أكد عدنان الحسيني محافظ مدينة القدس أن الوضع سيئ جدا في مسجد الأقصى المبارك ومهيأ لما هو أسوأ وذلك عقب دخول مجموعة من المستوطنين كالعادة اليوم إلى المسجد تزامنا مع احتفال اليهود ب "عيد العرش". وقال المحافظ الحسيني لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط بمدينة "رام الله" بالضفة الغربية صباح اليوم الاثنين: "إن المسجد الأقصى المبارك يعد شبه مغلق منذ الصباح ومنع المصلين من دخوله وأن هناك بعض الشباب موجودون داخل المسجد وهم مرابطون ويحاولون حماية المكان". وأوضح المحافظ أن هذا الأمر يأتي استمرارا لثلاثة أسابيع ماضية وهي أسابيع الأعياد التي تحول حياة المسلمين بشكل عام والمقدسيين بشكل خاص إلى جحيم.. مضيفا أن هذا الأمر يستمر هذا العام والذي اصبح اكثر حدة واكثر خطورة ويحتاج إلى موقف مختلف حتى لا تتدهور الأمور اكثر من ذلك. وردا على سؤال حول ما هو الموقف المغاير الذي يجب اتخاذه حاليا، أجاب "الحسيني" إن هناك 57 دولة عربية وإسلامية يمكنهم أن يغيروا كثيرا ولكن لا يوجد اهتمام منهم. وحول استمرار الانتهاكات التى يتعرض لها الأقصى من قبل اليهود، أكد "الحسيني" أن الحكومة الإسرائيلية هي حكومة مستوطنين وأن رئيس الحكومة ضعيف وليس صاحب قرار، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية بما فيهم الرئيس لا يوجد لديها اجندة سلام نهائيا. ووصف هذه الحكومة ب "مجموعة" تعتقد أنه بإمكانها سرقة الأرض والسكان وان يطردوا السكان منها أيضا، مؤكد أن هذا التفكير عقيم وغير منطقي و"يقودون انفسهم إلى أوضاع صعبة" - على حد تعبيره. وشدد الحسيني على أن المنطقة تحترق وتلتهب وتتحول المنطقة إلى أمور لها طابع ورائحة دينية وأن هذا الأمر ليس لصالح الحكومة الإسرائيلية وداعها إلى إعادة النظر كثيرا وإلا فالقادم سيكون سيئ على الجميع وليس على الفلسطينيين وحدهم. وحول وقوع العشرات من الإصابات خلال مواجهات المصليين مع قوات الاحتلال في الأقصى المبارك، أجاب "الحسيني" أن كل ما زاد رد فعل الفلسطينيين لحماية مقدساتهم كل ما زاد قمع الاحتلال ووصفها ب "المعادلة الفرضية" الواضحة. وأكد أن المعركة مستمرة والمواجهة مستمرة، مشيرا إلى أن "اليهود يعتقدون أن قضية الأقصى المبارك هي قضية سهلة يمكن احتواؤها بشيء من الضغط والاعتقال والقمع ولكنهم نسوا أنه يوجد في القدس مرابطون أشداء ولهم تاريخ طويل وعريق وواجهوا العديد من الغزوات والحمالات وفي النهاية بقوا في القدس وحافظوا على الأقصى وبالتالي فإن المسيرة مستمرة. واعرب الحسيني عن امله في أن يبقى أهالي القدس قادرون على القيام بواجبهم .. ملمحا إلى أن مسجد الأقصى ليس فقط للفلسطينيين والمقدسيين ولكن يجب على العالم العربي والإسلامي أن يعي أن مسجد الاقصى هو علامة "كرامة الأمة فعندما يكون الأقصى كريما تكون الأمة كريمة عندما يهان الأقصى تهان الأمة كما هي مهانة الآن". ووجه الحسيني رسالة إلى المرابطين داخل الأقصى قائلا إن هؤلاء الشباب القلة بصدورهم العارية والذين أتوا إلى المسجد للتصدي لهذه القوة الكبيرة تعد عزة للامة العربية والإسلامية وذلك في الوقت الذي لم تتمكن فيه العديد من الجيوش العربية من التصدي لهذه القوة. وشدد على ضرورة أن يكون الشعب في موقعه السليم و تقدم له كل الإمكانيات ليبقى صامد وقادر على مواجهة هذه القوة على ارضه ومقدساته، كما اعرب عن اعتزازه وفخره بهؤلاء المرابطين قائلا "أننا ننحني إجلالا لهم ولصمودهم العظيم وخاصة للنساء المقدسيات". وفي نهاية حديثه" اعرب الحسيني عن أمله في أن تكون الأمة صاحبة قرار ولا أن تتلقى فقط القرارات من الخارج. وكانت قوات الاحتلال قد تعدت في وقت سابق اليوم على المصلين وأوقعت أكثر من 30 إصابة داخل المصلي القبلي في المسجد الأقصى المبارك وذلك بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين احتفالا بعيد "العرش" اليهودي.