دبابات الجيش السوري تدخل درعا وأنباء عن سقوط خمسة قتلى دمشق: اقتحمت قوات الامن السورية المدعومة بالمدرعات فجر الاثنين محافظة درعا الواقعة جنوب سوريا ، وسط اطلاق نار كثيف ، فيما تحدث شهود عيان عن سقوط ما لايقل عن خمسة قتلى من المدنيين. واكد شهود العيان ان قوات الامن المدعومة بمدرعات دخلت درعا من اربعة محاور وسط اطلاق نار كثيف . وقال احد سكان بلدة درعا "أن قوات الأمن السورية المدعومة بعربات مدرعة، دخلت المدينة أثناء الليل وفتحت النار علي السكان". وأضاف الشاهد ويدعى محسن في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة": "أنهم يطلقون النار حالياً ... في درعا المحطة وسقط خمسة قتلى على الأقل ، بيوت درعا البلد أصبحت هي المشافي". ووصف شاهد عيان يدعى ابو محمد المدينة بانها اصبحت عبارة عن "مقبرة من النساء والرجال والاطفال" ، مؤكدا ان ما يحدث من اطلاق نار كثيف واقتحام قوات الامن درعا بالمدرعات لايمكن وصفه. واشار الشاهد الى ان احد عناصر الجيش اطلق النار على زملائه لانه لايريد ان يسمح للمصفحات نقل الجرحى في الشوارع الى المستشفي. ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهد عيان قوله: " ان ثماني دبابات ومدرعتين دخلت الحي القديم في مدينة درعا السورية المحاصرة وشوهدت جثث ملقاة على الارض في شارع رئيسي قرب المسجد العمري". وأضاف الشاهد في درعا أن قناصة على أسطح مبان حكومية وقوات أمنية في زي عسكري يطلقون النيران عشوائيا على منازل منذ دخول الدبابات بعد صلاة الفجر. وتابع "الناس يحتمون في المنازل أرى جثتين قرب المسجد ولم يتمكن أحد من الخروج لابعادهما". فيما قال نشطاء من المدافعين عن حقوق الانسان ان مسلحين موالين للرئيس السوري بشار الاسد داهموا ضاحية دوما في دمشق وأطلقوا الرصاص على مدنيين عزل. وقال ناشط من دمشق : "هناك مصابون أصيب كثيرون، الامن يكرر نفس النمط في كل الاماكن التي تشهد انتفاضات مطالبة بالديمقراطية يريدون اخماد الثورة باستخدام أقصى درجات الوحشية". وأضاف أن كل وسائل الاتصال بدوما قطعت ولكن أحد النشطاء تمكن من الفرار من الضاحية بعد بدء الهجوم فجرا والحديث عن الاوضاع. من جهته قال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص 13 مدنيا على الاقل منذ أن داهمت بلدة جبلة الساحلية الاحد. وقال نشطاء "ان قوات الامن ومسلحين موالين للرئيس السوري بشار الاسد انتشروا في الحي السني القديم في جبلة أمس بعد اندلاع احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في البلدة قبل ذلك بليلة". وكانت بلدة درعا مسرحا لبدء الاحتجاجات ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل خمسة أسابيع. ويأتي اقتحام درعا في أعقاب سقوط عشرات القتلى يومي الجمعة والسبت، على خلفية ما سمي ب"مذبحة الجمعة العظيمة" والتي راح ضحيتها حسب أخر التقارير نحو 112 قتيلا وعشرات المصابين، وذلك بعد تدفق المحتجون إلى الشوارع عقب صلاة الجمعة الماضية في أعداد ضخمة لم تشهدها المدن السورية من قبل، واستهلوا الأسبوع السادس في مسيرة قطارهم الساعي نحو إسقاط النظام السوري بصحبة حكم بشار الأسد الذي يحكم البلاد منذ 11 عاماً، فواجههم الأمن بإطلاق الرصاص عليهم بصحبة ما يعرفون باسم "الشبيحة" أو "بلطجية النظام". ودرعا "مركز الثورة"، كما يسمها المعارضين انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الأولى في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، بعدما خرج الآلاف في تظاهرة حاشدة تنادي بالإصلاح والحرية، ولكن سرعان ما تبدل الأمر وأرتفع سقف المطالب نحو إقالة الرئيس السوري بشار الأسد وإسقاط نظامه، وذلك بعد قمع الأمن السوري المحتجين بعنف مما نتج عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، وهو ما ساعد على انتشار الاحتجاجات في البلدات المجاورة منها جاسم وازرع والحراك وحمص ودوما والمعرة والمعظمية ومنطقة الحجر الأسود وغيرها. حرب إبادة من جهتها قالت سهير الاتاسي الناشطة السورية المدافعة عن حقوق الانسان الاثنين ان السلطات السورية بدأت حربا على الحركة السلمية المطالبة بالديمقراطية في سوريا بمهاجمة ثلاث مدن. ونقلت "رويترز" عن الاتاسي قولها في بيان: "ان هذه حرب وحشية تهدف الى ابادة السوريين المطالبين بالديمقراطية". واضافت "أن نوايا الرئيس السوري بشار الاسد كانت واضحة منذ أن أعلن استعداده للحرب في الكلمة التي ألقاها في 30 مارس/آذار" ، مضيفة لمن يريد أن يعتقلها أنها في منزلها في ضاحية دمر بدمشق. الأسد في خطر الرئيس السورى بشار الاسد من جهة اخري أكد محللون أتراك امس الاحد أن وضع الرئيس السوري بشار الأسد بات صعبا وغامضا، وأنه من الصعب الآن التنبؤ بما سينتهي إليه مصيره بعد أن استحالت الأوضاع الى جحيم يلتهم المواطنين الأبرياء ليتكرر المشهد المأسوي نفسه، الذي يتابعه العالم في ليبيا خلال الفترة الأخيرة. ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن المحللون قولهم: "إن الشعب السوري يتظاهر منذ يوم الجمعة لعدم اقتناعه بوعود الاصلاحات المعلنة من قبل الرئيس السوري بشار الأسد مما أدى الى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة العشرات بجروح مختلفة على ايدي قوات الامن السورية". واعتبر المحللون أن سوريا شهدت أجواء ربيع مع وصول بشار الأسد إلى الحكم، لكن ظهرت بعد ذلك "الدولة الخفية" والجنرالات من بقايا عهد والده الرئيس الراحل حافظ الأسد، وهو ما عاق حملة الإصلاحات التي وعدها بها بشار الأسد منذ استلامه السلطة . ولفت خبير العلاقات الدولية الدكتور حسين باغجي إلى صعوبة وضع بشار الأسد قائلا إننا لا نعلم هل سيتنحى أم لا، لكن الحقيقة الواضحة هي أن حالة انعدام الاستقرار في سوريا ستستمر. تابع باغجي أن الجميع رأى الغرب يتدخل مباشرة في التطورات الجارية في ليبيا، لكنه امتنع عن التدخل في سوريا، مشيرا إلى أنه ليس من المهم من بعد الآن البحث عن أسباب تأخر الأسد في تنفيذ الإصلاحات من عدمه، لكن المهم هو هل ستستمر الأوضاع في سوريا على هذا النمط. وأشار الخبير فى شئون الشرق الأوسط سادات لاجينر إلى أنه أصبح من غير الممكن تنفيذ الإصلاحات بعد وصول الحوادث الدموية إلى هذه المرحلة لأنه كلما تبنت الإدارة السورية أسلوبا مرنا ستتصاعد الاشتباكات والهجمات. وقال إنه من الممكن التوقف عند هذه المرحلة السلبية بشرط أن يتوصل كلا الطرفين إلى اتفاق وتحديد فترة زمنية لتنفيذ الإصلاحات التي تحتاج الى وقت كاف، أما بعكس ذلك فستظهر تطورات سلبية أثناء تطبيق الإصلاحات بخطوات سريعة وعاجلة. ولفت لاجنير إلى أن الولاياتالمتحدة وفرنسا تقدمان الدعم الكبير للمعارضين، ولهذا السبب لن يحصل الأسد على نتيجة للإصلاحات ولاتباعه أسلوبا مرنا تجاه المعارضين. أما الكاتب في صحيفة "يني شفق" ابراهيم كاراجول فأشار الى أن سوريا دخلت مرحلة صعبة للغاية وأن الرئيس بشار الأسد تأخر في تنفيذ الإصلاحات ومن أجل وقف الاشتباكات يجب منح المزيد من التنازلات ويجب على الأسد أن يتخذ خطوات حاسمة لتنفيذ الإصلاحات مع عدم المراوغة فيها لأن موقف المعارضين سيتشدد يوما بعد يوم ولا يمكن وقف الأحداث بالقوة وسفك الدماء. فرض عقوبات الى ذلك قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية مساء الأحد إن الحكومة الأمريكية تستعد لفرض عقوبات على مسئولين سوريين رفيعي المستوى مقربين من الرئيس الاسد يشرفون حاليا على عملية قمع عنيفة للمظاهرات في سوريا. ونقلت الصحيفة عن مسئولين طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم قولهم: "ان إدارة الرئيس باراك أوباما تستعد لاصدار مرسوم يخول الرئيس الأمريكي تجميد أموال هؤلاء المسئولين ومنعهم من ممارسة أي اعمال مع الولاياتالمتحدة". ولا يتوقع أن يكون لهذه العقوبات الاحادية الجانب التي ستتبناها واشنطن، الا تأثير محدود كون أن معظم المسئولين المقربين من الرئيس السوري ليست لديهم الا القليل من الارصدة المالية في الولاياتالمتحدة. الا أن الصحيفة أوضحت أن العقوبات الأمريكيةالجديدة يمكن أن تؤثر على أوروبا، حيث الأموال السورية أكثر أهمية من تلك الموجودة في الولاياتالمتحدة، لاتخاذ خطوة مماثلة للخطة الأمريكية. وجدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مايو/آيار من عام 2010 العقوبات الامريكية ضد سوريا لمدة سنة، متهما دمشق بدعم منظمات "ارهابية" والسعي الى امتلاك الصواريخ واسلحة دمار شامل. وتعود العقوبات بحق سوريا إلى 11 مايو/آيار 2004، حين فرض الرئيس السابق جورج بوش عقوبات اقتصادية على هذا البلد بحجة انه يدعم الارهاب. وتم تمديد هذه العقوبات العام 2007 وتشديدها العام 2008 قبل ان تمدد مجددا.