أعطى زعيم جبهة النصرة في سوريا المرتبط بتنظيم القاعدة لغرمائه المتشددين في الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مهلة لقبول وساطة يقودها رجال دين وإلا سيتم طردهم. ودعا أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة في سوريا في تسجيل صوتي بث اليوم الثلاثاء الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى الموافقة على تحكيم علماء الدين وإنهاء أكثر من عام من الاقتتال الداخلي الذي تحول إلى عنف في بعض المناطق في سوريا، بحسب وكالة رويترز للأنباء. جاء التهديد بعد مقتل القيادي الجهادي "ابو خالد السوري" في هجوم بحلب، وقال الجولاني في التسجيل الصوتي الذي بث على موقع إسلامي على الانترنت "ننتظركم أن تردوا بشكل رسمي وخلال خمسة أيام من تاريخ إعلان هذا التسجيل." وقتل نحو 2000 شخص منذ دخول عناصر مسلحة مدعومة من الغرب ودول أجنبية وجماعات إسلامية إلى ساحة القتال في سوريا منذ يناير الماضي. ورفض الجولاني، في التسجيل تكفير "داعش" لجميع الكتائب والجماعات المناهضة لها. والسوري هو أحد مؤسسي واحدة من اكبر وأكثر الجماعات الإسلامية المقاتلة في سوريا، وهي جماعة أحرار الشام ويعتقد انه أيضا الممثل الرئيس في سوريا لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وحاول السوري التوسط لحل النزاع بين جماعتين جهاديتين لكنه قتل عندما تسلل انتحاري إلى مقره في حلب وفجرا نفسه. واندلع القتال ببداية العام عندما شن عدد من جماعات مقاتلي المعارضة ما بدت وكأنها هجمات منسقة على مقاتلي داعش الذين نفروا الكثير من السوريين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، وتشير التقارير إلى أن القيادي زاد من انتقاداته لداعش، وهي الجماعة التي دخلت في صراع دموي مع جماعات مسلحة أخرى، واتهمت بالوقوف وراء مقتله. وقال مراقبون إن موت ابو خالد السوري سيفاقم المواجهة المريرة بين داعش والجماعات المتنازعة معها. ويعتقد ان الاسم الحقيقي لابو خالد السوري هو محمد بهية، وهو احد المقاتلين القدامى في تنظيم القاعدة، الذي قاتل الامريكيين في افغانستانوالعراق، وعمل عن قرب مع أسامة بن لادن، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة. وينظر الى مقتل هذا القائد على انه احد الأسباب التي جعلت الأمريكيين وغيرهم يترددون في تزويد الجماعات المعارضة في سورية بالسلاح.