تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء أخرتطورات بعثة المراقبين العرب فى سوريا ,كما أشادت الصحف اليمنية بالموقف السعودي الداعم لاستقرار الاوضاع فى اليمن انطلاقا من خصوصية العلاقات اليمنية السعودية. وذكرت الصحف السورية الصادرة اليوم أن سيارة وفد المراقبين المتجهة لدمشق وسيارة حفظ النظام المرافقة لها تعرضتا أمس الاثنين لإطلاق نار من قبل مسلحين بالقرب من جسر "بابا عمرو" فى حمص، مما أسفر عن إعطاب سيارة الوفد وتوقفها عن الحركة وإصابة سائق سيارة حفظ النظام بيده. وقالت صحيفة " الوطن " السورية إن وفدا من المراقبين العرب تعرض بحى الخالدية فى حمص إلى اعتداء أمس على سيارتهم من قبل عدد كبير من الأشخاص والمسلحين فى محاولة منهم لإنزالهم واستجرارهم لمكان غير معروف وقاموا بإطلاق النار فى محيط السيارة لترويع وإرهاب أعضاء الوفد ، كما قام البعض بكتابة شعارات وأقوال مخلة على سيارة الوفد وانتزاع علم الجامعة العربية من عليها. وأشارت الصحيفة إلى أن المراقبين العرب بدأوا عملهم أمس فى مدينة حماة بلقاء المواطنين بفندق بسمان، فى وقت انتكست الحياة الطبيعية فى المدينة بشكل سريع ومفاجىء وأغلقت الأغلبية العظمى من محالها التجارية فى جميع أسواقها. من جهة أخرى ، نقلت صحيفة " البعث " السورية عن مصدر مسئول بحمص إن الأجهزة المختصة تمكنت من ضبط سيارة في منطقة الرستن بداخلها (8 قنابل يدوية دفاعية وهجومية - قذيفة آر بي جي - طلقات أم سكستين - طلقات روسية)، فى وقت أخفق فيه عدد من المسلحين بساحة الحاج عاطف فى حى الميدان فى اختطاف سرفيس بمن فيه أثناء مروره من هناك. كما لقى جندى مصرعه وأصيب أكثر من 25 آخرين بعضهم بحالة حرجة وغير مستقرة جراء استهدافهم من قبل مسلحين بعدة أحياء من حمص.
بدورها ، قالت صحيفة " الثورة " السورية إن فريق بعثة المراقبين العرب زاروا أمس منطقة جبل الزاوية فى محافظة إدلب، مؤكدا استمراره بجولاته فى تلك المنطقة رغم التهديدات التى أعلنتها بعض المجموعات المعارضة هناك، كما شهدت بلدة إحسم مظاهرة معارضة ومسيرة مؤيدة بحضور أعضاء البعثة انتهت بعراك بين الطرفين لم يسفر عن أى إصابات. الأزمة السورية وفي الشأن السوري ايضا ، أكدت صحيفة "الدستور" الأردنية أن الأحداث والوقائع المتسارعة على الساحة السورية والإقليمية والدولية أثبتت أن لا حل للازمة السورية إلا الحل العربي فهو سفينة النجاة للقطر الشقيق والكفيل إذا خلصت النوايا بإغلاق الباب نهائيا أمام التدخلات الخارجية والحرب الأهلية التي باتت نذرها المشئومة ترتسم في أفق الشام. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم إن مداولات وزراء الخارجية العرب الأخيرة جاءت لتؤكد هذه الحقيقة ولتقطع الطريق نهائيا على المطالبين بالتدخل الخارجي بعد أن أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أن الدول الكبرى غير معنية بالتدخل العسكري في المسألة السورية. وأضافت الصحيفة إن الأحداث المؤلمة في سوريا على مدى عشرة أشهر أكدت فشل الحلول العسكرية والأمنية حيث لم يستطع النظام أن يقمع الثورة ويعيدها الى بيت الطاعة كما لم يستطع المنتفضون السيطرة على الشارع وإجبار النظام على الرحيل كما حدث في تونس ومصر رغم الخسارة الجسيمة التي تكبدها المواطنون السوريون.
ودعت الصحيفة إلى ضرورة إقلاع النظام السوري نهائيا عن الحلول العسكرية والإجراءات الأمنية الى غير رجعة، والبدء فورا فى سحب الدبابات والآليات العسكرية والعودة بها الى الثكنات، وإطلاق سراح المعتقلين ،والمباشرة بحوار جاد مع كافة أطياف المعارضة تحت سقف الجامعة العربية وصولا الى وفاق وطني يفتح صفحة جديدة لبناء سوريا الحديثة.
إجهاض الثورة الا ان الصحف القطرية كان لها رأي مختلف ، حيث أعربت صحيفة "الراية" القطرية عن اعتقادها بأن النظام السوري اتخذ قرارا لا رجعة فيه باستخدام كل الطرق الممكنة لإجهاض الثورة السورية المطالبة بالحرية والديمقراطية والتغيير ، وأن قبوله المبادرة العربية وتوقيعه على البروتوكول الخاص ببعثة المراقبين العرب كان لكسب الوقت ، ومحاولة إجهاض الثورة.
