الشحات الجندي: تقديس آراء الأئمة السابقين لا وجود له فى الإسلام إمام يحيى: نحتاج ثورة دينية.. فلا يمكن أن نعمل فهما للدين مضادا للحضارة الإنسانية وضع الدكتور رفعت السعيد يده على جرح الثورة وهو يتحدث عن بسطاء غير معنيين بالسياسة ينتظرون تحقيق مطالبهم، العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وحذر مما وصفه بالمأزق الذي قد يواجهه الساسة في حال عدم شعور المواطن بتحقيقي هذه المطالب. وتساءل رئيس المجلس الاستشاري بحزب التجمع الوطني التقدمي في الندوة التي عقدت في القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب حول "الأصولية والتجديد" في حضور الدكتور إمام يحيي أستاذ الجراحة بجامعة الإسكندرية، والمفكر الإسلامي الدكتور محمد الشحات، تساءل عن عدم وصول المفكرين والمناضلين المصريين إلى طموحاتهم التي خرجوا من أجلها في الثورتين مقارنة بما أحدثته الثورة الفرنسية من تقدم لافت وتطور في كافة المجالات للفرنسيين. وأشار د. السعيد إلى أن بعض المفكرين حاولوا المزج بين الفكر الديني والوعي المجتمعي لكنهم اعتمدوا على الكتب والصحف في مخاطبة الجماهير، رغم أن عددا كبيرا من المواطنين لا يقرأون وبالتالي لا تصل إليهم آراء من المفترض أنها تخاطب البسطاء وتعبر عن مطالبهم وتتحدث باسمهم. ولفت السعيد إلى أن برنامج المجلس الاستشاري بحزب التجمع الوطني الانتخابي عام 2012، كان يحمل شعار الثورة في 2013 ألا وهو "عيش وحرية وعدالة اجتماعية" مؤكدًا أن مطالب ثورتي يناير ويوليو لم تتحقق بعد قائلا: علينا أن نعى جيدا أن المطالب التى خرج من أجلها الشعب المصرى فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية لم تتحقق حتى الآن، لذلك على القوى السياسية التخلى عن صراعاتها على السلطة والالتفات إليهم". وحذر رفعت السعيد، أنه لو لم تتحقق مطالب الشعب، سنكون جميعا فى مأزق لن نتمكن من الخروج منه بسلام إن لم تتحقق المطالب الأساسية للناس". ومن جانبه اتهم المفكر الإسلامي الدكتور محمد الشحات الجندي، عددا من علماء وفقهاء الإسلام في العصر الحالي، بأنهم ملتزمون بالنص الصريح رافضين فكرة الاجتهاد والرأى، وحجتهم أن فتح باب الرأى والاجتهاد، يساهم في التلاعب بالنص القرآنى ليصدروا بذلك دينا بعيدًا عن النص لأجيال متعاقبة، بالرغم من تغير الظروف في الوقت الحالي عما كان في الماضي، وهو ما يحتاج إلى اجتهاد يلبي حاجة المجتمعات الحديثة وما يعني انغلاقا على فكر قديم كانت له أسبابه ومبرراته في الزمن الماضي. وأوضح الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أنه إذا تعارض النص مع العقل فإن هناك أمرين الأول هو التوفيق بقدر الإمكان بين النص والعقل من خلال تفسير النص بطريقة عقلانية بعد الخروج عن النص، والأمر الثانى إمكانية تقديم العقل على النص إذا كانت هناك مصلحة عامة. وأضاف: إن هناك من يتشدد بالنص الديني، رغم عدم مواكبته للعصر، مطالبًا بالتوصل لحل حتى لا يكون هناك تعارض بين العقل والنص، فالتشدد والوقوف على رأي واحد لا يمكن تقبله في الإسلام، ولا يمكن أن يحقق تقدما في الوقت الحالي. ووصف قضية التجديد فى الخطاب الدينى بأنها من أكثر القضايا إلحاحا، فموضوع الأصولية والتجديد وجهان متقابلان، ولكن علينا