أوباما: حزمة التحفيز جنبت أمريكا انهياراً اقتصادياً محيط - سالي العوضي جنبت حزمة التحفيز الاقتصادي الولاياتالمتحدةالأمريكية من الانزلاق نحو كساد كبير للمرة الثانية والتي قدرت بقيمة 787 مليار دولار والتي جرى توقيعها ودخلت حيز التطبيق قبل عام. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن خطة التحفيز ساهمت فى الحفاظ على وخلق حوالى مليونى وظيفة ولكن مع استمرار معدل البطالة عند نسبة 10% فإن غالبية أفراد الشعب لم يستفيدوا بعد بفوائد التعافي الاقتصادي المهتز في البلاد، كما أن القطاع الخاص لم يحل تماما بعد محل الإنفاق الحكومي. وقال أوباما في خطاب ألقاه بالبيت الأبيض معلنا أرقاما تشير إلى أن خطط الإنقاذ قد ساعدت الشركات "بفضل خطة الإنقاذ على نحو كبير لم يعد الانزلاق نحو كساد ثان ممكنا" ، إلا أنه قال:" لم يشعر الكثيرون حتى الآن بالتعافي وأنا أتفهم ذلك"، كما أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس". وأشار إلى أن حزمة الإنفاق العام ضمت تخفيضات ضريبية وإنفاقا على البنية التحتية ومساعدات حكومية . وقوبل ذلك بانتقاد من جانب المحافظين باعتبار أنه يؤدي بشكل غير ضروري إلى زيادة العجز الاتحادي الذي تزايد سريعا إلى أكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2009م. وذكر أوباما أن الاقتصاد الأمريكي بدأ ينمو مجدداً في منتصف العام الماضي بعدما شهد أسوا أزمة اقتصادية تعصف به منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي. وظل معدل البطالة عند أعلى مستوى خلال ربع قرن حيث بلغت 9.7% الشهر الماضي ما شكل ضغوطاً لبذل المزيد من الجهود لإعادة تشغيل المواطنين. وسجل الناتج الصناعي للولايات المتحدة ارتفعاً بنسبة 0.9% خلال الشهر الماضي مقابل زيادة نسبتها 0.7% في ديسمبر من العام السابق. وأوضحت البيانات التي كشف عنها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) أن الشهر الماضي شهد أيضاً ارتفاع مؤشرات المرافق والمناجم في الولاياتالمتحدة بنسبة 0.7%. وارتفع معدل استغلال الطاقة الصناعية الاجمالية في الولاياتالمتحدة بنسبة 0.7% إلى 72.6% وذلك بتراجع نسبته 8% مقارنة بمعدله المتوسط خلال الفترة بين عامي 1972 و 2009 . وارتفع أيضاً معدل انتاج السلع الاستهلاكية بنسبة 1.1% خلال الشهر الماضي. من ناحية أخرى ، يتوقع أن يستقر معدل الادخار عند ما بين 4 و 7% من الدخل هذا العام. ودعا اوباما الجمهوريين إلى تجاوز خلافاتهم من اجل تمرير تشريع جديد لزيادة الوظائف. ومع تسجيل الاقتصاد الأمريكي أكبر عجز سنوي في الميزانية للمرة الأولى في تاريخ الولاياتالمتحدة والمقدر بنحو 1.5 تريليون دولار، كشف البيت الأبيض في وقت سابق، أنه من المتوقع أن يصدر أوباما أمراً تنفيذياً بتشكيل لجنة لمعالجة العجز القياسي في موازنة البلاد والسيطرة على تفاقم الديون. ويتوقع البيت الأبيض رقماً قياسياً يبلغ 1.56 تريليون دولار كعجز في السنة المالية حتى 30 سبتمبر عام 2010 م ، ولكن بعد ذلك يتوقع سد هذه الفجوة في التمويل بأكثر من النصف كحصة من الاقتصاد بحلول نهاية فترة ولاية أوباما في يناير 2013م. وأكد أحد أبرز خبراء الاقتصاد في الولاياتالمتحدة إن الإدارة الأمريكية تخالف نظريات جون كينز المالية التي تقول إنها تلتزم بها للخروج من الأزمة المالية الراهنة، مضيفاً أن كينز، الذي كان واضع خطط الخروج من ركود عام 1929 "يتقلب في قبره" بسبب سياسات الرئيس باراك أوباما الاقتصادية. وأوضح آلن ملتزر، الذي عمل في وزارة الخزينة في عهد عدد من الرؤساء، بينهم جون كينيدي ورونالد ريغان، قبل أن يتفرغ للأبحاث في مؤسسة "كارنيغي مالون" إن أوباما فهم "نصف الحقيقة" لأنه يعتمد على الإنفاق الكبير والاستدانة دون أن يفكر في سبل سد العجز لاحقاً.