس الشعبي "الغرفة الأولى في البرلمان" من بين 24 ألفا و916 مرشحا. ووفقا لقانون الانتخابات الجديد الصادر أوائل العام الحالي في إطار الإصلاحات السياسية والذي تم بمقتضاها إجراء انتخابات اليوم على استخدام 56 ألف صندوق إنتخابي زجاجي شفاف واستخدام الحبر "الفوسفوري" وإنشاء لجنة من ممثلي الأحزاب التي تشارك في الانتخابات لمراقبة عملية الاقتراع منذ بدايتها حتى إعلان النتيجة على أن يكون رئيس اللجنة من ممثلي الأحزاب ويتم اختياره بالانتخاب بين أعضائها وكذلك نص قانون الانتخاب على تشكيل لجنة قضائية تتألف من 316 قاضيا من المحكمة العليا ومجلس الدولة ومختلف الهيئات القضائية الآخرى من بينهم 81 امرآة على أن يتم إشرافهم على اللجان الرئيسية وليس على كل صندوق. كما شهدت انتخابات اليوم التي تعد الخامسة في تاريخ الحياة البرلمانية الجزائرية منذ الاستقلال عام 1963 حضور 120 مراقبا أوروبيا ووفدي المنظمتين غير الحكوميتين (كارتر وآن.دي.أي) الأمريكيتين. وتجرى الانتخابات التشريعية في ظل تخصيص كوتة من مقاعد البرلمان للمرأة وتتراوح ما بين 20 إلى 30% حسب تعداد الولاية وعدد المقاعد المخصصة لها والتي تهدف إلى تنشيط دور المرأة في الحياة السياسية خاصة وأن المرأة الجزائرية كانت قد شاركت في أعمال أول جمعية تأسيسة للدستور في عام 1963 بعشر نساء من مجموع 196 عضوا والذي أعد أول دستور للبلاد بعد الاستقلال. وتشهد انتخابات اليوم للمرة الأولى مشاركة هذا العدد الكبير من الأحزاب البالغة 44 حزبا وتكتل الجزائر الخضراء الذي يضم ثلاثة أحزاب إسلامية هى حركات مجتمع السلم والنهضة والإصلاح الوطني من بينهم 22 حزبا تم اعتمادها خلال الشهور الثلاثة الماضية فقط بعد توقف اعتماد الأحزاب منذ عام 1999 أي منذ تولي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الحكم كما تشارك في انتخابات اليوم 186 قائمة للمستقلين من الرجال والنساء في جميع الولايات البالغة 48 ولاية فيما تبلغ جميع القوائم المترشحة 1852 قائمة. وتجرى الانتخابات تحت نظام "القائمة النسبية" حيث تستلزم لاحتساب عدد المقاعد التي سيحصل على قائمة الحزب في أية ولاية أن تبلغ نسبة الأصوات التي حصل عليها الحزب الواحد أكثر من 5 \% من عدد الأصوات المسجلة بعد قسمتها على الأحزاب المشاركة. ونتيجة لمشاركة هذا العدد الكبير من الأحزاب ، أصبح على الناخب الجزائري خلال تصويته اليوم الحصول على 44 ورقة انتخابية بأسماء قوائم الأحزاب بالإضافة إلى أوراق للقوائم المستقلين التي يختلف عددها من ولاية إلى آخرى على أن يقوم الناخب بعد ذلك باختيار ورقة واحدة سواء الأحزاب أو المستقلين ليضعها في الصندوق الزجاجي. ورصدت غرفة عمليات وزارة الداخلية الجزائرية فى متابعتها لعملية الإقبال على الاقتراع التي بدأت قبل ساعتين مشاركة أعداد كبيرة من المواطنين في الولايات خاصة الشرقية والغربية فيما لا يزال الإقبال محددا في العاصمة والولايات المحيطة رغم أن السلطات الجزائرية قررت اعتبار اليوم أجازة رسمية مدفوعة الأجر من أجل المشاركة بصورة أكبر في عمليات الاقتراع.