الجمع بين الاتجاهين فقدسية النص لا يجب أن تمس بالنسبة للأصولية ولكن علينا ألا ندور فى فلك النص، وإعادة تعريف الأصولية التى قد تؤدى بنا إلى التطرف فى آرائنا وعدم السماح بمساحة للنقاش". وقال: إن تقديس آراء الأئمة السابقون لا وجود له فى الإسلام وحتى أن النبى قال "انتم أعلم بشئون دنياكم" وإن ذلك دليل على إعمال العقل. وتابع: "الأصولية فى الإسلام تعنى التمسك بثوابت الدين، ولكن فى مقابل ذلك يجب علينا الانفتاح على الآراء ومحاولة الاجتهاد، فالأصوليون يبررون تمسكهم بحرفية النص حتى لا يتم إخراج النصوص عن مضمونها بعد اجتهادات الناس جيل بعد جيل، فهم يخشون على ضياع روح الإسلام أو إخراجه من مضمونه، ولكن هناك مدارس أخرى فى الإسلام تفضل إعمال العقل فبدون العقل لا يمكن أن يطالب الإنسان بتكاليف الشريعة الإسلامية". وتابع محمد الشحات الجندى "هناك إشكالية دائمة بين المسلمين والغرب، لأن بعض المسلمين يقدسون آراء الأئمة الأول، ويرفضون الحوار ومناقشة أمور الدين فى حين يعلى الغرب من إعمال قيمة العقل ولا يقبل التنازل عنها". وبين: يجب تجديد الخطاب الدينى بما يتناسب مع قضايا العصر الحالى لكى لا نقع فى فخ التعارض بين الدين والحياة فقضية الاستنساخ والتخصيب وزرع الأعضاء مثلا قضايا مطروحة حاليا ويجب الاجتهاد بشأنها، أما الأمور التى لا يمكن الاجتهاد فيها فهى الفروض الدينية كالصلاة والصوم". وأكد الشحات الجندى أن التجديد لا يقوم به الهواة ولكن يتولى مسئوليته المتخصصون فى العلم، لافتا إلى أن الإسلام يقبل التجديد ولايخاصم العقل ولكن العقل المنضبط الواعى. وقال الدكتور إمام يحيى، نحن بحاجة لثورة دينية، فلا يمكن أن نعمل فهما للدين مضادا للحضارة الإنسانية، فما كان مقبولا فى الماضى لا يمكن أن نسمح به الآن، موضحا أن الإسلام هو آخر الديانات وهو ذروة التطور فى مسيرة الأديان السماوية وذلك يتنافى تمام مع روح التعصب التى يتمسك بها على البعض ظنا منه أن ذلك اتساقا مع روح الدين". وذكر أن الاجتهاد فى الدين له شروط من أهمها المعرفة الشاملة للقرآن والسنة والمعرفة بظروف العصر والمعرفة بالعلوم التطبيقية الحديثة. وشرح أن الثورة الدينية يجب أن تبدأ من المدراس وتهيئة النشأ الجديد وتثقيفهم بالعلوم الدنية جيدا من خلال الكتب المفيدة التى تعطيهم الخبرات الكافية. وطالب بإعادة تعديل المناهج التعليمية الدينية وعلينا كذلك تنقية مناهج الأزهر من الكتب الصفراء التى لا علاقة لها بالعصر". وذكر د. يحيى رأيه حول يما يخص الدعوات لمصادرة بعض الكتب التى تدعو إلى التعصب أمثال كتب حسن البنا، أكد "يحيى" أنه يرفض هذه الدعوات، فالمصادرة ليست حلا لكن علينا السماح بطرح جميع الأفكار، وعلينا كذلك قراءة تاريخ فترة حكم الإخوان وتدريسها لكى نكشف الحقائق للأجيال القادمة. وأشار يحيي إلى أن رد فعل المسلمين تجاه الرسوم المسيئة للرسول والتي انتشرت في فرنسا، لم يكن رد إسلامي حقيقي، لأننا لم نلتزم بسماحة الإسلام. وطالب يحيى بوجود كتاب في المناهج التعليمية عن العام الذي حكمه الإخوان، حتى لا يكون هناك مجال لنسي ما فعله الإخوان بالوطن ويصبح شاهدا على ما اقترفوه من جرائم في حق الوطن، ليتسني للأجيال القادمة الاطلاع على ما فعلته هذه الجماعة بالوطن.