وقالت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء بعنوان "مسئولية اللجنة الوزارية العربية" - "إن النظام في سوريا ، الذي يعلم أن الشعب السوري قد اتخذ قرارا لا رجعة فيه بالتغيير ، يدرك جيدا أن قمع المظاهرات السلمية هو ما أبقاه في السلطة حتى الآن، وأن عدم التعرض للمظاهرات السلمية يعني نزول الشعب السوري بأكمله إلى الشارع ، وهو ما يعني سقوط النظام. وذكرت أن اللجنة الوزارية العربية منحت النظام السوري الفرصة مرة آخرى ليراجع سياسته وأساليبه القمعية ، وليطبق ما تعهد بتطبيقه في وثيقة البروتوكول، لكن قبل أن يجف الحبر عن بيان اللجنة كانت قوات الأمن والجيش تقصف بعض المدن والبلدات السورية ، وكان الشهداء يتساقطون في الشوارع بفعل رصاصات النظام ، وكأن نداءات اللجنة له بوقف العنف وبيانها الذي أكد ضرورة تنفيذ جميع نصوص البروتوكول لم تكن.
ورأت أن المسئولية تقع الآن على عاتق الجامعة العربية وعلى اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية باتخاذ مواقف واضحة لا لبس فيها تجاه القتل الذي يستهدف المدنيين في سوريا ، والذي لم يتوقف واستمر في ظل وجود بعثة المراقبين العرب.
وخلصت "الراية"إلى القول ، إن المطلوب من اللجنة الوزارية العربية أن تتخذ خطوات عملية على الأرض تحقق الهدف الذي أنشئت من أجله المتمثل في حماية المدنيين ، ووقف إراقة الدماء ، وأن تصارح الشعب السوري الذي يتعرض للقتل يوميا بحقيقة الأمور ، لأن تطورات الأوضاع هناك واستمرار عمليات القتل والبطش والاعتقال والتعذيب ستقود سوريا حتما إلى أتون حرب أهلية سيدفع ثمنها الجميع، الشعب السوري والوطن السوري والمنطقة العربية أجمعها
استقرار اليمن ومن جانبها ، أشادت الصحف اليمنية الصادرة اليوم بالموقف السعودي الداعم لاستقرار الاوضاع فى اليمن انطلاقا من خصوصية العلاقات اليمنية السعودية القائمة على وشائج القربى ووحدة المصير. وأبرزت الصحف اليمنية استعداد المملكة العربية السعودية أن تكون شريكا فاعلا في عملية الاستقرار والتنمية فى اليمن ، وأهمية استقرار الاوضاع الاقتصادية والأمنية لليمن بالنسبة لمنطقة الخليج ، وحث جميع الأطراف السياسية على الاستمرار في روح الوفاق لإعادة بناء الدولة وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الاستقرار والنمو والتطور.
وأشارت صحيفة "الجمهورية" إلى الدور المحورى والرئيسى الذى تقوم به السعودية فى تهيئة الاوضاع السياسية والاقتصادية فى إطار تفعيل المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية برعاية خام الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لدعم الاستقرار والامن.
بدورها أبرزت صحيفة "الثورة" تأكيد رئيس الوزراء اليمنى محمد سالم باسندوة خلال لقائه الليلة الماضية مع الملك عبد الله بن عبد العزيز بالرياض على أهمية الدور الأخوي الذي قام به خادم الحرمين الشريفين في إطار المبادرة الخليجية ورعايته المباشرة لمراسم التوقيع عليها من قبل فرقاء العمل السياسي، مستعرضا الخطوات التي تم انجازها في إطار تنفيذ المبادرة وآليتها التنفيذية. وأشارت الصحيفة إلى انه خلال اللقاء مناقشة علاقات التعاون الأخوي بين اليمن والمملكة في المجالات السياسية والتنموية وأولوياتها الراهنة فضلا عن مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية ،وما تم إنجازه من خطوات في إطار تنفيذ مضمون المبادرة الخليجية. مضيق هرمز وفي موضوع آخر ، حثت صحيفة "الوطن" القطرية امريكا وإيران الا يكون موضوع مضيق هرمز مسرحا للخلاف بينهما.
وشددت الصحيفة - تحت عنوان (التراشق الأمريكي - الإيراني حول هرمز) - على أن مثل هذه الممرات الدولية ينبغي أن تكون آمنة ، كونها ليست ملكا لأحد ، ولاهى مجال لاستعراض القوى فيها ، فضلا عن كونها الشريان الذي تنساب منه الطاقة إلى دول في كل أصقاع العالم وآلاتها الصناعية.
وأكدت أن الخليج العربي ظل مسطحا مائيا يسوده السلام والتعاون بين كل الدول المتشاطئة عليه .. معربة عن أملها في استمرار ذلك لصالح دول وشعوب المنطقة ، ولصالح كل الدول التي تعتمد على شريان الطاقة المنساب من منطقة الخليج.
ودعت الصحيفة واشنطن وطهران إلى حوار ثنائي مسئول وشفاف ، يضع كل وجوه وموضوعات الخلاف على الطاولة بغية إيجاد الحلول الناجعة لها ، لقطع الطريق على دابر التصعيد ، ولترسيخ الأمن والسلام في مياه الخليج العربي .. إلا أنها رأت أن الدعوة لهذا الحوار المنشود لا تغني عن البحث عن بدائل لضمان انسياب النفط العربي إلى أسواقه ، ومن دون أن يؤثر عليه أي من هذه الاحتمالات الدرامية التي تلوح من خلاف كهذا.
ولفتت إلى أن ذلك ليس درءا لأضرار ستقع على الدول العربية الخليجية فقط ، في حال حدوث أي انسداد في هذا الممر الاستراتيجي والحيوي ، ولكنه أيضا ضمانا لأمن الطاقة في العالم، حيث أن العديد من الدول وصناعاتها تعتمد على طاقتي النفط والغاز الخليجيين.
وأعربت "الوطن" في ختام افتتاحيتها عن ثقتها في أن العقل والحكمة التي يتحلى بهما الطرفان ستضع الأمور في نصابها السليم ، ولتظل مياه الخليج تنعم بالأمن والسلام والاستقرار.