كانت استقالته مفاجئة اعتراضا على مخالفة الجماعة لوعد قطعته على نفسها بعدم الدفع بأي مرشحين لرئاسة الجمهورية بعد عزل مرسي وخلال الفترة الانتقالية . هو أحد أبرز قيادي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ، قضى في الجماعة أكثر من ستة عقود حتى أعلن استقالته على الهواء مباشرة في مداخلة مع الإعلامية منى الشاذلي في 31 مارس لعام 2012 بعد قرار مجلس شورى الإخوان الدفع بالمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد كمرشح لها على منصب الرئاسة. إنه كمال الهلباوي الذي قضى 23 عاما في لندن تولى خلالها منصبه كمتحدث باسم الإخوان في الغرب وأسس وتولى رئاسة الرابطة الإسلامية في بريطانيا كما كان مستشارا ل"جبهة إنقاذ مصر" التي أسسها المصريين بالخارج عام 2005 بهدف الإطاحة بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وتولى عضوية أيضا لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الإسلامي الأوروبي . عاد إلى القاهرة بعد ثورة 25 يناير 2011 و تحديدا في إبريل من السنة نفسها وأعلن في تصريحات صحفية له " إنه في هذا العهد الجديد والعظيم الذي تشهده مصر، والذي انتقلت عدواه إلى أماكن أخرى من العالم العربي، بعد الثورة الحضارية الشعبية لشباب مصر، التي أذهلت العالم فكان لا بد من العودة إلى مصر بسبب هذا الانفتاح الكبير الذي تشهده البلاد، لمشاركة الشعب فرحته في القضاء على الديكتاتورية ومحاصرة الظلم والفساد والتشاور مع الإخوان المسلمين حول آفاق العمل في المستقبل".". عمل الهلباوي في المجال الخيري حيث قضى ست سنوات في باكستانوأفغانستان عمل خلالها في الإغاثة وكمستشار ومحاضر في معهد الدراسات السياسية بباكستان، منذ 1988 وحتى 1994، وألف كتابا عن القضية الأفغانية بعنوان " الاستراتيجيات الدولية في القضية الأفغانية "، حيث لم يستطع طوال ربع قرن تقريبا المجيء إلى مصر بسبب قانون العائدين من أفغانستان وألبانيا بالإضافة إلى المحاكمات العسكرية التي تعرضت لها الجماعة خلال تلك الفترة. استقالته من الجماعة في مارس لعام 2012 عقد مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين اجتماعا طارئا لبحث انتخابات رئاسة الجمهورية وموقف الجماعة منها، وهو الاجتماع الذي أسفر عن ترشيح المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد للمنصب قبل أن يواجه عوائق قانونية وترشيح الدكتور محمد مرسي بديلا له. وقد أعلنت الجماعة نفسها عدة مرات وفي أكثر من تصريح صحفي ومؤتمر تلفزيوني بعد الثورة مباشرة عن أنها لن تدفع بمرشحين لها وإنما ستبحث عن مرشح توافقي، وهو ما دفعها لإصدار قرار بفصل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عقب إعلان رغبته بالترشح، وهو ما اعتبروه وقتها مخالفة لقرار الجماعة. حينئذ اعترض الدكتور كمال الهلباوي علانية على القرار في مداخلة تليفونية له مع الإعلامية منى الشاذلي، مؤكدا أن "الإخوان أصبحوا يكذبون، وقاموا باتباع أسلوب الحزب الوطني المنحل"، وأعلن استقالته فورا مضيفا "أعتقد الآن أن هناك صفقات بين الجماعة والعسكري وليس صفقة واحدة". استقالته فرقعة إعلامية بهذا الوصف علق الدكتور محمود غزلان المتحدث الإعلامي للجماعة على خبر استقالة الدكتور كمال الهلباوي، مؤكدا في تصريحات له وقتها "إن دعوى الهلباوي بأنه قد استقال من الإخوان المسلمين لا تعدو كونها فرقعةً إعلامية فحسب"، وأنه لا ينتمي إليها من الأساس. موقف هجومي بعد استقالته تبنى كمال الهلباوي سياسة الانتقاد اللاذع لمواقف الجماعة وقياداتها وأداء الدكتور محمد مرسي خلال فترة رئاسته، حيث أكد في أحدى تصريحاته أن "الإخوان لم ولن تفكر يومًا في الثورة على أي شيء ، لأن ذلك يختلف مع أدبياتها ومنهجها منذ أن تأسيسها على يد حسن البنا ، و أضاف إن مرسي رئيس ضعيف داعيا لانتخابات رئاسية مبكرة والتظاهر. إلى ذلك زاد التباعد في وجهات النظر بين الإخوان والهلباوي بسبب موقفه من 30 يونيو ورضائه بعزل الرئيس محمد مرسي وتأكيده بأن ما حدث هو "ثورة شعبية وليس انقلابا لأن الجيش انحاز لإرادة الشعب" على حد وصفه، كذلك ما تلى عزل مرسي من أحداث حتى فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة ومشاركة الهلباوي في أعمال لجنة الخمسين لوضع الدستور ودعمه للسيسي كرئيس للجمهورية. كما طالب الهلباوي بعزل الجماعة عن العمل السياسي والتفرغ للعمل الدعوي لمدة 10 سنوات تنفيذا لرغبة الشعب الذي ثار ضده حكمهم في 30 يونيو على حد تعبيره، واصفا فض اعتصام ميداني رابعة والنهضة بأنه "شرعي ونهاية للجماعة" وهو ما اعتبره شباب الإخوان تخاذلا منه وعدم تقدير لدماء شهدائهم. في السياق ذاته أيد الهلباوي قرار اعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية قائلا إن " القرار حد كثيرا من النشاط الإخواني، وما يحدث مجرد حلاوة روح"، وفسر استمرار تظاهرات الإخوان في الشارع حتى الآن بأنه "رغبة في ان تصل مصر إلي سوريا" على حد تعبيره في تصريحات سابقة له . وله تصريحات وصف فيها المشير عبد الفتاح السيسي بأنه "خُلق ليكون زعيماً ويصنف من أعظم زعماء العالم"، وفي الوقت نفسه رفض إجراء المصالحة مع أعضاء الإخوان إلا بعد تنفيذ العدالة الانتقالية ومحاسبتهم. افرأ فى هذا الملف * خوارج الإخوان وتحولاتهم الفكرية .. ثروت الخرباوي نموذجاً * سيد سابق «المفتي الأول للجماعة »..أعجب به البنا وجمد عضويته الهضيبي.. وخلّده علمه * عبد الرحمن السندي المؤسس الحقيقي ل«النظام الخاص» * «إبراهيم الزعفراني».. أكثر من 45 عاما داخل الجماعة * المليجي.. لفظته الجماعة بعد أن كشف «فضائحها» * «الشرنوبي».. الإعلامي الناقم على الجماعة * أبو الفتوح في المنطقة الرمادية بعد انشقاقه عن الإخوان * "حبيب "نائب المرشد " المستقيل" والسبب تولي القطبيين رئاسة " الإرشاد" * خالد الزعفراني.. صاحب شعار «الإسلام هو الحل» * مختار نوح ل " محيط "خرجت من الجماعة عندما طغي الفكر القطبي * «إسلام الكتاتني»: التفجيرات آخر كارت للجماعة والشعب لن يتصالح.. والقيادة الحالية «بائسة» "حازم قريطم" ل"محيط": أعادة ترميم "جماعة الاخوان" فكرة تجاوزها الزمان ** بداية الملف