واشنطن: في الوقت الذي بدأ يظهر فيه الاقتصاد الأمريكي بعض مؤثرات التعافي من تداعيات الأزمة المالية الأخيرة، كشفت وزارة الخزانة بنهاية الأسبوع عن ارتفاع عجز الميزانية الأمريكية لمستوي قياسي جديداً إذ وصلت بنهاية العام المالي الحالي 2009 إلى نحو 1.42 تريليون دولار. ويأتي الصعود الجديد في عجز الميزانية الأمريكية في ضوء التأثير السلبي للكساد الاقتصادي الأخير والذي يعد الأسواء منذ عام 1930 وذلك على العائدات الضريبية خاصة وأن انكماش بنود الإيرادات قد جاء في وقت كثفت فيه الحكومة الأمريكية البنوج الموجهة للانفاق العام في إطار خطة التحفيز الاقتصادي التي أقرتها ادارة أوباما لتمكين القطاعات الاقتصادية من تجاوز مرحلة الكساد. ووفقاً لبيانات وزارة الخزانة الأمريكية فان مستوي العجز مستوي عجز الميزانية المسجل عن فترة ال12 المنتهية في 30 سبتمبر قد جاءت متجاوزة بأكثر من 3 أضعاف مستوي العجز المسجل في عام 2008 والذي كان قد بلغ 455 مليار دولار. وقد أكد وزير الخزانة الأمريكي تيمثى جيثينز في مقابلة مع شبكة "سى ان بي سي" عقب الاعلان عن بيانات الميزانية ، وان على الولاياتالمتحدة العمل بنحو تقليص المستوي القياسي لعجز الموازنة وذلك بمجرد عودة الاقتصاد الأمريكية لمرحلة النمو المضطرد مع عدم الاعتماد على اجراءات المساعدة من قبل الحكومة. وحذر في تصريحاته التي أوردت مقتطفات منها شبكة "بلوم برج" الاخبارية من أن الافتقار إلى الثقة في عودة الولاياتالمتحدة إلى مرحلة الاستقرار المالي قد يؤدي إلى اضعاف وتيرة الانتعاش الاقتصادي وبشكل مترزامن مع اللجؤ لرفع أسعار الفائدة إلى جانب تقييد حركة الاستثمارات. وأشارت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية إلى أن عجز ميزانية العام المالي 2009 والذي جاء مرتفعاً بمقدار 962 مليار دولار مقارنة بالعام الماضي قد شكل نسبة تصل إلى 10% من الناتج المحل الإجمالي الأمريكي وهو أعلى معدل منذ نحو 64 عاماً، غير أن مستوي العجز المسجل قد جاء أقل بحوالي 162 مليار دولار، مقارنة بالتوقعات السابقة لإدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما. وكان الاقتصاد الأمريكي قد حظى خلال الفترة الأخيرة بعدد من المؤشرات الإيجابية التي تعكس استجابته من ناحية لبرنامج التحفيز الذي أقرته الإدارة الأمريكية وبوادر الانتعاش الاقتصادي على مستوى آسيا وأوروبا من ناحية أخرى. فقد اظهر تقرير حديث لوزارة التجارة الأمريكية حدوث تراجع بشكل غير متوقع لعجز الميزان التجاري في ظل ارتفاع الصادرات لأعلى مستوياتها للعام الحالي. وقد سجل الناتج الصناعي في الولاياتالمتحدة الذي يشكل نحو 12% من حجم الاقتصاد الكلي ارتفاعا خلال شهر سبتمبر بنحو 0.7% متجاوزا التقديرات السابقة للمحلليين.